عليه وسَدُّوا مَنَاخِرهَا ، فلا تُفْتَح حتى يَرْضَعَها ذلك الفَصِيل ، فتَجدُ رِيحَ لَبَنِها منه فتَرْأَمُه.
وقال الشاعر :
إِنْ كُنتَ يا رَبَّ الجِمَالِ حُرَّا |
|
فارفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا |
يقول إِذا لم تجِد للإِبل (١) مَرتَعاً فارفَعْ في سَيْرها.
وجَرَّ النَّوْءُ بالمَكان : أَدامَ المَطرَ ، قال خِطَامٌ (٢) المُجَاشِعِيُّ :
جَرَّبها نَوْءٌ مِن السِّماكَيْنْ
واسْتَجَرَّ الفَصِيل عن الرَّضاع : أَخَذَتْه قَرْحَةٌ في فِيه ، أَو في سائرِ جَسَدِه ، فكَفَّ عنه لذلك.
ومن المَجَاز : أَجَرَّ لسانَه ، إِذا منَعَه من الكلام ؛ مأخوذةٌ (٣) من إِجرار الفَصِيلِ ، وهو أَن يُشَقَّ لسانُه ويُشَدَّ عَلَيْه عُودٌ لئلَّا يَرْتَضِعَ (٤) ؛ لأَنه يَجُرُّ العُودَ بلسانه ، قال عَمْرُو بن مَعْدِيكرِبَ.
فلوْ أَنّ قَوْمِي أَنْطَقَتِني رماحُهمْ |
|
نَطَقْتُ ولكنّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ |
أَي لو قاتَلُوا وأَبْلَوْا لذَكَرْتُ ذلك وفَخرْتُ بهم ؛ ولكنّ رِماحَهم أَجرَّتْني ، أَي قَطَعَتْ لسانِي عن الكلامِ بفِرارِهِم ؛ أَرادَ أَنهم لم يُقَاتِلُوا.
وزَعمُوا أَن عَمْرَو بنَ بشْرِ بنِ مرْثَد حين قَتَلَه الأَسَدِيُّ قال له : أَجِرَّ سَرَاوِيلِي فإِني لم أَسْتَعِنْ (٥). قال أَبو منصور : هو من قولهم : أَجْرَرْتُه رَسَنَه وأَجْرَرْتُه الرُّمْحَ ؛ أَي دَعِ السَّراويلَ عليَّ أَجُرَّه. فأَظْهَرَ الإِدغَامَ على لغة الحِجَاز (٦) ، قال : ويجوزُ أَن يكونَ لمّا سَلَبَه ثِيابَه وأَراد أَن يأْخذَ سرَاوِيلَه قال : أَجِرَّ لي سَراوِيلي ؛ من الإِجارة ، وهو الأَمانُ ؛ أَي أَبْقِه عليَّ ، فيكونُ مِن غير هذا الباب. وقال ابن السِّكِّيت : سُئِلَ ابنُ لِسان الحُمَّرَةِ عن الضَّأْن فقال : مالٌ صِدْقٌ (٧) قَرْيَةٌ لا حمَى لها ، إِذا أُفْلِتَتْ مِن جُرَّتَيْهَا. قال : يَعْني بجَرَّتَيْهَا المَجرَ في الدَّهْرِ الشديدِ والنَّشَرَ ، وهو أَن تَنتشرَ بالليل فتَأْتِيَ عليها السِّبَاع. قال الأَزهريُّ : جَعَلَ المَجَرَ لها (٨) جَرَّتَيْن ؛ أَي حبَالَتَيْن تَقَعُ فيهما فتَهْلِكُ.
والجَرُّ : الحَبْلُ الذي في وَسَطِه اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَة ، قال :
وكَلَّفُوني الجَرَّ والجرُّ عَملْ
وجَرُورُ. كصَبُور : ناحِيةٌ من مِصْرَ.
والجُرَيِّرُ ، مُصغَّراً مُشدَّداً : وادٍ في ديار [بني] (٩) أَسَدٍ ، أَعلاه لهم ، وأَسْفَلُه لبنِي عَبْس. وبَلَدٌ لغَنِيّ فيما بين جَبَلَةَ وشرقيِّ الحِمَى (١٠) إِلى أُضاخ [وهي] (٩) أَرضٌ واسعةً.
وجُرَيْرٌ كزُبير : موضِعٌ قُرْبَ مكّةَ.
ولحام جَرِير (١١) ، كأَمِيرٍ : موضعٌ بالكُوفةِ ، كانت بها وقعة لمّا طَرَقَ عُبَيْدُ الله الكُوفَةَ.
وجِرارُ ككِتابٍ : من نواحي قِنَّسْرِينَ.
وجِرارُ سَعْدٍ : مُوضعٌ بالمدينة ، كان يَنْصُبُ عليه سَعْدُ بن عُبَادَةَ جِراراً يُبَرِّدُ فيها الماءَ لأَضْيَافِه ، به أُطُمُ دُلَيْمٍ.
والجَرُّ : الحَرْثُ.
واجْتَرُّوا : احْتَرَثُوا.
ومن أَمثالهم : «ناوَصَ الجَرَّةَ ثم سالَمَها» ، أَوْرَدَه الميْدَانِيُّ وغيرُه ، وقد تقدَّم تفسيرُه.
__________________
(١) اللسان : الابل.
(٢) عن المؤتلف والمختلف للآمدي ، وبالأصل «حطام» بالحاء المهملة تحريف.
(٣) الأساس : وأصله.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : قوله : يرتضع ، كذا بخطه والأساس. وعبارة اللسان : يرضع ، وسيأتي للمصنف : ارتضعت العنز : شربت لبن نفسها ، وعليه لا يقال للفصيل : يرتضع» وفي التهذيب : يرضع.
(٥) لم أستعن فعل من استعان ، أي حلق عانته.
(٦) اللسان : على لغة أهل الحجاز ، وهذا أدغم على لغة غيرهم.
(٧) ضبطت عن اللسان ، وفي التهذيب : مالُ صدقٍ.
(٨) التهذيب : جعل المجر والنشر لها.
(٩) زيادة عن معجم البلدان.
(١٠) عن معجم البلدان وبالأصل «الحماه».
(١١) كذا بالأصل «لحام جرير» وفي معجم البلدان : جَرِيرٌ بغير ألف وهو حبل للبعير بمنزلة العذار للفرس غير الزمام ، وبه سمي اللجام جريراً ، موضع بالكوفة ...