وعَيْنٌ جَحْرَاءُ : غائِرَةٌ مُتَجَحِّرةٌ ، وفي بعض النُّسَخ : مُنْجحِرةٌ في نُقْرتِهَا (١). وفي الحديث في صِفَة الدَّجّال : «ليستْ عَيْنُه بناتِئَةٍ ولا جَحْرَاءَ» ، قال الأَزهريُّ : هي بالخاءِ المُعْجَمة وأَنكر الحاءَ وسيأْتي.
وأَجْحَرْتُه إِلى كذا : أَلْجَأْتُه.
والمُجْحَرُ : المُضْطَرُّ المُلْجَأُ ، وأَنشدَ :
يَحْمِي المُجْحَرِينَا
ومِن المَجَاز : أَجْحَرتِ النُّجُومُ ، أَي نُجُومُ الشِّتَاءِ ، إِذا لم تُمْطِر ، قال الرّاجز :
إِذَا الشِّتَاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُه |
|
واشتدَّ في غَيْرِ ثَرىً أَزُومُهُ |
كذا في التَّهْذِيب.
ومن المجاز : أَجْحَرَ القَوْمُ إِذا دخَلُوا في القَحْط والشِّدَّة.
وبَعِيرٌ جُحَارِيَةٌ ، كعُلَابِطَةٍ ، أَي مُجْتَمِعُ الخَلْق تامُّه ، نقَلَه الصغانيّ.
والجَوَاحِرُ : الدَّواخِلُ في الجِحَرةِ والمَكامِنِ.
والجَواحِرُ : المُتَخلِّفَاتُ مِن الوَحْش وغيرِها ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
فأَلْحَقَنَا بالهَادِيَاتِ ودُونَه |
|
جَواحِرُها في صرَّةٍ لم تَزَيَّلِ |
وقيل : الجاحِرُ من الدَّوابِّ وغيرهما : المتخلِّف الذي لم يَلْحَق ، ومنه : جَحَرَ فلانٌ تَخَلَّف.
والجَحْرَمَةُ : الضِّيقُ ، وسُوءُ الخُلُقِ ، والمِيمُ زائدةٌ ، فهي فَعْلَمةٌ ، وصرَّحَ بذلك الجوهريُّ وابنُ القَطّاع وغيرُهما ، وقد أَعاده المصنِّف في الميم أَيضاً ، ولم يُنَبِّه على زيادةِ الميم ، فلْيُنْظَرْ.
والمَجْحَرُ : المَلْجَأُ والمَكْمَنُ. ومَجاحِرُ القَومِ : مَكَامِنُهم. وفي الأَساس : ومِن المَجاز : دَخَلُوا في مَجَاحِرهِم ، أَي مَكَامِنِهم.* وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه : الجُحْرَانُ ، كعُثْمَانَ : اسمٌ للفَرْجِ خاصَّةً ؛ جيءَ فيه بالأَلف والنُّون تَمْيِيزاً له عن غيرِه من الجِحَرَةِ ، قالَه ابن الأَثير ، وعليه خُرِّجَ الحديثُ المَرْوِيُّ عن السّيِّدةِ عائشةَ رضياللهعنها «إِذا حاضَتِ المرأَةُ حَرُمَ الجُحْرَانُ» ورَواه بعضُ الناسِ بكسر النُّون على التَّثْنِيَةِ ؛ يُريدُ الفَرْجَ والدُّبُرَ ، ومعناه أَنّ أَحدَهما حرامٌ قبلَ الحيضِ ، فإِذا حاضتْ حَرُمَا جميعاً ، وذَكَرَه الزمخشريُّ في المَجاز ، وقال : حَرُمَ الجُحْرَانِ ؛ أَي اجتمعَ الاثْنَانِ في الحُرْمةِ : قال : ومنه أَيضاً : حَصِّنِي جُحْرَكِ.
ومِن المَجاز أَيضاً : أَجْحَرَهم الفَزَعُ ، وأَجْحَرَتِ السَّنَةُ الناسَ : أَدْخَلَتْهم في المَضايِق.
[جحبر] : الجِحِنْبارُ أَهملَه الجوهريُّ ، وقال أَبو حاتم : هو بكسرِ الجيمِ والحاءِ المُهملَة (٢). قلتُ : ورُوِيَ إِعجامُها في كتاب العَيْن : نَبْتٌ.
وعن الفَرّاءِ : الجِحِنْبارُ : الرَّجلُ الضخْمُ ، وأَنشدَ :
فهو جِحِنْبَارٌ مُبِينُ الدَّعْرَمَهْ (٣)
. والجِحِنْبَارُ : العَظِيمُ الخَلْقِ مِن الرِّجال ، قالَه أَبو مِسْحَلٍ في نَوادِره ، أَو هو العَظِيمُ الجَوْفِ الواسِعُه ، قال الصَّاغَانيُّ : وهذا أَشْبَهُ ؛ لأَنّ سِيبَوَيْهِ جَعَلَه صِفَةً.
أَو هو القَصِيرُ القامَةِ المُجْفَرُ الواسِعُ الجَوْفِ ، كالجِحِنْبارَةِ ، بالهَاءِ ، ويُضَمّانَ ، واقتصرَ في العَيْن على القَصير من الرِّجال.
والجَحَنْبَرةُ : المرأَةُ القَصيرَةُ ، عن أَبي عَمْرو.
[جحدر] : الجَحْدَرُ : الرجلُ الجَعْدُ القَصيرُ ، والأُنْثَى جَحْدَرَةٌ.
وجَحْدَرهُ جَحْدَرَةً : صرَعه ودَحْرَجَه ، وهو مَقْلُوبُه كجَحْدَلَه ، نقلَه الصَّاغانيُّ.
وتَجَحْدَرَ الطائرُ مِن وَكْره ، إِذا تَدَحْرَجَ ، أَي تَحَرَّكَ فطارَ ، عن الصَّاغانيُّ.
__________________
(١) وهي عبارة اللسان.
(٢) قيدها في التكملة : على فِعِنْلَالٍ.
(٣) ورد الشاهد وقول الفراء في اللسان في مادة (حجنبر).