باكُورَتَهَا ، وهي أَوّلُ ما يُدْرِكُ منها. وكذا ابتَكَرَ الرجلُ : أَكَلَ باكُورَةَ الفَاكِهَةِ.
ومن المجاز : البَاكُورَةُ : النَّخْلُ التي تُدْرِكُ أَوَّلاً ، كالبَكِيرَةِ والمِبْكارِ والبَكُورِ ، كصَبُورٍ.
جَمْعُه أَي البَكُورِ بُكُرٌ ، بضَمَّتَيْن ، قال المُتَنَخِّل الهُذَلِيُّ :
ذلكَ مادِينُك إِذْ جُنِّبَتْ |
|
أَحْمالُها كالبُكُرِ المُبْتِلِ |
قال ابنُ سِيدَه : وَصَفَ الجَمْعَ بالواحدِ ، كأَنَّه أَراد المُبْتِلَةَ فَحَذَف ؛ لأَن البناءَ قد انتهى ، ويجوزُ أَن يكونُ المُبْتِلُ جَمْعَ مُبْتِلةٍ ، وإِنْ قَلَّ نَظِيرُه ، ولا يَجُوزُ أَن يَعْنِيَ بالبُكُر هنا الواحدةَ ؛ لأَنه إِنّمَا نَعَتَ حُدُوجاً كثيرةً ، فشَبَّهَها بنَخِيلٍ كثيرةٍ. وقول الشاعر :
إِذا وَلَدَتْ قَرَائِبُ أُمِّ نَبْل |
|
فذاكَ اللُّؤْمُ واللَّقَحُ البَكُورُ |
أَي إِنّمَا عَجِلَتْ بجَمْعِ اللُّؤْمِ ، كما تَعْجَلُ النَّخْلةُ والسحابةُ.
وفي الأَساس : ومن المَجَاز : نَخْلَةٌ باكِرٌ وبَكُورٌ : تُبكِّرُ بحَمْلِها.
وأَرْضٌ مِبْكَارٌ : سَرِيعَةُ الإِنْبَاتِ.
وسَحَابَةٌ مِبْكَارٌ (١) : مِدْلاجٌ مِن آخِر اللَّيْلِ.
والبِكْرُ ، بالكسر : العَذْرَاءُ ، وهي التي لم تُفْتَضَّ (٢). ومن الرِّجال : الذي لم يَقْرَبِ امرأَةً بَعْدُ. ج أَبكارٌ ، والمصدرُ البَكَارَةُ : بالفتح.
والبِكْرُ : المرأَةُ ، والنّاقَةُ ، إِذا وَلَدَتَا بَطْناً واحداً ، والذَّكَرُ والأُنْثَى فيهما سَواءٌ ، وقال أَبو الهَيْثَم : والعَربُ تُسَمِّي التي وَلَدَتْ بَطْناً واحداً بِكْراً : بوَلَدِهَا الذي تَبْتَكِرُ به ، ويقال لها أَيضاً : بِكْرٌ ما لم تَلِد ، ونحوُ ذلك ، قال الأَصمعِيُّ : إِذا كان أَوّلُ وَلَدٍ وَلَدَتْه الناقَةُ فهي بِكْرٌ ، والجمعُ أَبكارٌ وبِكَارٌ ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيُّ :
وإِنَّ حَدِيثاً منكِ لو تَبْذُلِينَه |
|
جَنَى النَّحْلِ في أَلْبانِ عُودٍ مَطَافِلِ (٣) |
مَطافِيلَ أَبْكَارٍ حَدِيثٍ نِتاجُها |
|
تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ |
والبِكْرُ : أَوّلُ كلِّ شيْءٍ.
والبِكْرُ : كُلُّ فَعْلَةٍ لم يَتَقَدَّمْها مِثلُها.
والبِكْرُ : بَقَرَةٌ لم تَحْمِلْ أَو هي الفَتِيَّةُ ، وكلاهما واحدٌ ، فلو قال : فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ ، لكان أَوْلَى ، كما في غيره من الأُصول ، وفي التَّنْزِيلِ : (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) (٤) أَي ليست بكَبِيرَةٍ ولا صَغِيرَةٍ.
ومن المَجاز : البِكْرُ : السَّحَابَةُ الغَزِيرَةُ ، شُبِّهَتْ بالبِكْر مِن النِّساءِ. قلت : قال ثَعلبٌ : لأَن دَمَها أَكثرُ من دَمِ الثَّيِّب ، ورُبَّما قيل : سَحابٌ بِكْرٌ ، أَنشد ثعلب :
ولقد نَظَرْتُ إِلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ |
|
بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا |
والبِكْرُ : أَوَّلُ وَلَدِ الأَبَويْنِ غُلاماً كان أَو جارِيَةً ، وهذا بِكْرُ أَبَوَيْه ، أَي أَوّلُ وَلدٍ يُولَدُ لهما ، وكذلك الجاريةُ بغير هاءٍ ، وجمعُها جميعاً أَبْكارٌ ، وفي الحديث : «لا تُعَلِّموا أَبكارَ أَولادِكم كُتُبَ النَّصارَى ؛ يَعْنِي أَحداثَكُم. وقد يكون البِكْرُ من الأَولاد في غيرِ النّاس ، كقولِهِم : بِكْرُ الحَيَّةِ.
ومن المَجاز قولُهم : أَشَدُّ الناسِ بِكْرٌ (٥) ابنُ بِكْرَيْنِ ، وفي المُحكَم : بِكْرُ بِكْرَيْنِ ، قال :
يا بِكْرَ بَكْرَيْنِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ |
|
أَصْبحْتَ منِّي كذِرَاعٍ مِن عَضُدْ |
ومِن المَجَاز : البِكْرُ : الكَرْمُ الذي حَمَلَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، جمعُه أَبكارٌ ، قال الفرزدقُ :
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِيثَ كأَنَّه |
|
جَنَى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ |
ومِن المَجاز : الضَّرْبَةُ. البِكْرُ : هي القاطِعَةُ القاتِلَةُ ،
__________________
(١) اللسان : وسحابة مبكارٌ وبَكُورٌ.
(٢) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : تقتض بالقاف ، ويؤيده ما ورد في الأساس : وابتكر الجارية : اقتضّها.
(٣) في اللسان : ألبان عُوذٍ.
(٤) سورة البقرة الآية ٦٨.
(٥) بالأصل «بن» وما أثبت عن اللسان.