وفي التَّهْذِيب : والبُكُور والتَّبْكِيرُ : الخُرُوج في ذلك الوقتِ. والإِبكارُ : الدُّخُول في ذلك الوقتِ.
و. البَكْرَةُ بالفَتْحِ : اسمٌ للّتي يُسْتَقَى عليها ، وهي خَشَبَةٌ مُسْتَدِيرةٌ في وَسَطِها مَحَزٌّ للحَبْل ، وفي جَوْفِها مِحْوَرٌ تَدُورُ عليه ، يُسْتَقَى عليها ، أَو هي المَحَالَةُ السَّرِيعَةُ ، ويُحَرَّكُ ، وهذه عن الصَّاغَانيّ ، وهكذا لابن سِيدَه في المُحكَم ، وهو تابعٌ له في أَكثَرِ السِّيَاقِ ، فاعتراضُ شيخِنا عليه هنا في غير مَحَلِّه.
ج بَكَرٌ ، بالتَّحْرِيك ، وهو من شواذّ الجَمْع ؛ لأَن فَعْلَةً لا تُجْمَعُ (١) على فَعَلٍ إِلا أَحْرُفاً ، مثل : حَلْقَةٍ وحَلَقٍ ، وحَمْأَةٍ وحَمَإِ ، وبَكْرَةٍ وبَكَرٍ ، كما في الصّحاح ، أَو هو اسمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ ، كشَجَرٍة وشَجَرٍ ، قاله شيخُنَا ، وَبَكَرَاتٌ أَيضاً ، قال الراجز :
والبَكَراتُ شَرُّهُنَّ الصّائِمَهْ
يَعْنِي التي لا تَدُور.
والبَكْرَةُ : الجَمَاعَةُ.
والفَتِيَّةُ من الإِبلِ.
قال الجوهريُّ : وج البَكْرِ بِكارٌ كفَرْخٍ وفِرَاخٍ.
وبَكَرَ عليه وإِليه وفيه يَبْكُرُ بُكُوراً ، بالضَّمِّ ، وَبَكَّرَ تَبْكِيراً ، وابْتَكَرَ ، وأَبْكَرَ إِبكاراً وباكَرَه : أَتاهُ بُكْرَةً ، كلُّه بمعنًى ، أَي باكِراً ، فإِن أَردتَ به بُكْرَةَ يومٍ بعَيْنهِ قلتَ :
أَتيتُه بُكْرَةَ ، غيرَ مصروفٍ ، وهي من الظروف التي لا تَتَمَكَّنُ.
وكلُّ مَن بادَرَ إِلى شَيْءٍ فقد أَبْكَرَ إِليه وعليه ، وبَكَّرَ في أَيِّ وقتٍ كان بُكْرَةً أَو عَشِيَّةً ، يقال : بَكِّروا بصلاةِ المَغْرِب ، أَي صَلُّوهَا عند سُقُوطِ القُرْصِ.
ورَجُلٌ بَكُرٌ في حاجته ، كنَدُسٍ ، وبَكِرٌ ، كحَذِرٍ ، وبَكِيرٌ ، كأَمِيرٍ : قَوِيٌّ على البُكُورِ وبَكِرٌ وبَكِيرٌ (٢) كلاهما على النَّسَب ؛ إِذْ لا فِعْلَ له ثُلاثِيًّا بَسِيطاً. وفي المُحكَم : وبَكَّرَه على أَصحابِه تَبْكِيراً ، وأَبْكَرَه عليهم : جَعَلَهُ يُبَكِّرُ عليهم وأَبْكَرَ الوِرْدَ والغَداءَ : عاجَلَهما ، وقال أَبو زَيْد : أَبْكَرتُ على الوِرْدِ إِبكاراً ، وكذلك أَبْكَرتُ الغَداءَ.
وقال غيرُه : يقال : باكَرْتُ الشَّيْءَ ، إِذا بَكَّرْتَ له ، قال لَبِيد :
باكَرْتُ حَاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَةٍ (٣)
معناه بادَرْتُ صَقِيعَ الدِّيكِ سَحَراً إِلى حاجَتِي.
ويقال : أَتيتُه باكِراً ، فمَن جَعَلَ البَاكِرَ نَعْتاً قال للأُنْثَى : باكِرَة ، ولا يقال : بَكُرَ ولا بَكِرَ ، إِذا بَكَّرَ.
وَبكَّرَ تَبْكِيراً ، وأَبْكَرَ ، وَتبَكَّر : تَقَدَّمَ ، وهو مَجازٌ.
وفي حديث الجُمعَةِ : «مَنْ بَكَّرَ يومَ الجُمعَةِ وابْتَكَرَ فله كذا وكذا» ؛ قالوا : بَكَّرَ : أَسْرَعَ وخَرَجَ إِلى المسجد باكِراً ، وأَتَى الصّلاةَ في أَوّلِ وَقْتِهَا ، وهو مَجازٌ. وقال أَبو سَعِيد : معناه مَن بَكَّر إِلى الجُمعَةِ قبلَ الأَذانِ وإِن لم يَأْتِهَا باكِراً فقد بَكَّرَ : وأَمّا ابتكارُهَا فهو أَنْ يُدْرِكَ أَوَّلَ وَقتِهَا ، وقيل : معنى اللَّفْظَيْنِ واحدٌ ، مثل فَعَلَ وافْتَعَل ، وإِنما كُرِّر للمبالغَةِ والتَّوكيدِ ، كما قالوا : جادٌّ مُجِدٌّ.
وبَكِرَ إِلى الشَّيْءِ كفَرِحَ : عَجِلَ.
قاله ابنُ سِيده و. من المجاز : غَيْثٌ باكِرٌ وباكُورٌ ، البَاكُورُ والبَاكِرُ مِن المَطَرِ : ما جاءَ في أَوّلِ الوَسْمِيِّ ، كالمُبْكِرِ ؛ مِن أَبْكَرَ ، والبَكُورِ ، كصَبُورٍ ، ويقال أَيضاً هو السَّارِي في آخِرِ اللَّيْلِ وأَوّلِ النَّهَارِ ، وأَنْشَدَ :
جَرَّرَ السَّيْلُ بها عُثْنُونَه |
|
وتَهادَتْهَا مَدالِيجُ بُكُرْ |
وفي الأَساس : سحابَةٌ مِدْلاجٌ بَكُورٌ.
والبَاكُورُ : المُعَجَّلُ المَجِيءِ والإِدراكِ من كلِّ شيْءٍ ، وبهاءٍ الأُنْثَى ، أَي الباكُورة.
وباكُورَة الثَّمَرة منه ، ومن المجاز : ابتَكَرَ (٤) الفاكهةَ : أَكَلَ
__________________
(١) عن الصحاح وبالأصل : لا يجمع.
(٢) بالأصل : «وبكر وبكر» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وبكر وبكر كذا بخطه والذي في اللسان : وبكر وبكير وليحرر» وهو ما أثبتناه.
(٣) ديوانه وعجزه فيه :
لأُعلَّ منها حين هبّ نيامها
(٤) عن الأساس ، وبالأصل «بكر».