و: ع ، بَرْملِ عالِجٍ ، كثيرُ الجِنِّ قيل : هو بنَجْدٍ ، وقيل : بناحية اليَمامةِ.
والبَقّارُ : لُعْبَة لهم ، وهو تُرَابٌ يُجمَعُ في الأَيدِي ، فيُجْعَلُ قُمَزاً قُمَزاً ، كأَنَّهَا صَوامِعُ ، يُلْعَبُ به ، جَعَلُوه اسْماً كالقِذَافِ ، وهو البُقَّيْرَي ، وأَنشدَ :
نِيطَ بِحَقْوَيْهَا خَمِيسٌ أَقْمَرُ |
|
جَهْمٌ كبَقّارِ الوَلِيدِ أَشْعَرُ |
والبَقّارُ : الحَدّادُ ، والحَفّارُ.
وقُنّةُ البَقّارِ : وادٍ آخَرُ لبَنِي أَسَدٍ.
وعَصاً بَقّارِيّة : شَدِيدة ، وفي التَّكْملة : لِبَعْضِ العِصِيِّ.
وَبقِرَ الكَلْبُ ، كفَرِحَ : رأَى البَقَرَ ، أَي بَقَرَ الوَحْشِ ، فَتَحَيَّرَ وذَهَبَ عَقلُه فَرَحاً بهنّ.
وبَقِرَ الرَّجلُ بَقْراً ، بفتحٍ فسكونٍ ، وبَقَراً ، محرَّكَةً : حَسَرَ فلا يَكَادُ يُبْصِرُ ، وأَعْيَا ، قال الأَزهريُّ : وقد أَنْكَرَ أَبو الهَيْثَمِ فيما أَخبَرَنِي عنه المُنْذِرِيُّ «بَقْراً» ، بسكونِ القافِ ، وقال : القياس «بَقَراً» ، على «فَعَلاً» ؛ لأَنه لازمٌ (١) عَيْرُ واقِعٍ.
وبَقَرَه ، كمَنَعَه ، يَبْقُره : شَقَّه ، وفَتَحَه ، ووَسَّعَه ، وفي حديث حُذَيْفَةَ : «فما بالُ هؤلاءِ الذين يَبْقُرُونَ بُيُوتَنَا» ؛ أَي يَفْتَحُونَها ويُوَسِّعُونها ، ومنهحديثُ الإِفك : «فبَقَرْتُ لها الحَدِيثَ» ؛ أَي فَتَحْتُه وكَشَفْتُه.
وبَقَرَ الهُدْهُدُ الأَرضَ : نَظَرَ مَوْضِعَ الماءِ فرَآه.
في التَّهْذِيب : رَوَى الأَعْمَشُ عن المِنْهَالِ بن عَمرو عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ عن ابنِ عَبّاسٍ في حديث هُدْهُدِ سليمانَ ، قال : «بَيْنَا سُلَيْمَانُ في فَلاةٍ احتاجَ إِلى الماءِ ، فدَعَا الهُدْهُدَ ، فبَقَرَ الْأَرْضَ ، فأَصاب الماءَ ، فدَعَا الشَّيَاطِينَ فسَلَخُوا مواضِعَ الماءِ (٢) ، فرأَى الماءَ تحت الأَرضِ ، فأَعْلَمَ سليمانَ حتى أَمَرَ بحَفْرِه».
وبَقَرَ في بَنِي فُلانٍ ، إِذا عَرَفَ أَمْرَهم ، وفي التَّكْمِلَة : إِذا عَلِمَ أَمْرَهُم وفَتَّشَهُمْ. والبَقِيرُ : المَشْقُوقُ ، كالمَقْبُورِ. وناقة بَقِيرٌ : شُقَّ بَطنُها عن وَلَدِهَا.
وقال ابن الأَعرابيِّ في حديث له : فجاءَت المرأَةُ فإِذا البيتُ مَبْقُورٌ ؛ أَي مُنتَثِرٌ عَيْبَتُه (٣) وعِكْمُه الذي فيه طَعامُه ، وكلُّ ما فيه.
والبَقِيرُ : بُرْدٌ يُشَقُّ فيُلْبَسُ بلا كُمَّيْنِ ولا جَيْبٍ ، كالبَقِيرَة ، وقِيل : هو الإِتْبُ ، وقال الأَصمعيُّ : البَقِيرَةُ أَن يُؤْخَذَ بُرْدٌ فيُشَقَّ ثم تُلْقِيَه المرأَةُ في عُنُقِهَا من غيرِ كُمَّيْنِ ولا جَيْبٍ ، والإِتْبُ : قَمِيصُ لا كُمَّيْنِ له تَلبَسُه النِّسَاءُ ، وقال الأَعْشَى :
كَتَمَيُّلِ النَّشْوَانِ يَرْ |
|
فُلُ في البَقِيرِ وفي الإِزارِ |
وقد تقدَّم.
والبَقِيرُ : المُهْرُ يُولَدُ في ماسِكَةٍ أَو سَلًى ؛ لأَنَّه يُشَقُّ عليه.
والباقِرُ ، لَقَبُ الإِمامِ أَبي عبدِ اللهِ وأَبي جعفر محمّد بن الإِمامِ عليٍّ زَيْنِ العابِدِينَ ابنِ الحُسَيْنِ بنِ عليٍّ رضيَ الله تعالى عنهم ، وُلِدَ بالمدينة سنةَ ٥٧ من الهجرة ، وأُمُّه فاطمةُ بنتُ الحَسَنِ بنِ عليٍّ ، فهو أَوَّلُ هاشميٍّ ، وُلِدَ مِن هاشِمِيَّيْنِ ، عَلَوِيٌّ مِن عَلَوِيَّيْنِ ، عاش سَبْعاً وخمسينَ سنةً ، وتُوُفِّيَ بالمدينة سنة ١١٤ ، ودُفِنَ بالبَقِيعِ عند أَبِيه وعَمِّه ، وأَعْقبَ مِن سبعة : جعفرٍ الصّادِقِ ، وإِبراهيمَ ، وعُبَيدِ الله ، وعليٍّ ، وزَينبَ ، وأُمِّ سَلَمَةَ ، وعبدِ الله ؛ وإِنما لُقِّبَ به لِتَبَحُّرِه في العِلْم ، وتَوسُّعِه ، وفي اللِّسَان : لأَنه بَقَرَ العِلْمَ ، وعَرَفَ أَصله ، واستنبطَ فَرْعَه.
قلْت : وقد وَرَدَ في بعض الآثارِ عن جابرِ بنِ عبد اللهِ الأَنصارِيِّ : أَنّ النبيَّ صَلى الله عليه وسلّم قال له : «يُوشِك أَن تَبْقَى حتى تَلْقَى وَلداً لي من الحُسين يِقال له : محمّد ، يَبقُر العِلْمَ بقْراً ، فإِذا لقيته فأَقرِئْه منيِّ السلامَ.» خَرَّجَه أَئِمَّة النَّسَبِ.
والباقِرُ : عِرْقٌ في المَآقِي ، نَقلَه الصَّاغانيُّ ؛ لأَنه يَشُقُّها.
والباقِرُ : الأَسَدُ ؛ لأَنّه إِذا اصطادَ الفَرِيسةَ بَقَرَ بَطْنَها.
وتَبَيْقَرَ : تَوَسَّعَ ، كتَبَقَّرَ ، ورُوِيَ عن النبيِّ صَلى الله عليه وسلّم : أَنّه «نَهَى
__________________
(١) سقطت من المطبوعة الكويتية.
(٢) زيد في التهذيب : «كما يسلخ الإهاب ، فخرج الماء قال شمر فيما قرأت بخطه : معنى بقر نظر موضع الماء ، فرأى ..».
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله عيبته ، كذا بخطه ، والذي في اللسان : عتبته.