بالحديث وعدم ثقة. (١)
قال العلامة الأمينى : أحسب أن رواة السوء أرادوا حطاً من مقام النبوة لاترفيعاً لمقام معاوية لما نعلمه من البون الشاسع بين مرتبة النبوة التى تعتقد بها المسلمون وبين متبوأ هذا المقعى على أنقاض مستوى الخلافة فنسائل القوم عن الذى أوجب له هذا المقام الشامخ أهو أصله الزاكى تلك الشجرة الملعونة فى القرآن ولسان نبيه؟! أم فرعه الغاشم الظلوم؟ أم دؤبه على الكفر إلى ما قبل وفاة النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم بأشهر قلائل؟! أم محاربته خليفة وقته المفترضة طاعته عليه؟! وقد بايعه أهل الحل والعقد ورضى به المسلمون فشهر السيف أمامه وأراق الدماء المحرمة أم بوائقه أيام استحواذه على الملك؟! من قتل الأبرياء الأخيار كحجر بن عدى وأصحابه؟! وقتل عمر بن حمق الخزاعى إلى كثيرين من أمثالهم ومن قنوته بلعن أمير المؤمنين والحسن والحسين ولمة من صفوة المؤمنين؟ وحمله سماسرة الأهواء على الوقيعة فى أهل البيت النبوة وافتعال رواة الجرح فيهم وخلق أحاديث الثناء فى الأمويين؟ واستلحاقه زياداً مراغماً للحديث الثابت عند الأمة جمعاء؟! الولد للفراش وللعاهر الحجر وأخذ البيعة ليزيد ذلك الماجن الخائن السكير وتسليطه على الأعراض والدماء؟ وإدمانه على هذه المخاريق وأمثالها؟ التى سودت صحيفة التاريخ حتى أفعمت كأس يغيه واخترمته منيته. ومتى كان معاوية للعلم والقرآن وهولا يحسن آية واحدة كقوله سبحانه : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) أو لم يكن أميرالمؤمنين على عليهالسلام من أولي الأمر على أى من التفسيرين؟ وكقوله تعالى : و
________________
١. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٢٤ ص ٤٥٠ و ٤٥١ الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ٢ ص ٣٣٥ فى ترجمة طاهر بن سهل الاسفراينى رقم ٣٩٧٩ وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٣ ص ٢٦٤ فى ترجمة طاهر بن سهل الاسفراينى رقم ٤٣٤٠.
٢. سورة النساء : ٥٩.