إن المدينة لايكون لها سقف ... كما هو واضح فهل يعقل صدور هذا الكلام من النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فذكر الديلمى الحديث فى (الفردوس) واحتجاج ابن حجر به فى (الصواعق) فى غاية الغرابة.
وإنه مع الغض عن ذلك فليس عثمان قابلا لأن يكون جزء من أجزاء مدينة العلم لفرط جهله بالمعارف الدينية والأحكام الشرعية وستطلع على جانب من ذلك فيما بعد إن شاء الله بالتفصيل ... فلا مناسبة بين عثمان وبين مدينة العلم علي أى نهج كان فضلا عن التعبير عنه بكونه سقفاً لها فإنه من التعبيرات الباطلة السخيفة.
وما اشتهر عن عثمان من الإعتراف بالجهل وأيضاً : رجوعه إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام فى القضايا والحوادث الواقعة كما ستقف فى ذلك فيما بعد إن شاء الله تعالى مبطل لهذا الحديث (١).
على أن وضع هذه الزيادات تحط من كرامة الخلفاء الثلاثة وتستهزئ بهم إذ أن القاصد إلى المدينة لايأتيها من أساسها ولا من حيطانها ولا من سقفها بل يأتيها من بابها ومن المحقق أنها قد وضعت فى زمن الطاغية معاوية الذى اتخذ الحديث متجراً (٢).
هذه هى آخر الحيل التى تفطن لها الوضاعون من الرواة فى عهد بنى أمية عندما يجدون حديثاً جرى على ألسنة الناس فلايمكن نكرانه ولاتكذيبه فيعمدون إلى إضافة فقرة إليه أو كلمة أو تغيير بعض ألفاظه ليخففوا من حدته أويفقدوه المعنى المخصوص له كما فعلوا ذلك بحديث (أنا مدينة العلم وعلى بابها) (٣).
________________
١. المصدر.
٢. الشيخ محمد مرعى الأنطاكى لماذا إخترت مذهب أهل البيت : ص ٢٥٨.
٣. مياء حمادة أخيرا أشرقت الروح : ص ١٣١.