العلم وأبوبكر وعمر وعثمان سورها على بابها »!! ... وأمثال هذه الإختلافات فى أشباه تلك الإختلاقات مما يهتك أستارها ويكشف أسرارها ويبدى عوارها ويعلن عارها.
وكيف يكون « عمر حيطانها » وقد كان كل الناس أعلم منه حتى ربات حجالها؟ أليس قال عمر نفسه : « كل أحد أفقه من عمر » (١)؟ وقال : « كل الناس أفقه من عمر » (٢)؟وقال : « كل الناس أفقه من عمر حتى المخدرات فى الحجال؟ » وقال : « كل الناس أفقه من عمر حتى النساء؟ » وقال : « كل الناس أعلم من عمر حتى العجائز؟ » بل إن جعل هكذا شخص من مدينة العلم « حيطانها » يوجب انخرام المدينة وذلك مما يهدم أساس الدين ولايلتزم به أحد من المميزين فضلاً عن الراشدين. (٣)
وإنه ما أكثر القضايا التى رجع فيها عمر إلى أميرالمؤمنين عليهالسلام بل إلى جماعة من تلامذته مثل ابن عباس وابن مسعود بل لقد اتفق رجوعه إلى بعض الأصحاب القاصرين مثل : معاذ بن جبل وعبدالرحمن بن عوف؟ فكيف يجوز جعل هكذا شخص سوراً لمدينة العلم؟ إن هذا إلا جرأة عظيمة من الوضاعين الكذابين الذين لايتورعون عن الخدشة فى مقام النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فى سبيل مدح أئمتهم ... هذا بالنسبة إلى : « وعمر حيطانها » (٤)
وأما بالنسبة إلى فقرة : « وعثمان سقفها » فنقول هو باطل من وجوه أيضاً :
________________
١. البيهقى السنن الكبرى ج ١١ ص ٥.
٢. المتقى النهدى كنز العمال فى سنن الأقوال والأفعال ج ١٦ ص ٥٣٧ وإبن أبى الحديد شرح نهج البلاغة ج ١ ص ١٨٢.
٣. السيد علي الميلانى نفحات الأزهار فى خلاصة عبقات الانوار فى الرد على التحفة الاثنى عشرية : ج ١٢ ص ١٥٩.
٤. المصدر ص ١٦٠.