ولم يحخف ذلك على الباحث المنصف فيبطل تلك الزيادات التى تدل فى أغلب الأحيان على سخافة عقول الوضاعين وبعدهم عن حكمة ونور الأحاديث النبوية فيلاحظون أن القول بأن أبابكر أساسها معناه أن علم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كله من علم أبى بكر!! كما أن القول بأن عمر حيطانها فمعناه بأن عمر ينفع الناس من الدخول للمدينة أى يمنعهم من الوصول للعلم والقول بأن عثمان سقفها فباطل بالضرورة لأنه ليس هناك مدينة مسقوفة وهومستحيل. (١)
وبعد كل هذا الذي ذكرناه يسقط قول ابن حجر بعد ذلك : « فهذه صريحة فى أن أبابكرأعلمهم وحينئذ فالأمر بقصد الباب إنما هو لنحو ما قلناه لا لزيادة شرفه على ما قبله ... » لما عرفت من سقوط هذا الحديث سنداً ودلالة فكيف بمعارضة مع حديث « أنامدينة العلم وعلى بابها » فكيف بالإٍستدلال به على أعلمية أبى بكر من أميرالمؤمنين عليهالسلام فكيف بدعوى صرف دلالة الجملة : « فمن أراد العلم فليأت الباب » عن مدلولها الصريح فى أعلمية الإمام عليهالسلام بسبب هذا الحديث الموضوع؟ وكذا ما ذكره فى نهاية كلامه تعليلاً لدعواه السابقة قائلاً : « لما هو معلوم بالضرورة أن كلاً من الأساس والحيطان والسقف أعلى من الباب » لأنه يبتنى على الحديث المذكور وقد عرفت كونه موضوعاً وباطلاً سنداً ودلالة ثم ما أراد من العلو فى هذا الكلام؟ فإن أراد من العلو : العلو الظاهرى الحسى فهو باطل لوجهين : أحدهما : أن ذلك يصادم العيان ويخالف الحس والوجدان فإن كل ذى عينين يرى أن الباب أعلى من الأساس وإذا كان الإعلى أزيد شرفاً كمازعم ـ فأميرالمؤمنين عليهالسلام الأشرف والأعلم والثانى : إنه إذا كان المدار على العلو الظاهرى فلا ريب فى أن الحيطان أعلى من الأساس والسقف أعلى من الحيطان فيلزم أن يكون عمر أعلم من أبى بكر
________________
١. المصدر.