له : عَبُّودٌ ؛ وذلكَ أَنَّ الله عَزَّ وجَلَّ بَعَثَ نَبِيّاً إِلى أَهْلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ به أَحَدٌ ، إِلّا ذلكَ الأَسودُ ، وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا له بِئراً فصيَّرُوهُ فيها ، وأَطْبَقُوا عَلَيْهِ صَخْرةً ، فكان ذلكَ الأَسودُ يَخْرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي به طَعَاماً وشَرَاباً ، ثم يأتِي تِلْكَ الحُفْرَةَ فيُعِينُه الله تعالى على تلك الصَّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي (١) أَي يُنْزَلِ له ذلكَ الطَّعَامَ والشَّرَابَ ، وأَنَّ الأَسْود المذكورَ احتَطَبَ يوماً ، ثم جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ ، فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ (٢) الأَيسر فنام سبعَ سِنينَ ثمَّ هَبَّ أَي قام من نَومَتِه وهو لا يُرَى إِلَّا أَنه نامَ وفي بعضِ النُّسخ : لا يرَى أَنَّه نام إِلَّا ساعةً من نَهَارٍ ، فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَى القَرْيَةَ على عادَتِهِ فَبَاعَ حَطَبَهُ ، ثم أَتى الحُفْرَةَ فلم يَجِد النّبيَّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فِيها ، وقد كان بَدَا لِقَوْمِهِ فِيهِ فأَخْرَجُوهُ من البئرِ فكان يسأَلُ عن ذلك الأَسْودِ ، فيَقُولون : لا نَدْرِي أَيْنَ هُو.
فَضُربَ به المَثَلُ لِمَن نام طَويلاً.
وفي «المُضَافِ والمَنْسُوب» لأَبي منصورٍ الثَّعَالِبِيّ : قال الشَّرْقِيُّ : أَصلُه أَن عَبُّوداً قال لقَوْمِه : اندُبُونِي لِأَعْلَم كيف تَنْدُبُونِّي إِذا مِتُّ ، ثم نَامَ فماتَ. وقال ابن الحَجَّاج.
قُوموا فأَهْلُ الكَهْفِ مَعْ |
|
عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ |
وفي التكملة ، عن الشَّرْقِيّ : أَنَّه كان رَجُلاً تَمَاوَتَ على أَهْلِه ، وقال : اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً ، فَنَدَبْنَه ، ومات على الحالِ (٣).
وأَبو عبد الله أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ بن عَبُّودِ بن واقدٍ :مُحَدِّثٌ ، رَوَى عنه أَبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه.
والمِعْبَد ، كمِنْبَرٍ المِسْحَاة والجمْع : المَعابد ، وهي المَساحِي والمُرُورُ ، قال عَدِيُّ بن زيدٍ :
ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ |
|
وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ |
ويقال : ذَهَبُوا عَبابِيدَ ، وعَبَادِيدَ. وتقول : أَمّا بَنُو فُلان فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا. قال الجوهريُّ : العَبابِيدُ ، والعَبَادِيدُ ، بلا واحدٍ من لَفْظِهِمَا ، قالَه سيبَوَيْه وعليه الأَكْثَرُ ، ولذا قالوا : إِنَّ النِّسْبَةَ إِليهِم : عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ ، وهم الفِرَقُ من النّاسِ والخَيْلِ ، الذَّاهِبونَ في كُلِّ وَجْهٍ ، والقِيَاسُ يَقْتَضِي أَن يكونَ واحدُهُما على فَعُّول ، أَو فِعِّيل ، أَو فِعْلالٍ (٤).
والعَبَادِيدُ الآكامُ ، عن الصَّاغَانِيِّ.
والعَبابِيدُ : الطُّرُقُ البَعِيدةُ الأَطرافِ ، المُخْتَلِفَةُ. وقيل : لا يُتَكَلَّم بها في الإِقبالِ ، إِنَّما في التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ (٥).
والعَبَادِيدُ : ع نقله الصاغانيُّ.
ويقال : مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مَذْرَوَيْه ، نقله الصاغانيُّ.
وعَابُودُ : د ، قُرْبَ القُدْسِ ، ما بين الرَّمْلَة ونابُلُسَ ، موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، وسَكَنَتْه بنور زيد (٦) وعابِدٌ : جَبَلٌ : وقيل : موضِعٌ. وقيل : صُقْعٌ بمصر.
وعابِدُ (٧) بنُ عبدِ الله بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ القُرَشِيّ ومِن وَلَدِهِ : عبدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ بن أبي السّائِبِ صَيْفِيّ بن عابِدٍ الصَّحَابِيُّ القُرَشِيُّ المخْزُومِيُّ ، القَارىءُ المَكِّيُّ ، قرأَ عليه مُجَاهِدٌ وابنُ كَثِيرٍ.
عبدُ الله بنُ المُسَيِّبِ بن عابِدٍ ، أَبو عبدِ الرَّحْمنِ ، وقيل أَبو السَّائِب ، المُحَدِّثُ ، العابِدِيَّانِ المَخْزُومِيَّانِ.
والعِبَادُ ، بالكسر ، كذا قاله ابن دريدٍ وغيرُه ، وكذا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَريّ. وقال ابن بَرِّىٍّ والصاغانِيُّ : الفَتْحُ غَلَطٌ ، ووَهِمَ الجوهَرِيُّ في ذلِكَ ، وتَبعَ فيه غَيره. وهُم قومٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّى من بُطُونِ العَرَبِ ، اجتَمَعُوا على دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ فأَنِفُوا أَن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد ، وقالوا : نحن العِبَادُ. والنَّسَبُ إِليه : عِبَادِيٌّ كأَنْصَارِيٍّ ، نَزلُوا بالحِيرةِ ، ومنهم عَديُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ من بني امرىءِ القَيْس بنِ زَيد مَنَاةَ ، جاهِلِيُّ من أَهل
__________________
(١) التكملة والفاخر ضبطت : «ويُدْلي» ضبط قلم.
(٢) في الفاخر : «بشقه».
(٣) وحكي في المستطرف قولاً قريباً ، ورد بهامش القاموس : قال الشيخ نصر : وهذا قول بعيد عندي اه».
(٤) نص الصحاح : والعباديد : الفرق من الناس الذاهبون في كل وجه وكذلك العبابيد ، يقال : صار القوم عَبَادِيدَ وعَبَابِيدَ. والنسبة عَبَادِيدِيُّ. قال سيبويه : لأنه لا واحد له ، وواحده على مُعْلُولٍ أو فِعْلِيلٍ أو فِعْلَالٍ في القياس.
(٥) في التهذيب عن ابن الاعرابي : يقال : ذهب القوم عباديد وعبابيد إذا ذهبوا متفرقين ، ولا يقال : أقبلوا عباديد.
(٦) كذا.
(٧) في جمهرة ابن حزم : عائذ.