والمَلَذُ ، بالتَّحْرِيك : اخْتِلَاطُ الظَّلامِ ، ويقال ذِئْبٌ مَلَّاذٌ ، ككَتَّانٍ : خَفِيٌّ خَفِيفٌ.
وامْتَلَذْتُ منه كَذَا : أَخَذْت منه عَطيَّةً ، نقله الصاغانيُّ.
* ومما يستدرك عليه :
المَلَاذَة ، وهو مَصدر مَلَذَه مَلْذاً ومَلَاذَةً ، وقد جاءَ في حَديث عائشةَ رضِي الله عنها وتَمَثّلَتْ بشعْرِ لَبِيدٍ :
مُتَحَدِّثُونَ مَلَاذَةً ومَخَانَةً |
|
ويُعَابُ قَائِلُهُمْ وإِنْ لَمْ يَشْعَبِ |
* ومما يستدرك عليه :
[ملقبذ] : مُلْقَابَاذ ، بالضمّ : مَحلّة بأَصفهانَ ، وقيل : بِنَيْسَابُور ، نُسِب إِليها أَبو عليٍّ الحسنُ بن محمّد بن أَحمد بن محمّد النحيريّ (١) النيسابوريّ ، من بيتِ العَدَالةِ والتَّرْكِيَة ، ذكره أَبو سَعْد في التحبير ، توفِّيَ سنة ٥٥١ (٢).
[منذ] : مُنْذُ ، بَسِيطٌ ، ويأْتي له ما يُعَارضه مِن ذِكْر الأَقوال الدَّالَّة على الترْكِيب ، مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ. ومُذْ مَحْذُوفٌ مِنه ، وقد ذكرَه ابنُ سيده وغيره في مذمذ ، والصواب هنا ، وفي الصحاح : مُنْذُ مبنيٌّ على الضمّ ، ومُذْ مَبْنِيٌّ على السُّكون ، وتُكْسَر مِيمُهما ، أَمَّا كسْر مِيمِ مُنذ فقد حكِيَ عن بني سُلَيْم يقولون : ما رأَيْتُه مِنْذُ سِتٌّ ، بكسر الميم ورفع ما بَعْدَه ، وحكَى الفرّاءُ عن عُكْلٍ : مِذُ يومانِ بطرْح النون وكسر الميم وضم الذّال ، ويَلِيهِمَا اسمٌ مَجْرُورٌ ، وحينئذٍ فهما حَرْفَا جَرٍّ فيُجرّ ما بعدهما ، ويكونان بِمَعْنَى مِنْ في الماضِي ، وبمعنى فِي في الحَاضِرِ ، وبمعنى مِن وإِلى جَميعاً في المَعْدُودِ ، كما رَأَيْتُه مُنْذُ يومِ الخَمِيسِ ، وفي التهذيب : قد اختلَفتِ العَربُ في مذ ومنذ ، فبعضهم يخْفِض بمذْ ما مضَى وما لم يَمْضِ ، وبعضهم يَرْفَع بمنذ ما مَضَى وما لَمْ يَمْضِ.
والكلامُ أَن يُخْفَضَ بمذ ما لم يَمْضِ. ويُرْفع ما مضى ، ويُخْفض بمنْذ ما لم يَمْضِ وما مضى ، وهو المُجْمَعُ (٣) عليه. ويليهما اسمٌ مِرْفُوعٌ ، كمُنْذُ يَوْمَانِ ، وحينئذٍ مُبْتَدَآنِ ، ما بعدهما خَبَرٌ ، ومَعناهما الأَمَدُ في الحاضرِ ، والمَعْدُودِ ، وَأَوَّل المُدَّةِ في الماضِي ، وفي الصحاح : ويَصلُح أَن يَكونا اسميَنِ فتَرْفَع ما بعدهما على التاريخِ أَو على التَّوقيتِ ، وتقول في التاريخ : ما رأَيته مُذْ يومُ الجُمعَة ، وتقول في التوقيت ما رأَيته مُذْ سَنَةٌ ، أَي أَمَدُ ذلك سَنَةٌ ، ولا يَقع هاهنا إِلَّا نكرَةً ، فلا تقول مُذْ سَنَةُ كذا ، وإِنما تقول مُذْ سَنَةٌ ، أَو ظَرْفَانِ مُخْبَرٌ بِهما عَمَّا بَعْدَهما ، ومعناهما بَيْنَ وبَيْنَ ، كلَقِيتُه مُنْذُ يَوْمانِ ، أَي بَيْنِي وبَيْنَ لِقَائِه يَوْمَانِ ، وقد رَدَّ هذا القولَ ابنُ الحاجِب وهَذَّبَه البَدْرُ في تُحْفة الغريبِ ، قاله شيخنا ، وتَلِيهما الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ ، نحو قولِ الشاعر :
مَازَالَ مُذْ عَقَدتْ يَدَاهُ إِزَارَه (٤)
أَو الجملة الاسْمِيَّة نحو قول الشاعر :
ومَازِلْتُ أَبْغِي المَالَ مُذْأَنَا يافِعٌ (٥)
وحِينئذٍ هما ظَرْفَانِ مضافان إِلى الجُمْلَةِ أَو إِلى زَمَانٍ مُضافٍ إِليها ، أَي إِلى الجملة ، وقِيل : مُبْتَدآنِ. أَقوالٌ بَسطَها العلَّامة ابنُ هِشَامٍ في المُغني (٦) وأَصْل مُذْ مُنْذُ ، لرجوعِهِمْ إِلى ضَمِّ ذالِ مُذْ عِنْدَ مُلاقاةِ الساكِنيْنِ (٧) ، كمُذُ اليَوْمِ ، ولو لا أَنَّ الأَصْلَ الضمُّ لكَسَرُوا. وفي المحكم : قولُهُمْ ما رأَيْتُه مُذُ اليوم ، حَرَّكوها لالتقاءِ الساكِنين ، ولم يَكْسِرُوهَا ، لكنهم ضَمُّوها ، لأَن أَصلها الضمُّ في مُنذ ؛ قال ابنُ جِنّي : لكنه الأَصلُ الأَقْرَبُ ، أَلَا تَرَى أَنّ أَوَّل حالِ هذه الذال ، أَن تكون ساكنةً؟ وإِنما ضُمَّت لالتقاءِ الساكِنينِ إِتْبَاعاً لضَمَّةِ الميم ، فهذا على الحَقِيقَةِ هو الأَصْلُ الأَوّلُ ، قال : فأَمّا ضَمُّ ذالِ مُنذ ، فإِنما هو في الرُّتْبَة بعد سكونها الأَوّل المقدَّر ، ويَدُلُّك على أَنّ حَرَكَتها إِنما هي لالتقاءِ الساكنين أَنه لمَّا زالَ التقاؤُهما سكنَتِ الذالُ ، فضَمُّ الذال
__________________
(١) في معجم البلدان : البحتري.
(٢) بهامش المطبوعة الكويتية «عن معجم البلدان : ٥٤٠ أو ٥٤١» وهو تحريف ففي معجم البلدان سنة ٥٥١ كالأصل ، فاشتبه على محقق الكويتية فنقل سنة وفاة شخص آخر. انظر معجم البلدان (ملقاباذ).
(٣) الأصل والتهذيب : وفي اللسان : وهو المجتمع.
(٤) المغني لابن هشام ص ٤٤٢ ، وهو للفرزدق وعجزه :
فدنا فأدرك خمسة أشبار
(٥) في المغني ، وهو للأَعشى ميمون وعجزه في ديوانه :
وليداً وكهلا حين شبتُ وأمردا
(٦) انظر المغني (طبعه دار الفكر ـ بيروت ص ٤٤٢).
(٧) المغني : الساكن.