ويقال : هو خَيْرُ الأَشَاوِذِ ، أَي خَيْرُ الخَلْقِ ، نقله الصاغانيُّ.
وأَشْوَذُ بنُ سَامِ بن نُوحٍ عليهالسلام ، وهو أَخو أَرْفَخْشذ وإِرَم ولَاوَذ (١). وغَيْلَم ومَاش والمَوْصِل ، وولَدَ أَشْوَذُ يَبْرَسَ ، وهو أَبو الفُرْسِ وبهم سُمِّيَت فارِسُ ، وكان منهم الأَكاسِرَة.
هذا قولُ بعِض العُلمَاء ، والإِجماع عند النسَّابين أَن الفُرْس من نَسْل كيومرث بن تفيس بن إِسحاق بن إِبراهِيم ، عليهماالسلام ، وعليه العملُ ، كذا في المُقَدِّمة الفاضِلِيَّة لابن الجَوَّانِيّ النَّسَّابَة.
وقال أَبو زيد : شَوَّذْتُه فتَشَوَّذَ واشْتَاذَ ، أَي عَمَّمْتُه فتَعَمَّمَ واعْتَمَّ.
وقال أَبو مَنْصُورٍ : أَحسبه أُخِذَ من قولك شَوَّذَتِ الشَّمْسُ إِذَا مَالَتْ للمَغِيبِ ، وذلك أَنَّهَا كانَتْ غُطِّيَتْ بهذا الغَيْمِ ، قال الشاعر :
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذَا الشَّمْسُ شَوَّذَتْ |
|
لَدَى سَوْرَةٍ مَخْشِيَّةٍ وحِذَارِ |
هكذا أَنشَدَه شَمِرٌ وجاءَ في شِعْرِ أُمَيَّةَ :
وشَوَّذَتْ شَمْسُهم إِذَا طَلَعَتْ |
|
بِالجُلْبِ هِفًّا كَأَنَّهُ كَتَمُ |
يقال شَوَّذَ السَّحَابُ الشَّمْسَ إِذا عَمَّها قال أَبو حَنِيفة ، أَي عُمِّمَتْ بالسَّحَاب. وقال الأَزهريُّ : أَرادَ (٢) أَنَّ الشَّمْسَ طَلَعَتْ في قَتَمَةٍ كأَنَّها عُمِّمَتْ بِالغُبْرَةِ التي تَضْرِب إِلى الصُّفْرَةِ وذلك في سَنَةِ الجَدْبِ والقَحْطِ (٣) ، أَي صَارَ حَوْلَها خُلَّبُ (٤) سَحَابٍ رَقِيقٍ لا ماءَ فيه وفيه صُفْرَة ، وكذلك تَطْلُع الشمسُ في الجَدْبِ وقِلَّةِ المَطَرِ ، والكَتَمُ : نَبَاتٌ يُخْتَضَبُ به.
فصل الصاد
المهملة مع الذال المعجمة
[صبهبذ] : أَصْبَهْبَذَانُ ، أَهملَه الجوهَرِيّ وصاحِبُ اللّسَان ، وقال الصاغَانيُّ : هو بالفَتْح ، وذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْركٌ ، وأَغفلَ ضَبْط ما بعده ، وهو لازمٌ ضَروريٌّ ، وهو بسكون الصاد وفتح المُوَحَّدَة (٥) وسكون الهاءِ ، ثم الموحّدة المفتوحة : د بالدَّيْلَمِ الناحِيَةِ المعروفَة. والأُصْبَهْبَذِيَّةُ بالضَّبطِ الماضي : نَوْعٌ مِن دَرَاهِمِ العِرَاقِ نُسِبَتْ إِلى أَصْبَهْبَذَ ، قال الأَزهريُّ في الخماسيّ : وهو اسمٌ أَعجميٌّ.
وصاده في الأَصل سين. قلت : وقد وقع في شعر جَرِيرٍ وقال إِنه مُعَرَّب ، ومعناه الأَمير ، كذا ذكره غيرُ واحدٍ من الأَئمّة. والأَصْبَهْبَذِيَّة : مَدْرَسةٌ ببغدادَ بين الدَّرْبَيْنِ ، نُسِبت إِلى هذا الرجَّل.
[صطربذ] : * ويستدرك عليه :
إِصْطَرْبَذ بالكسر : قرية بين سَيْبِ بني كُوسَا ودَيْرِ العَاقول ، بها كانت الوَقْعَة بين المُعْتَمِد وبين الصَّفَّارِ.
فصل الطاءِ
المهملة مع الذال المعجمة
[طبرزذ] : الطَّبَرْزَذُ : السُّكَّرُ ، فارسيّ مُعَرَّبٌ وأَصله تَبَرْزَدْ ، كأَنَّه نُحِتَ مِن نَوَاحِيه بالفَأْس. والتَّبَر : الفَأْس : بالفَارسيّة (٦) ، وقال الأَصْمَعِيُّ ونقل عنه الجوهريُّ : هو طَبَرْزَنٌ وطَبَرْزَلٌ ، بالنون واللام ، وذكرَ الثلاثَةَ ابنُ السِّكّيت ، قال ابنُ سيده : وهو مِثَالٌ لا أَعرفه. وقال ابنُ جِنِّي : قولُهم طَبَرْزُل وطَبَرْزُن (٧) لَسْتَ بأَن تَجْعَل أَحدَهما أَصْلاً لصاحبِه بأَولَى منك تَحْمِله على ضِدِّه ، لاستوائِهما في الاستعمالِ ، وفي شفاءِ الغليل : طَبَرْزَذ وطَبَرْزَل وطَبَرْزَن ، مُعَرَّبٌ ، أَصلُ معناه : ما نُحتَ بالفَأْسِ ، ولذا سُمِّيَتْ
__________________
(١) انظر سفر التكوين ١٠ : ٢٢.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وذلك أنها الخ كذا بالنسخ كاللسان وعبارة التكملة : وذلك أنها كأنها غطيت بالغيم ا ه وهي ظاهرة».
(٣) العبارة لم ترد في التهذيب ، ونقلها صاحب اللسان عن الأزهري.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : خلب ، كذا في نسخة المتن المطبوع كاللسان ، والذي في التكملة جلب ، وكلاهما صحيح» وفي التهذيب : حلب.
(٥) قيدها في معجم البلدان بضم الباء الثانية.
(٦) في معجم البلدان : الطبر هو الذي يشقَّق به الأحطاب وما شاكله بلغة الفرس. وأما في العربية : فيقال طبر الرجل إذا قفز ، وطبر إذا اختبأ.
(٧) هذا ضبط اللسان هنا ، بضم الزاي في الكلمتين.