[شمهذ] : الشَّمْهَذُ ، كجَعفَرٍ ، أَهمله الجوهريُّ ، وهو من الكلام : الحَدِيدُ ، وقيل : الخَفِيفُ.
والشَّمْهَذَةُ : التَّحْدِيدُ ، عن أَبي سَعِيدٍ ، وتَرْقِيقُ الحَدِيدِ ، يقال : شَمْهَذَ حَدِيدَتَه ، إِذا رَقَّقَهَا وحَدَّدَها.
وقال أَبو سعيد : الشَّمْهَذُ مِنَ الكِلابِ : الخَفِيفَةُ الحَدِيدَةُ أَطرَافِ الأَنْيَابِ ، قال الطِّرِمَّاح يَصِف الكِلَاب :
شَمْهَذٌ أَطْرَافُ أَنْيَابِهَا |
|
كَمَنَاشِيلِ طُهَاةِ اللِّحَامْ |
وذكره صاحبُ اللسانِ في الدال المُهْمَلَة ، وقد نَبَّهْنَا عليه ، فراجِعْه.
[شنبذ] : أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن أَيُّوب بن الصَّلْت بن شَنَبُوذَ ، أَهملَه الجوهريُّ وصاحبُ اللسان ، وقال الصاغَانيُّ هو بِفَتْح الشينِ والنُّونِ ، (١) وبه يُعْرَف ، ولَهِجَت العامَّةُ بِسُكُون النُّون ، وفي أَصْل الرّشاطِيّ بتشديد النونِ ، بغدادِيٌّ ، أَخذَ القراءَة عَرْضاً عن قُنْبُلٍ وَإِسحاق الخُزاعيّ ، وروى عنه القِرَاءَةَ عَرْضاً عبدُ الله بنُ المُطرّز ، وكان مُجَاب الدَّعْوَةِ ، وذلك أَنَّه دعَا عَلَى ابْنِ مُقْلَةَ أَنْ يَقْطَع اللهُ يَدَه ويُشَتِّتَ شَمْلَه ، فاسْتُجِيب فيه ، لأَنه الذي شَدَّدَ عليه النَّكِيرَ ونَفَاه مِن بغدادَ إِلى البَصْرَة ، وقيل : إِلى المَدَائِن ، قاله شيخُنَا ، ومُقْتَضَى عِبَارَة المقريزِيّ في تاريخه أَن الذي استجابَ اللهُ دُعَاءَه في ابنِ مُقْلَةَ هو الشَّرِيف إِسماعيل بن طَبَاطَبَا العَلَوِيّ. قلت : ولا مانع من الجَمْع ، وفي كُتب الأَنساب : تَفَرَّدَ بِقِرَاءَاتٍ شَوَاذَّ كان يَقْرَأَ بها في المِحْرَابِ ، وأُمِر بالرُّجوع فلم يُجِبْ ، فأَمَر ابنُ مُقْلَةَ به فصُفِعَ ، فمات سنة ٣٢٣ (٢) ، وشَنَبوذ يُصْرَف ولا يُصْرف ، قاله ابنُ التِّلِمْسَانِيّ ، وقال الشِّهابُ : هو عَلَمٌ أَعجمِيٌّ ممنوعٌ من الصَّرْفِ ، وهو جَدُّ أَبي الحَسَنِ المَذْكورِ ، حَدَّثَ عن أَبي مُسْلِم الكجِّيّ ، وبِشْرِ بن مُوسى ، وعنه أَبو بكر بن شَاذَانَ ، وأَبو حَفْص بن شاهِين ، ويُوجَدُ في بعض نُسَخ الشِّفَاءِ لِعِيَاضٍ : أَحمدُ بن أَحمدَ بن شَنَبُوذ ، وهو خَطَأُ ، والصواب محمّد بن أَحمد ، كما للمصنِّف وعَلِيُّ بنُ شَنَبُوذَ (٣) ، ضَبْطُه مثْلُ الأَوّل وكلاهما من القُرَّاءِ. وأَحْمَدُ بن محمّد بن شَنْبَذَ ، كجَعْفَر : قاضِي الدِّينَوَرِ ، مُحَدِّث ، حَكَى عنه السراج في اللمع ، قال الحافظ : وأَبو القاسم شَنْبَذ بن عُمَر ابن الحُسَيْن بن حَمَّادٍ القَطَّان ، سَمِع منه طاهِرٌ النيسابُورِيّ وضَبَطه.
* وبقى عليه :
أَبو الفَرَجِ محمّد بن أَحمدَ بن إِبراهيم (٤) بن علام الشَّنَبُوذِيّ ، قرأَ على ابنِ شَنَبُوذَ فَعُرِف به ، ضَعِيفُ الرِّوايَةِ عن أُسْتاذِه وغيرِه ، على كَثْرَةِ عِلْمِه ، تُوفِّيَ سنة ٣٨٨.
* ومما يستدرك عليه :
شِنَابَاذ بالكسر : قَرْيَةٌ مِن بَلْخ ، منها أَبو القاسم عبد الرحمن بن محمّد بن حامد البَلْخِيّ الشِّنَابَاذِيّ الزاهِد ، مُكْثِرُ الحديثِ ، صَحِبَ أَبا بكرٍ الورَّاقَ وغيرَه ، توفي سنة ٣٥٥.
[شنذ] : وفي النهاية لابن الأَثير ، في حديث سَعْدِ بن مُعَاذٍ لما حُكِّم في بني قُرَيْظَةَ «حَمَلُوه على شَنَذَةٍ من لِيفٍ» ، هي بالتحريك ، شِبْه إِكَافٍ يُجْعَل لِمُقَدِّمَتِه حِنْوٌ ، قال الخطَّابيُّ : ولست أَدرِي بأَيِّ لِسان هو.
[شوذ] : المِشْوَذ ، كمِنْبَرٍ : العِمَامَةُ ، كَالمِشْوَاذِ ، ج المَشَاوِذُ والمَشَاوِيذُ ، أنشد ابنُ الأَعْرَابِيِّ للوَلِيد بن عُقْبَة بن أَبي مُعَيْطٍ ، وكان قد وَلَي صَدقاتِ تَغْلِبَ :
إِذَا مَا شَدَدْتُ الرَّأْسَ مِنِّي بِمِشْوَذٍ |
|
فَغَيَّكِ مِنِّي تَغْلِبُ ابْنَةَ وَائِلِ |
يريد : غَيًّا لكِ ما أَطْوَلَه مِنّي. وفي الحَدِيث : «أَنَّه بَعَثَ سَرِيَّةً ، فَأَمَرَهم أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى المَشَاوِذِ والتَّسَاخِينِ» ، قال أَبو بكر : المَشَاوِذُ : العَمَائم ، واحِدُها مِشْوَذ ، والميم زائدةٌ ، وشاهد المِشْوَاذِ قولُ عَمْرِو بن حُمَيْلٍ.
كَأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلَّاذِ |
|
ذَرْعُ اليَمَانِينَ سَدَى المِشْوَاذِ |
والمِشْوَذ : المَلِكُ المُتَوَّج. والمِشْوَذ : السَّيِّدُ المُطاعٌ.
وقال ابنُ الأَعرابيّ : يقال : فُلانٌ حَسَنُ الشِّيذَةِ ، بالكسر ، أَي العِمَّةِ.
__________________
(١) في التكملة ضبطت بفتح الشين وسكون النون ، ضبط قلم.
(٢) في اللباب : سنة ٣٢٨ بالنص.
(٣) ضبطت في التكملة بفتح الشين وسكون النون.
(٤) في اللباب بعد كلمة ابراهيم : المعروف بغلام الشنبوذي.