الحَصَى ونَحْوِه : ما تَطايَر مِنه ، وحكَى ابنُ جِنِّي الفَتْحَ تَبَعاً للجوهرِيّ ، قال امرُؤ القَيْسِ :
تُطَايِر شَذَّانَ الحَصَى بِمَنَاسِمٍ |
|
صِلَابِ العُجَى مَلْثُومُها غَيْرُ أَمْعَرَا |
وفي كِتَاب الفرق لابن السيد : وشَذَّ الحَصَى ، إِذا تَفَرَّق ، وأَشَذَّتْه الناقَةُ ، إِذا فَرَّقَتْه. ومثلُه لابن القَطَّاع ، قال امرؤ القَيْس :
كَأَنَّ صَلِيلَ المَرْوِ (١) حِينَ تُشِذُّه |
|
صَلِيلُ زُيوفٍ يُنْتَقَدْنَ بِعَبْقَرَا |
وفي الصحاح (٢) : وشَذَّانُ الإِبل وشُذَّانُها : ما افْتَرَقَ مِنها ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ .. :
شُذَّانُهَا رَائِعَةٌ لِهَدْرهِ
وشَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ : مُحَدِّث ، واسمه هِلالٌ ، كذا في التبصير ، وهو أَبُو عبيدة اليَشْكُرِيّ البَصْرِيّ ، صَدوقٌ ، له أَوْهَامٌ وأَفْرَاد ، من العاشرة.
ويقال : أَشَذَّ الرجلُ ، إِذا جاءَ بِقَوْلٍ شَاذٍّ نادِرٍ.
وأَشَذَّ الشَّيْءَ : نَحَّاه وأَقْصَاه.
ويقال : شَاذٌّ ، أَي مُتَنَحٍّ ، وعن ابنِ الأَعرابيّ : يقال : ما يَدَعُ فُلانٌ شَاذًّا ولا نادًّا إِلَّا فَعَله ، إِذا كان شُجاعاً لا يَلقَاهُ أَحدٌ إِلَّا قَتَلَه.
وقال ابنُ القَطَّاع : أَشَذَّه : فَرَّقَه ، وقيل شَذَّه وأَشَذَّه بمعنًى.
[شرذ] : فَشَرِّذْ بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِم (٣) وهو قول الله عزوجل في كِتابه العزيز ، أَهمله الجوهَرِيّ ، وقد جاءَ بالذالِ المُعْجَمة في قراءَة الأَعْمَشِ ، ونبّه عليه البيضاويّ وغيره ، لكنه لم يَعْزُها لأَحَدٍ ، وقال الشِّهاب في العنايَة : وقُرِئ : فَشَرِّذْ ، بالذال المعجمة ، وهو بمعنَى المهملة ، وقال أَبو الفتح بنُ جِنِّي في كتاب المُحْتَسب وغيرِه : لم يَمُرَّ بِنَا في اللُّغَةِ تركيب : شَرِّذ ، وكأَنَّ الذَال بَدَلٌ من الدّالِ : لتقارب مخرجيهما ، وقد أَشرْنا إِلى ذلك في أَوّل الحرف ، قال شيخنا : وقيل : إِنه مقلوب مِن شَذَر ، ومنه شَذَر مَذَر للتفرُّق ، وذهبَ بعضُ أَهلِ اللغة إِلى أَنها مادّة موجودة مستعملة ، ومعناها التَّنْكِيل ، ومعنى المهمل التَّفْرِيق ، كما قاله قُطْرُب ، لكنها نادِرة.
[شربذ] : الشَّرَنْبَذُ ، كغَضَنْفَرٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو الغَلِيظُ ، كالجَرَنْبَذِ.
[شعذ] : الشَّعْوَذَة ، أَهمله الجوهَريّ ، وقال الليث : هو خِفَّةٌ فِي اليَدِ ومَخَارِيقُ وأُخَذٌ (٤) كالسِّحْرِ يُرَى الشىءُ بِغَيْرِ مَا عَلَيْه أَصْلُه في رَأْيِ العَيْنِ : وفي كلام بعضهم : هو تَصْوِيرُ الباطلِ في صُورَةِ الحقّ ، وهو مُشَعْوِذٌ ، بكسر الواو ، ومُشَعْوَذٌ بفتحها.
والشَّعْوَذة : السُّرْعَة. وقيل : هو الخِفَّة في كلِّ أَمرٍ ، ومنه الشَّعْوَذِيُّ : رَسُولُ الأُمَرَاءِ عَلى البَرِيدِ في مُهِمَّاتِهِم ، سُمِّيَ به لسُرعته ، وقال الليث : الشَّعْوَذَة والشَّعْوَذِيُّ مستعمَل ، وليس من كلام أَهل البادِيَة.
وغالِبُ بنُ شَعْوَذٍ الأَزْدِيّ ، عن أَبي هريرَة ، فَرْدٌ ، وشَعْوَذُ بنُ عبد الرحمنِ الأَزديّ ، عن خالدِ بن مَعْدَانَ ، وشَعْوَذ بنُ خُليْدَةَ ، عن أَبي هارون العَبْدِيّ مُحَدِّثَانِ ، هكذا بلفظ التثنية في النسخ ، والصواب : مُحَدِّثُون وشَعْوَذُ بن مَالِك بن عَمْرِو بن نُمَارَة بن لَخْمٍ رَهْطُ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ مَلِكِ الحِيرَةِ.
[شعبذ] : المُشَعْبِذُ بكسر الباءِ وفتحها ، أَهمله الجوْهَرِيّ ، وقال الليث : هو المُشَعْوَذُ بفتح الواو وكسرها وقد شَعْبَذَ يُشَعْبِذُ قال الثعالبي في «الجنى المحبوب الملتقط من ثمار القلوب» : لا أَصل لقولهم مشعْبذ ، وإِنما هو بالواو ، ويكنى أَبا العَجَب ، قال أَبو تمام.
مَا الدَّهْرُ في فِعْلِه إِلَّا أَبُو العَجَبِ
قاله شيخنا ، وقد أَثبته الزمخشريُّ (٥) وغيره ، وتقول العامة : الشَّعْبَثَة.
[شقذ] : الشَّقَذَانُ ، محرّكَةً : الذي لا يَكادُ يَنام ، كالشَّقِيذِ والشَّقِذِ. الأَخير ككَتِفٍ. وفي التهذيب : وإِنه لَشَقِذُ
__________________
(١) عن الديوان ، وبالأصل «المرء».
(٢) لم ترد في الصحاح (شذذ). وهي في اللسان.
(٣) ورد في سورة الأنفال الآية ٥٧ قوله تعالى : (فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ).
(٤) في اللسان : وأُخْذٌ.
(٥) انظر الأساس (شعذ) ، واللسان : (شعبذ).