العَيْنِ ، إِذا كان لا يَقْهَرُهُ النُّعَاس ، زاد الجوهَرِيُّ : ولا يكون إِلَّا عَيُوناً ، يُصيب الناسَ بالعَيْنِ ، قال ابن سيده : وهو العَيُون الذي يُصِيبُ الناسَ بالعَيْنِ كالشَّقْذِ ، بفتح فسكون ، أَو هو الشَّديدُ البَصَرِ السَّرِيعُ الإِصابَةِ ، وقد شَقِذَ ، كفَرِحَ ، شَقَذاً. والشَّقِذُ والشَّقَذَانُ : الحِرْبَاءُ ، ج شِقْذَانٌ ، بالكسر ، مثْل كَرَوَانٍ وكِرْوَانٍ. وقيل : هو حرباءُ دَقيقٌ مَعصوبٌ صَعَلُ الرأْسِ يَلْزَقُ بِسُوقِ العِضَاهِ. والشَّقَذَانُ : الذِّئْبُ والصَّقْرُ ، ويُكْسَرُ (١) ، عن ثَعْلَب كالشَّقْذِ بفتح فسكون. والشَّقْذَانُ ، بالكسر الحَشَرَاتُ كُلُّهَا والهَوَامُّ ، كالضَّبّ والوَرَلِ والطُّحَنِ (٢) وسَامِّ أَبْرصَ والدَّسَّاسَةِ ، واحدته شِقْذَةٌ ، وجعلت امرأَةٌ من العرب الشِّقْذَانَ واحِداً ، فقالت تَهجو زَوجَها وتُشَبِّهه بالحِرْبَاءِ :
إِلَى قَصْرِ شِقْذَانٍ كَأَنَّ سِبَالَهُ |
|
وَلِحْيَتَه فِي خُرْؤُمَانٍ مُنَوِّرِ |
الخُرْؤُمَانَةُ : بَقْلَةٌ خَبِيثَةُ الرِّيح تَنْبُت في الأَعْطَانِ والدِّمَنِ ، وأَورد الأَزهَرِيُّ هذا البيتَ مُسْتَشْهِداً به على الواحدِ من الحَرَابِيِّ.
والشِّقْذَانُ ، بالكسر : فِرَاخُ الحُبَارَى والقَطَا ونَحْوِهما.
والشُّقَذُ ، كصُرَدٍ : وَلَدُ الحِرْبَاءِ ، ويُفتح ويُكْسَر ، الثلاثَة عن اللِّحيانيّ ، ج ، أَي جمْع كلّ ذلك شِقْذَانٌ ، بالكسر ، وشُقَاذَي ، قال يَصِف الحُمُرَ.
فَرَعَتْ بِهَا حَتَّى إِذَا |
|
رَأَتِ الشُّقَاذَى تَصْطَلِي |
اصْطِلاؤُها : تَحَرِّيها للشمْسِ في شِدَّةِ الحَرّ ، وقال بعضُهم : الشُّقَاذَى في هذا البيتِ : الفَرَاشُ ، وهو خَطَأٌ ، لأَن الفَرَاش لا يَصْطَلِي بالنَّارِ.
والشَّقْذَاءُ : العُقَاب الشَّديدةُ الجُوعِ والطَّلَبِ ، قال يَصِفُ فَرَساً :
شَقْذَاءُ يَحْتَثُّها فِي جَرْيِهَا ضَرَمُ
كالشَّقَذَى ، كجَمَزَى ، أَي مُحَرَّكة ، ومن الأَمثال : «مَا لَه شَقَذٌ ولا نَقَذٌ» ، مُحَرَّكتينِ ، أَي ما له شَيْءٌ ، نقلَه الصاغَانيُّ ، وما به ، أَي المتاعِ ، كما ورد المثل مُصَرَّحاً به شقذٌ ولا نَقَذٌ ، ويُضَمَّانِ ، أَي ليس به عَيْبٌ ، وكَلامٌ ليس به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ، أَي نَقْصٌ ولا خَلَلٌ. وعن ابن الأَعرابيّ : ما به شَقَذٌ ولا نَقَذٌ ، أَي ما به حَرَاكٌ ، وزاد الميدانيُّ في الأَمثال : «مَا دُونَه شَقَذٌ ولَا نَقَذٌ» أَي شَيءٌ يُخَافُ (٣) أَو يُكْرَه ، وعن الأَصمعيّ أَشْقَذْتُه فشَقَذَ ، هو كضَرَب وعَلِمَ يَشْقِذُ ويَشْقَذُ أَي طَرَدْتُه فَذَهَبَ وبَعُدَ ، وهو شَقِذٌ وشَقَذَانٌ ، بالتحريك ، قال عَامِرُ بن كَبير (٤) المُحَارِبيّ :
فَإِني لَسْتُ مِنْ غَطَفَانَ أَصْلِي |
|
وَلَا بَيْنِي وبَيْنَهمُ اعْتِشَارُ |
إِذَا غَضِبوا عَلَيَّ وأَشْقَذُونَّي |
|
فَصِرْتُ كَأَنَّنِي فَرَأٌ متَار (٥) |
والمُشَاقَذَةُ : المُعَادَاةُ.
* ومما يستدرك عليه :
طَرْدٌ مِشْقَذٌ : بَعِيدٌ ، قال بَخْدَجٌ :
لَاقَى النُّخَيْلَاتُ حِنَاذاً مِحْنَذَا |
|
مِنِّي وَشلَّا للأَعَادِي مِشْقَذَا |
أَراد أَبَا نُخَيْلَة ، فلم يُبَلْ كيف حَرَّف اسْمَه ، لأَنه كان هاجِياً له.
والشَّقْذَانَةُ : الخَفِيفَةُ الرُّوحِ ، عن ثعلبٍ ، وامرأَةٌ شَقْذَانَةٌ : بَذِيئَة سَلِيطَةٌ : وهذا من التهذيب.
[شمذ] : شَمَذَتِ الناقَةُ تَشْمِذُ ، بالكسرِ شَمْذاً ، بفتح فسكون ، وشِمَاذاً ، بالكسر ، وشُمُوذاً ، بالضمّ ، وهي شامِذٌ ، من نُوقٍ شَوَامِذَ وشُمَّذٍ ، كرُكَّع ورَاكِعٍ ، أَي لَقِحَتْ فشالَتْ ذَنبَها ، وفي بعض النسخ : بِذَنَبِها لِتُرِيَ اللِّقَاحَ بذلك ، ورُبَّما فعَلَتْ ذلك مَرَحاً ونَشاطاً ، قال الشاعرُ يصف ناقَةً :
عَلَى كُلِّ صَهْبَاءِ العَثَانِينِ شَامِذٍ |
|
جُمَالِيَّةٍ في رَأْسِها شَطَنَانِ |
__________________
(١) في اللسان عن ثعلب : الشِّقْدان.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله والطحن كصرد كما في القاموس.
(٣) عن الميداني ، مثل رقم ٣٩٣٢ وبالأصل «يحاف» خطأ. وفي الميداني : يخاف ويكره.
(٤) في اللسان : «كثير».
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله متار أي يرمى تارة بعد تارة ومعنى متار مفزع ، يقال : أترته أي أفزعته وطردته فهو متار كذا في اللسان».