لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّبَرْذَى بِأَرْؤُسٍ |
|
عِظَامِ الِلُّحَى مُعْرَنْزِمَاتِ اللهَازِمِ |
ويُرْوَى الشَّمَرْذَى ، والميم في كلّ ذلك لُغَة ، قاله الأَزهَرِيّ.
والشَّبْرَذَةُ : السُّرْعَة فيما أَخَذَ فيه ، كالشَّمْرَذَةِ.
[شجذ] : الشَّجْذَةُ : المَطَرَةُ الضَّعيفة ، وهي فَوْقَ البَغْشَةِ والمِشْجَاذُ : المِقْلَاعُ ، نقلَه الصاغانيّ وقال : كأَنّه بُنِيَ من الثلاثيِّ ، قال عَمْرُو بن حُمَيلٍ.
كَمْشُ التَّوَالِي رَيِّثُ النَّفَاذِ |
|
دِرَّاتِ لَا خَالٍ ولا مِشْجَاذِ |
وشَجَاذِ ، كقَطَامِ ، مَعْدُولٌ منه قال عمْرٌو أَيضاً :
تَدُرُّ بَعْدَ الوَبَلَى شَجَاذِ |
|
مِنْهَا هَمَاذِيٌّ إِلَى هَمَاذِي (١) |
وأَشْجَذَه الشيءُ : اشتَدَّ عليه وآذَاه ، نقلَه الصاغانيُّ.
وأَشْجَذَ المَطَرُ : أَنْجَمَ بَعْدَ الإِثْجامِ ، وعن الأَصمعيّ : أَشْجَذَ المَطَرُ منذُ حِينٍ ، أَي نأَى وبَعُدَ وأَقْلَعَ بعد إِثْجامِه.
وأَشْجَذَتِ السَّمَاءُ : ضَعُفَ مَطَرُهَا وسَكَن ، قال امرؤُ القَيْسِ يصف دِيمَةً :
تُخْرِجُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ |
|
وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَشْتَكِرْ (٢) |
يقول : إِذا أَقْلَعَتْ هذه الدِّيَمةُ ظَهَر الوَتِدُ ، فإِذا عادَتْ مَاطِرَةً وَارتْهُ.
* ومما يستدرك عليه :
يقال : أَشْجَذَت الحُمَّى ، إِذا أَقْلَعَتْ. وقرأْت في التهذيب لابن القطّاع : أَشْجَذَ المَطَرُ إِذا أَقْلَع ، وأَيضاً : دَامَ ، وهو من الأَضداد ، فتأَمَّلْ.
[شحذ] : شَحَذَ السِّكِّينَ ، كَمَنَعَ يَشْحَذُوها شَحْذاً : أَحَدَّها بالمِسَنِّ وغيرِه مما يُخْرِجُ حَدَّهُ ، فهو شَحِيذٌ ومَشْحُوذٌ ، قاله الليث ، كأَشْحَذَها ، وهذه عن الصاغانيّ. وشَحَذَ الجُوعُ المَعِدَةَ : ضَرَّمَهَا وقَوَّاها على الطَّعَامِ وأَحَدَّها ، نقله الصاغانيُّ.
وشَحَذَ الرَّجُلَ : طَرَدَه وساقَه ، كَتَشَحَّذَه (٣) تَشْحِيذاً (٤).
ومن المَجاز : شَحَذَه بعَيْنِه : أَحَدَّهَا إِليه ورَمَاهُ بِها حتى أَصابَه بها ، قاله اللِّحْيَانيُّ ، وكذلك ذَرَقْتُه وَحَدَجْتُه.
والشَّحَذَانُ ، مُحَرَّكَةً : السَّوَّاقُ ، مِنْ شَحَذْتُه ، أَي سُقْتَه سَوْقاً شديداً ، وفي المحكم : الشَّحَذَانُ : الجَائعُ ، وهو من شَحَذَ الجُوعُ مَعِدَتَه ، وقد تَقَدّم. والشَّحَذَان : الخَفِيفُ في سَعْيِه.
والمِشْحَاذُ ، بالكسر : الأَكَمَةُ القَوْرَاءُ ، كذا في النُّسخ ، والصواب القَرْوَاءُ ، كما هو بخطّ الصاغانيّ ، التي ليستْ بِضَرِسَةِ الحِجَارةِ ولكنَّها مُستَطِيلَة في الأَرْض ، وليس فيها شَجَرٌ ولا سَهْلٌ. وقال ابنُ شُمَيْل : المِشْحَاذُ : الأَرْض المُسْتَوِيَةُ فيها حَصًى نَحْوُ حَصَى المَسْجدِ ولا جَبَلَ فيها ، وأَنكره أَبو الدُّقَيْش ، وقيل : المِشْحَاذُ : رأْسُ الجَبَلِ إِذا تَحَدَّد ، والجمع المَشَاحِيذُ ، قاله الفَرَّاءُ.
والشَّحْذُ ، كالمَنْعِ : السَّوْقُ الشديدُ ، والغَضَبُ ، والقَشْرُ ، كلّ ذلك عن الصاغانيّ ، وفُلانٌ مَشْحُوذٌ عليه ، أَي مَغضوب علَيْه ، قال الأَخطل :
خَيَالٌ لِأَرْوَى والرَّبَابِ ومَنْ يَكُنْ |
|
لَهُ عِنْدَ أَرْوَى والرَّبَابِ تُبُولُ |
يَبِتْ وهْوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ ولا يُرَى |
|
إِلَى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سَبِيل |
ومن المَجاز : الشَّحْذ : الإِلْحَاحُ في السُّؤال ، ويقال : هو شَحَّاذٌ أَي مُلِحٌّ عليهم في سُؤَالِه ، قال عَمْرو بن حُمَيْل :
بَقَي عَلَى الوَابِلِ والرَّذَاذِ |
|
وكُلِّ نَحْسٍ سَاهِكٍ شَحَّاذِ(٥) |
ولا تَقُلْ شَحَّاثٌ ، كذا حَقَّقه ابنُ بَرِّيّ في حواشيه ، وتبعه المصنِّفُ ، وإِن صحَّحه بعضُ اللغويين على جِهَةِ البَدَل ،
__________________
(١) قوله الوبلى هي التي تدر بعد الدفقة الشديدة. والهماذي : معظم المطر (كذا في التكملة).
(٢) قوله : تشتكر : يشتد مطرها. والودّ : جبل معروف.
(٣) عن القاموس وبالأصل «كشحذه».
(٤) كذا بالأصل ، وصححت في المطبوعة الكويتية : تَشَحُّذاً.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : بقى كرمى لغة في بقي والنحس : الغبار ، والساهك : الساحق. أفاده في التكملة».