والمُوَلَّدَة : المُحْدَثَة مِن كُلِّ شيْءٍ ، ومنه المُوَلَّدُون من الشُّعراءِ ، وإِنما سُمُّوا بذلك لِحُدوثِهِم وقُرْبِ زَمَانِهم ، وهو مَجازٌ.
والمولِّدة بِكَسرِ اللامِ : القابِلَةُ وفي حَدِيث مُسافِعٍ : «حَدَّثَتْنِي امرأَةٌ مِنْ (١) سُلَيْم : أَنَا وَلَّدْتُ عَامَّةَ أَهْلِ دِيارِنَا» أَي كُنْتُ لهم قابِلَةً.
والوُلُودِيَّةُ ، بالضَّم : الصِّغَرُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيّ ، ويُفْتَح ، قال ثعلبٌ الأَصْل الوَلِيدِيَّة ، كأَنَّه بَنَاه على لفْظِ الوَلِيدِ ، وهي من المصادِر التي لا أَفْعَال لَها. وفي البصائر : يقال فعَل ذلك فِي وُلُودِيَّتِه ووَلُودِيَّتِه ، أَي في صِغَره ، وفي اللّسَان : فَعلَ ذلك في وَلِيدِيَّتِه ، أَي في الحالة التي كان فيها وَلِيداً ، وقال ابن بُزُرْج : الوُلُودِيَّة ، أَيضاً : الجَفَاءُ ، وقِلَّةُ الرِّفْقِ والعِلْمِ بالأُمورِ ، وهي الأُمِّيَّة.
والتَّوْلِيدُ : التَّرْبِيَةُ ، ومنه قولُ الله عَزَّ وجَلَّ لعيسى صلَّى الله عليه وعلى نَبِيِّنَا وسَلَّم : «أَنْتَ نَبِيِّي وأَنَا وَلَّدْتكُ» ، أَي رَبَّيْتُك ، فقالت النَّصارى وقد حَرَّفَتْهُ في الإِنجيل : أَنت بُنَيِّي وأَنَا وَلدْتُك ، وخَفَّفُوه وجَعَلُوه له وَلَداً ، تَعالَى الله عن ذلك عُلُواًّ كَبِيراً ، هكذا حكاه أَبو عمرٍو عن ثَعْلَبٍ ، وأَورده المصَنِّف في البصائر (٢).
وبنو وِلَادَةَ ، ككِتَابَة : بَطْنٌ من العَرَب.
وسَمَّوْا وَلِيداً ووَلَّاداً ، الأَخير ككَتَّانٍ ، والمُسَمَّون بالوَلِيدِ ، من الصحابَة أَحَد عَشَرَ رَجُلاً ، راجِعْه في التَّجْرِيد ، ومن التابِعِين ثَلَاثَةٌ وعِشْرُونَ رَجُلاً ، راجِعْه في الثِّقَات لابنِ حبَّان.
ويقال : هذه بَيِّنَةٌ مُوَلَّدَةٌ. إذا كانتْ غَيْر مُحَقَّقةٍ ، وكذلك قَوْلُهم : كِتَابٌ مُوَلَّد ، أَي مُفْتَعَلٌ ، وهو مَجازٌ ، وكذا قولُهم : كَلَامٌ مُوَلَّدُ ، وحَدِيث مُوَلَّد ، أَي ليس من أَصْلِ لُغَتِهِم. وفي اللسان : إِذا اسْتَحْدَثُوه ولم يَكُنْ مِن كلامِهم فيما مَضَى. وقال ابنُ السِّكّيت : ويقال : ما أَدْرِي أَيّ وَلَدِ الرَّجُلِ هُوَ ، أَيْ أَيّ الناسِ هو ، وأَورده الجَوْهَرِيّ في الصحاح ، والمُصنف أَيضاً في البصائر هكذا.
* ومما يستدرك عليه :
الوالد : الأَبُ ، والوَالِدَة : الأُمُّ ، وهما الوَالِدَانِ ، أَي تَغليباً ، كما هو رَأْيُ الجوهرِيّ وغيرِه ، وكلامُ المُصَنِّف فيما تقَدَّم صَرِيحٌ في أَن الأُمّ يقال لها الوَالِدُ ، بغيرِ هَاءٍ ، على خِلافِ الأَصْل ، ووالِدَةٌ ، بالهاءِ على الأَصْل ، فعَلَى قولِ المُصَنّف ، الوَالِدَانِ تحقيقاً ووَلَدُ الرَّجُل وَلَدُه في مَعْنًى ، ووَلَدُه رَهْطُه في مَعْنًى ، وبه فُسِّر قوله تَعالى : (مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلّا خَساراً) (٣).
وتَوَالَدُوا ، أَي كَثُرُوا ووَلَدَ بَعْضُهُم بَعْضاً ، وكذا اتَّلَدُوا ، واسْتَوْلَد جَارِيَةً. وفي حديثِ الاستِعَاذَة : «ومِن شَرِّ وَالِدٍ وَمَا وَلَدَ» يَعْنِي إِبْلِيسَ والشَّيَاطِينَ ، هكذا فُسِّر ، وفي البصائرِ : يعْنِي آدَمَ وما وَلَدَ من صِدِّيقٍ ونَبِيٍّ وشَهِيدٍ ومُؤْمِن ، وتَوَلُّدُ الشَّيْءِ من الشيْءِ : حُصُوله بِسَببٍ من الأَسباب.
ورجُلٌ مُوَلَّد ، إِذا كان عَرَبِياًّ غيرَ مَحْضٍ.
والتَّلِيدُ مِن العَبِيد : الذي وُلِد عِنْدَك.
والتَّلِيدَةُ مِن الجَوَارِي : هي التي تُولَد في مِلْكِ قَوْمٍ وعِنْدَهُم أَبَوَاهَا.
وفي الأَفعال لابن القطاع : أَوْلَد القَوْمُ : صارُوا في زَمَنِ الأَوْلَاد. وأَوْلَدَت الماشِيَةُ : حان أَن تَلِدَ.
ومن المَجاز : تَوَلَّدَتِ العَصَبِيَّةُ بَيْنَهم.
وأَرْضُ البَلْقاءِ تَلِدُ الزَّعْفَرَانَ.
واللَّيَالِي حُبَالَى لَيْس يُدْرَى ما يَلِدْنَ (٤).
وصُحْبَةُ فُلانٍ وِلَادَةٌ للخيرِ.
واستدرك شيخُنَا : وَلَّادَة بِنْت المُسْتَكْفِي الأَدِيبة الشاعِرَ.
قلت : والوَلِيدُ جَدُّ الحافِظ أَبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن محمّد بن داوود بن الوَلِيد بن عبدِ الله البَزَّار البُخَارِيّ ، روَى عن أَبي العَبّاس المُسْتَغْفِرِيّ ، وعنه قُتَيْبة بن محمّد العُثْمَانيّ وغيرُه.
__________________
(١) في النهاية واللسان : «من بني سُليم ، قالت : أنا».
(٢) والعبارة في التهذيب واللسان والتكملة.
(٣) سورة نوح الآية ٢١.
(٤) وفي الأساس : والليل حبلى ليس يُدرى ما تَلِد.