والنَّضِيدة أَيضاً : ما حُشِيَ مِن المَتَاعِ وأَنشد :
وقَرَّبتْ خُدَّامُها الوسائِدَا |
|
حتَّى إِذا ما عَلَّوُا النَّضَائِدَا |
قال : والعرب تقول لجماعة ذلك : النَّضَدُ.
وفي المثَل : «أَثْقَلُ مِن نَضَادِ» كقَطَامِ : جَبلٌ بالعالِيةِ ، وفي بعض النُّسخ : بالطَّائف. وفي اللسان : بالحِجاز ، يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ ، قال الأَصمعيُّ وذَكرَ النِّيرَ : وثَمَّ جَبَلٌ لِغَنِيٍّ أَيضاً يقال له نَضَادِ في جَوْفِ النِّيرِ ، والنِّيرُ : لغاضِرَةِ قَيْسٍ.
وبشَرْقِيّ نَضَادِ الجَثْجاثَةُ ، ويُبنَى عند أَهلِ الحِجاز على الكَسْر وتَمِيمٌ تُجْرِيهِ مُجْرَى ما لا يَنْصرِفُ ، قال :
لَوْ كَانَ مِنْ حضَنٍ تَضَاءَلَ مَتْنُه |
|
أَوْ مِنْ نَضَادِ بَكَى علَيْهِ نَضَادُ |
وقال كُثَيِّر عَزَّةَ يصْرِفه :
كَأَنَّ المطَايا تَتَّقِي مِنْ زُبانَةٍ |
|
منَاكِبَ رُكْنٍ مِنْ نَضَادٍ مُلَمْلَمِ |
وقال قَيْسُ بنُ زُهيْرٍ العبْسِيُّ :
كَأَنِّي إِذ أَنَخْتُ إِلى ابْنِ قُرْطٍ |
|
عقلْتُ إِلى يلَمْلَمَ أَوْ نَضَادِ |
ويقال له : نَضَادُ النِّيرِ ، والنِّير : جَبلٌ ، ونَضَاد أَطْولُ موْضِعٍ فيه [وأَعظمه] (١) ، قال ابنُ دارةَ :
وأَنْتَ جنِيبٌ لِلْهوى يوْمَ عاقِلٍ |
|
ويوْمَ نَضَادِ النِّيرِ أَنت جَنِيبُ |
ومن المَجاز : انْتَضَدَ بالمكَانِ : أَقامَ به ، نقله الصاغَانيُّ.
* ومما يستدرك عليه :
دارٌ مُنَضَّدٌ (٢) : مُرصَّف.
وتَنَضَّدَت الأَسنانُ. وما أَحْسنَ تَنْضِيدَها (٣).
ونَضَدْتُ اللَّبِنَ على المَيتِ. وانتضَدَ الشيءُ : اجْتَمعَ.
[نفد] : نَفِدَ الشيءُ ، كسمِعَ ، يَنْفَدُ نَفَاداً ، بالفتح ، ونَفَداً ، مُحرَّكةً : فَنِيَ وذَهبَ ، ونقَلَ شيخُنَا عن الزمخشريّ في الكَشَّاف أَنه لو استَقْرأَ أَحدٌ الأَلفاظَ التي فاؤُها نونٌ وعيْنُها فاءٌ لوجَدها دالَّةٌ على معنَى الذّهابِ والخُرُوجِ وقاله غيره ، انتهى. وفي التنزيل العزيز : (ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) (٤) قال الزَّجّاج : معناه ما انْقَطعتْ ولا فَنِيَتْ ، ويُرْوَى أَن المشركينَ قالوا في القرآنِ : هذا كَلَامٌ سيَنْفَد ويَنْقَطِع ، فأَعْلَمَ اللهُ تعالى أَنَّ كلامه وحِكْمتَه لا تَنْفَد.
وأَنْفَده هو : أَفْنَاهُ ، كاسْتَنْفَدَه. واسْتَنْفَدَ القَومُ ما عِندهم ، وأَنْفَدُوه.
وكذلك انْتَفَده ، إِذا أَذْهَبه.
وأَنْفَدَ القَوْمُ : فَنِيَ زَادُهُمْ.
أَونَفِدَ مالُهُم قال ابنُ هَرْمةَ :
أَغَرّ كَمِثْلِ البدْرِ يسْتَمْطِرُ النَّدَى |
|
ويَهْتَزُّ مُرْتَاحاً إِذَا هُو أَنْفَدَا |
وأَنْفَدتِ الرَّكِيَّةُ : ذَهبَ ماؤُها.
ونَافَدَه أَي الخَصْمَ مُنَافَدةً : حاكَمَه وخَاصمَه ، فهو مُنَافِدٌ يُحاجُّ الخَصْمَ حتَّى يَقْطَعَ حُجَّتَه ويُنْفِدَها ، ويقال : ليس له رافِدٌ ولا مُنَافِدٌ. وفي اللسان : نافَدْت الخَصْمَ مُنَافَدةً إِذا حاجَجْتَه حتى تَقْطَعَ حُجَّتَه ، وخَصْمٌ مُنَافِدٌ : يسْتَفْرِغ جُهْدَه في الخُصُومةِ ، قال بعضُ الدُّبيْرِيِّينَ :
وهْوَ إِذَا ما قِيلَ هَلْ مِنْ وافِدِ؟ |
|
أَوْ رَجُلٍ عنْ حقِّكُمْ مُنَافِدِ؟ |
يكُونُ لِلْغَائِبِ مِثْلَ الشَّاهِدِ
ورَجُلٌ مُنَافِدٌ : جَيِّدُ الاستفراغِ لِحُججِ خَصْمِه حتى يُنْفِدَها فيغْلِبَه. وفي الحديث : «إِنْ نَافَدْتَهُم نَافَدُوك» ويروَى بالقاف ، وقيل : «نَافَذُوك» بالذال المعجمة ، وقال ابنُ الأَثير
في حديث أَبي الدَّرْداءِ : «إِنْ نافَدْتَهم نَافَدُوك» نافَدْتُ الرجُلَ ، أَي (٥) حاكَمْته ، أَي إِن قُلْتَ لهُم قالوا لك.
__________________
(١) زيادة عن معجم البلدان.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : دار منضد ، الذي في الأساس : ورأي منضد : مرصّف.
(٣) في الأساس : تنضّدها.
(٤) سورة لقمان : الآية ٢٧.
(٥) النهاية واللسان : إذا حاكمته.