وانْتَفَده من عدْوِه : اسْتَوْفَاهُ قال أَبو خِراشٍ يصِفَ حِماراً (١) :
فَأَلْجمها فَأَرْسلَها علَيْهِ |
|
ووَلَّى وهْوَ مُنْتَفِدٌ بَعِيدُ |
أَي ولَّى الحمارُ ذاهباً ومن ذلك انْتَفَد اللَّبنَ إِذا حَلَبَه.
ويقال قَعدَ مُنْتَفِداً ومُعْتَنِزاً ، أَي مُتَنَحِّياً ، هذه عن ابنِ الأَعرابيّ.
ويقال : فيه مُنْتَفَدٌ عن غَيْرِه ، كقولك مَنْدُوحةٌ وسعةٌ ، قال الأَخطَل :
لَقَدْ نَزَلْتُ بِعَبْدِ اللهِ منْزِلَةً |
|
فِيها عن العَقْبِ منْجاةٌ ومُنْتَفَدُ |
ويقال : إن في مالِه لمُنْتَفَداً ، أَي سَعة ، ويقال : تَجِدُ في البلادِ مُنْتَفَداً ، أَي مُراغَماً ومُضْطَرباً.
* ومما يستدرك عليه :
اسْتَنْفَدَ وُسْعَه : اسْتَفْرغَه.
وتَنَافَدُوا : تَخَاصمُوا ، ويقال : تَنَافَدُوا إِلى الحاكِم ، إِذا أَنْفَدُوا حُجَّتَهم ، وتَنَافَذُوا ، بالذال معجمةً ، إِذا خَلَصوا إِليه.
ونَفَدَني (٢) بَصرُه إِذا بلَغَنِي وجاوَزَنِي ، وأَنْفَدْتُ القَومَ ، إِذا خَرقْتَهم ومَشَيْت في وَسطِهِم ، فإِن جُزْتَهم حتى تُخَلِّفَهم قلت : نَفَدْتُهم ، بلا أَلف ، وقيل : يقال فيها بالأَلف ، ومنهحديث ابنِ مسعودٍ : «إِنكم مجْموعونَ في صَعيدٍ واحدٍ يَنْفُدُكُمْ البَصرُ» وقيل : المرادُ به يَنْفُدُهُمْ بَصَرُ الرحمنِ حتى يأْتِيَ عليهم كُلِّهم ، وقيل : أَراد ينْفُدُهم بَصَرُ الناظِرِ لاستواءِ الصَّعِيدِ ، قال أَبو حاتمٍ : أَصحاب الحدِيثِ يروُونه بالذال المعجمة ، وإِنما هو بالمهملة ، أَي يبْلُغُ أَوَّلَهم وآخِرَهم حتَّى يراهم كُلَّهم ويَسْتَوْعِبَهم ، من نَفَدَ الشيءُ وأَنْفَدْتُه ، وحَمْلُ الحديثِ على بَصَرِ المُبْصِر أَوْلَى من حمْلِه على بَصَرِ الرَّحمنِ ، لأَن الله عزوجل يَجمع الناسَ يومَ القِيامةِ في أَرْضٍ يَشْهدُ جميعُ الخلائقِ فيها مُحاسبةَ العبدِ الواحِدِ على انفرادِهِ ويَروْنَ ما يصِيرُ إِليه. كذا في اللسان. ويقال : فُلانٌ مُنْتَفَدُ فلانٍ ، أَي إِذا أَنْفَدَ ما عندَه أَمدَّه بنفَقَةٍ ، عن الصاغانيّ.
[نقد] : النَّقْدُ : خِلَافُ النَّسِيئَةِ ، ومن أَمثالِهم «النَّقْدُ عند الحافِرة».
والنَّقْدُ : تَمْيِيزُ الدَّراهِمِ وإِخراجُ الزَّيْفِ منها ، وكذا تَمييزُ غَيْرِها ، كالتَّنْقَادِ والانْتِقَادِ والتَّنَقُّدِ ، وقد نَقَدها ينْقُدُها نَقْداً ، وانْتَقَدها ، وتَنَقَّدها ، إِذا مَيَّزَ جَيِّدها مِن رَدِيئها ، وأَنشد سيبويهِ :
تَنْفِي يَدَاها الحَصَى فِي كُلِّ هاجِرةٍ |
|
نَفْيَ الدَّنَانِيرِ تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ |
والنَّقْدُ : إِعْطَاءُ النَّقْدِ ، قال الليثُ : النَّقْدُ : تَمْيِيزُ الدَّراهِم وإِعْطَاؤُكَها إِنساناً. وأَخْذُها : الانْتِقَادُ. وفي حديث جابرٍ وجَملِهِ : «فَنَقَدنِي الثَّمَنَ» (٣) أَي أَعطانِيهِ نَقْداً مُعجَّلاً.
والنَّقْدُ : النَّقْرُ بالإِصْبَعِ في الجَوْزِ ، ونَقَدَ الشيْءِ يَنْقُدُه نَقْداً ، إِذا نَقَرَه بإِصْبَعِه ، كما تُنْقَدُ (٤) الجَوْزَةُ ، والنَّقْدَة : ضَرْبةُ الصَّبِيِّ جَوْزَةً بإِصْبَعِه إِذا ضَربَ.
والنَّقْدُ أَنْ يَضْرِبَ الطائرُ بِمِنْقَادِه ، أَي بمِنْقَارِه في الفَخِّ ، وقد نَقَده إِذا نَقَرَه كنَقْدِ الدراهمِ وكذا نَقَدَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُدُه ، إِذا كان يَلْقُطُه واحداً واحداً ، وهو مِثْلُ النَّقْرِ ، وفي حديث أَبي ذَرٍّ : «فَلَمَّا فَرَغُوا جَعلَ يَنْقُدُ شَيْئاً مِن طَعامِهِمْ» أَي يأَكُلُ شيئاً يَسيراً. وفي حديث أَبي هُريْرةَ : «وقد أَصْبحْتُم تَهْذِرُونَ الدُّنْيَا (٥). ونَقَد بإِصْبَعِه» أَي نَقَرَ.
والنَّقْدُ : الجَيِّدُ الوازِنُ من الدَّراهِمِ. ودِرْهمٌ نَقْدٌ (٦).
ونُقُودٌ جِيادٌ.
ومن المجاز النَّقْدُ : اخْتِلاسُ النَّظَرِ نَحْوَ الشيُءِ ، وقد نَقَدَ الرجُلُ الشيُءَ بنَظَرِه يَنْقُده نَقْداً ، ونَقَد إِليه : اخْتَلَس النَظَرَ نَحْوَه ، وما زال فُلانٌ يَنْقُد بصَرَه إِلى الشيْءِ ، وإِذا لم يَزَلْ يَنْظُر إِليه ، والإِنسان يَنْقُدُ الشيْءَ بِعَيْنِه ، وهو مُخَالَسةُ (٧)
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله يصف حماراً كذا في التكملة ، وفي اللسان : يصف فرساً».
(٢) عن اللسان وبالأصل «نفذني».
(٣) في النهاية : ثمنه.
(٤) في اللسان : تُنقر.
(٥) في النهاية (هذر) : ويروى تهُذُّون الدنيا وهو أشبه بالصواب ، يعني تقتطعونها إلى أنفسكم وتجمعونها أو تسرعون إنفاقها.
(٦) في الأساس : ونقد جيد.
(٧) الأصل واللسان وفي التهذيب : «مخالفة النظر» تحريف ، وفي الأساس : يديم النظر إليه باختلاس.