ومعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عليه فيُبْرِزُه ، قال ابن بَرِّيّ : وأَنْجِدَة من الجُمُوع الشّاذَّة ، كما تقدَّم.
وأَنْجَدَ الرَّجلُ : أَتَى نَجْداً ، أَو أَخَذَ في بلاد نَجْدٍ ، وفي المثل «أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً» وقد تَقَدَّم.
وأَنْجَدَ القَوْمُ من تِهَامَةَ إِلى نَجْد : ذَهَبُوا ، قال جَرِيرٌ :
يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ |
|
فِي المُنْجِدِينَ ولا بِغَوْرِ الغَائِرِ |
أَو أَنجَدَ : خَرَجَ إِليه ، رواها ابنُ سِيدَه عن اللِّحْيَانيّ.
وأَنجَدَ الرجلُ : عَرِقَ ، كنَجِدَ ، مثل فَرِحَ.
وأَنْجَدَ : أَعَانَ ، يقال : استَنْجَدَه فأَنْجَدَه : استَعانه فأَعَانَه ، وكذلك اسْتَغَاثه فأَغاثَه ، وأَنْجَدَه عليه ، كذلك.
وأَنْجَدَ الشيْءُ : ارْتَفَعَ ، قال ابنُ سِيدَه : وعليه وَجَّهَ الفارِسِيُّ رِوايةَ مَنْ رَوَى قولَ الأَعشى :
نَبِيٌّ يَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ |
|
أَغَارَ لَعَمْرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا |
فقال : أَغَارَ : ذَهَبَ في الأَرْض ، وأَنْجَدَ : ارْتَفَعَ. قال : ولا يكون أَنْجَدَ في هذه الرِّواية أَخَذَ في نَجْدٍ ، لأَن الأَخْذ في نَجْدٍ إِنما يُعادَلُ بالأَخْذ في الغَوْرِ ، وذلك لتقابُلهِمَا ، وليستْ أَغَارَ من الغَوْرِ ، لأَن ذلك إِنما يُقَال فيه غَارَ ، أَي أَتَى الغَوْرَ (١) ، قال : وإِنما يكون التقابل في قَوْلِ جَرير :
في المُنْجِدِينَ وَلَا بِغَوْرِ الغَائِرِ
وأَنْجَدَت السماءُ : أَصْحَتْ ، حكَاها الصاغانيُّ.
وأَنْجَدَ الرجُلُ : قَرُبَ من أَهْلِه ، حَكَاهَا ابنُ سِيدَه عن اللِّحْيَانيِّ.
وأَنْجَدَ فُلانٌ الدَّعْوَةَ : أَجَابَها ، كذا في المحكم.
والنَّجُودُ ، كصبور ، من الإِبل والأُتُنِ : الطَّويلةُ العُنُقِ ، أَو هي من الأُتُن خاصَّةً : التي لا تَحْمِلُ قال شَمِرٌ : هذا مُنْكَر ، والصواب ما رُوِيَ في الأجناس (٢) : النَّجُودُ : الطويلةُ من الحُمُرِ ، ورُويَ عن الأَصمعيّ : أُخِذَت النَّجُودُ من النَّجْدِ ، أَي هي مُرْتَفعة عظيمةٌ ، ويقال : هي النَّاقَةُ الماضيَةُ ، قال أَبو ذُؤَيْب :
فَرَمَى فَأَنْفَذَ مِنْ نَجُودٍ عَائِطٍ (٣)
قال شَمِرٌ : وهذا التفسيرُ في النَّجودِ صَحِيحٌ. والذي رُوِيَ في باب حُمُرِ الوَحْشِ وَهَمٌ ، وقيل : النَّجُود : المُتَقَدِّمةُ ، وفي الرَّوْض : النَّجُودُ من الإِبل : القَوِيَّةُ ، نقلَه شيخُنَا ، وقيل : هي الطَّويلة المُشْرِفَة ، والجمع نُجُدٌ. والنَّجُود من الإِبل : المِغْزَارُ ، وقيل : هي الشَّدِيدَة النَّفْسِ ، وقيل : النَّجُود من الإِبل : التي (٤) لا تَبْرُكُ إِلَّا على المَكَانِ المُرْتَفِعِ ، نقله الصاغانيُّ. والنَّجْدُ : الطريقُ المرتفِعُ ، وقيل : النَّجُود : التي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فتَغْزُرُ إِذا غَزُرْنَ ، وقد نَاجَدَتْ ، إِذا غَزُرَتْ وكَثُرَ لَبنُها ، والإِبل حينئذٍ بِكَاءٌ غَوَارِزُ (٥) وعبَّر الفارسيُّ عنها فقال : هي نحو المُمَانِح. والنَّجُودُ : المرأَةُ العَاقِلَةُ النَّبِيلة ، قال : شَمِرٌ : أَغربُ ما جاءَ في النَّجُود ما جاءَ في حَدِيث الشُّورَى «وكانَت امْرَأَةً نَجُوداً» يريد : ذَاتَ رَأْي كأَنَّهَا التي تَجْهَد رَأْيَها في الأُمورِ ، يقال نَجَدَ نَجْداً ، أَي جَهَدَ جَهْداً. وزاد السُّهيليّ في الرَّوض : وهي المَكْرُوبة ، ج نُجُدٌ ، ككُتُب.
وأَبو بكر عاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ ابنُ بَهْدَلَةَ وهي أَي بَهدَلَة اسم أُمّه ، وقيل : إِنه لَقَبُ أَبيه ، وقد أَعادَه المُصنِّف في اللام قارِيءٌ صَدُوقٌ ، له أَوْهَامٌ ، حُجَّةٌ في القِرَاءَة ، وحَديثه في الصَّحيحينِ ، وهو من موالِي بني أَسَدٍ ، مات سنة ١٢٨.
والنَّجْدَة ، بالفتح : القِتَالُ والشَّجَاعَةُ ، قال شيخُنَا : قَضِيَّتُه تَرَادُفُ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ ، وأَنهما بمعنىً واحدٍ ، وهو الذي صَرَّح به الجوهريُّ والفيُّوميُّ وغيرُهما من أَهْلِ الغَرِيبِ ، ومَشَى عليه أَكثرُ شُرَّاحِ الشَّفاءِ ، وجزمَ الشهابُ في شرْحه
__________________
(١) عن اللسان ، وبالأصل «الغرر» تحريف.
(٢) التهذيب : ما رواه أبو عبيد عنه في أبواب الأجناس.
(٣) ديوان الهذليين والتكملة وعجزه :
سهماً فخرّ وريشه متصمِّعُ
قوله عائط ، في اللسان (عوط) : إذا لم تحمل الناقة أول سنة يطرقها الفحل فهي عائط وحائل ، فإذا لم تحمل السنة المقبلة أيضاً فهي عائط. وقال الليث : يقال للناقة التي لم تحمل سنوات من غير عقر قد اعتاطت.
(٤) في التهذيب والتكملة : التي تبرك على المكان المرتفع.
(٥) عن اللسان وبالأصل «غرازر».