والأُمْدُودُ ، بالضمّ : العَادَة.
والأَمِدَّةُ ، كالأَسِنَّةِ جَمْعِ مِدَاد ، كسِنَانٍ ، وضبطه الصاغانيُّ بكسر الهمزةِ بِخَطِّه (١) ، فليس تَنظيرُه بالأَسِنَّة بصحيح : سدَى الغَزْلِ ، وهي أَيضاً المِسَاكُ في جَانِبَيِ (٢) الثَّوْبِ إِذا ابتُدِئَ بِعَمَلِه ، كذا في اللسان.
والإِمِدَّانُ بِكسرتينِ (٣) ، وفي بعض النسخ : كعِفِتَّانٍ : الماءُ المِلْحُ ، كالمِدَّانِ ، بالكسر ، وهذه عن الصاغانيّ ، وقيل : هو الشديدُ المُلُوحَةِ ، وقيل : مِيَاهُ السِّبَاخِ ، قال : وهو إِفْعِلَانٌ ، بكسر الهمزة ، وقال زيدُ الخَيْلِ ، وقيل : هو لأَبي الطَّمَحَانِ.
فَأَصْبَحْنَ قَدْ أَقْهَيْنَ عَنِّي كَمَا أَبَتْ |
|
حِيَاضَ الإِمِدَّانِ الظِّبَاءُ القَوامِحُ |
والإِمِدَّانُ : النَّزُّ ، وقد تُشَدَّد المِيمُ وتُخَفَّف الدالُ ، وهو قولٌ آخرُ أَوردَه صاحبُ اللسان ، وموضعه أَم د.
ومن المَجاز قولهم : سُبحَانَ الله مِدَادَ السَّموَاتِ ومِدَادَ كلماتِه ومَدَدَهَا أَي عَدَدَهَا وكَثْرَتَها ذكره ابنُ الأَثير في النّهايَة.
والإِمْدَادُ : تأْخِير الأَجَلِ والإِمهالُ ، وقد أَمَدَّ له فيه : أَنْسَأَه.
والإِمداد : أَنْ تَنْصُرَ الأَجْنَادَ بِجَمَاعةٍ غَيْرَكَ ، والمَدَدُ : أَن تصير لهم ناصِراً بنفْسِك.
والإِمدادُ : الإِعطاءُ والإِغاثَةُ ، يقال : مَدَّه مِدَاداً وأَمَدَّه : أَعطاه ، وحكى اللِّحْيَانيُّ : أَمَدَّ الأَميرُ جُنْدَه بالخيلِ والرِّجالِ وأَعانهم وأَمَدَّهم بمالٍ كثيرٍ وأَغَاثَهُم ، قال : وقال بعضهم : أَعْطَاهم ، والأَوّل أَكْثَرُ ، وفي التنزيل العزيز (وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ) (٤) أَو ما كان في الشَّرِّ فإِنك تقول مَدَدْتُه ، وما كان في الخَيْرِ تقول أَمْدَدْتُه بالأَلف ، قاله يُونُس ، قال شيخُنا : هو على العَكْس في وَعَدَ وأَوْعَدَ ، ونقَلَ الزمخشريُّ عن الأَخفش : كُلُّ ما كان من خَيْرٍ يقال فيه : مَدَدْتُ ، وما كان مِن شَرٍّ يقال فيه : أَمْدَدْت ، بالأَلف. قلت : فهو عكس ما قاله يُونُس. وقال المُصَنّف في البصائر : وأَكثَرُ ما جاءَ الإِمداد في المَحْبُوب ، والمَدَد في المَكْرُوه ، نحو قوله تعالى : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمّا يَشْتَهُونَ) (٥).
(وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) (٦).
والإِمداد : أَن تُعُطِيَ الكاتِبَ مَدَّةَ قَلَمٍ أَو مُدَّةً بقلم (٧) ، كما في بعض الأُمَّهاتِ ، يقال : مُدَّني يا غلامُ وأَمْدِدْنِي ، كما تقدّم.
والإِمداد في الجُرْحِ : أَن تَحْصُلَ فيه مِدَّةٌ ، وهي غَثِيثَتُه الغَلِيظَة ، والرَّقيقةُ : صَدِيدٌ ، كما في الأَساس ، قال الزمخشريّ : أَمَدَّ الجُرْحُ. رُبَاعِيّاً لا غيرُ ، ونقلَه غير واحدٍ.
والإِمدادُ في العَرْفَجِ : أَن يَجْرِيَ الماءُ في عُودِهِ ، وكذا الصِّلِّيَان والطَّرِيفة.
والمَادَّةُ : الزِّيادَةُ المُتَّصِلَةُ. وَمَادَّةُ الشيْءِ : ما يَمُدُّه ، دَخلتْ فيه الهاءُ للمبالغة. والمَادَّةُ : كُلُّ شَيْءٍ يكونُ مَدَداً لغيرِهِ ، ويقال : دَعْ في الضَّرْع مَادَّةَ اللَّبنِ. فالمَتْرُوك في الضَّرْع هو الدَّاعِيَةُ ، وما اجتمع إِليه فهو المَادَّة.
والمُمَادَّةُ : المُمَاطَلَةُ وفُلانٌ يُمَادُّ فُلاناً ، أَي يُمَاطِله ويُجَاذِبه. وفي الحديث «إِن شَاؤُوا مَادَدْنَاهُم».
والاسْتِمْدادُ : طَلَبُ المَدَدِ والمُدَّةِ.
وفي التهذيب في ترجمة دمم : دَمْدَمَ إِذا عَذَّبَ عَذَاباً شَدِيداً ، ومَدْمَدَ إِذا هَرَبَ ، عن ابنِ الأَعرابيّ.
* ومما يستدرك عليه :
مَدَّ الحَرْفَ يَمُدُّه مَدّاً : طَوَّلَه. قال ثعلب (٨) : كُلُّ شيْءٍ مَدَّه غَيْرُه فهو بأَلفٍ ، يقال مَدَّ البَحْرُ وامْتَدَّ الحَبْلُ ، قال الليث : هكذا تقول العرب.
وفي الحديث «فَأَمَدُّها خَوَاصِرَ» أَي أَوْسَعُها وأَتَمُّها.
__________________
(١) في التكملة : الأَمدّة بفتح الهمزة ضبط قلم.
(٢) الأصل والقاموس واللسان ، وفي التهذيب : حافتي.
(٣) ضبطت في التهذيب بفتح الهمزة ، مع إهمال باقي الحروف ، ضبط قلم ، الماء الملح الشديد ، وفي موضع آخر بكسر الهمزة واهمال الميم : الماء المالح الشديد الملوحة.
(٤) سورة الإسراء الآية ٦.
(٥) سورة الطور الآية ٢٢.
(٦) سورة مريم الآية ٧٩.
(٧) وهي عبارة اللسان ، وفي الأساس كالقاموس بفتح الميم.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله كل شيء إلخ كذا في اللسان لتحرر فإنها غير ظاهرة»