كالآلةِ ، ثم خُصَّ المِدَادُ في عُرْفِ اللغةِ بالحِبْرِ.
والمِداد : المِثَالُ ، يقال : جاءَ هذا على مِدَادٍ واحدٍ ، أَي على مِثَالٍ واحدٍ ، وقال جَنْدَلٌ :
لَمْ أُقْوِ فِيهِنَّ وَلَمْ أُسَانِدِ |
|
ولَمْ أَرِشْهُنَّ بِرِمٍّ هَامِدِ |
عَلَى مِدَادٍ وَرَوِيٍّ وَاحِدِ
والمِدَاد : الطَّرِيقَةُ ، يقال : بَنَوْا بُيُوتَهم على مِدَادٍ واحدٍ ، أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَة.
وفي التهذيب : مِدَادُ قَيْسٍ : لُعْبَةٌ لهم (١) أَي لِصبيانِ العَرب.
ويقال : وادِي كذا يَمُدُّ في نهر كذا ، أَي يَزِيد فيه. ويقال منه : قَلَّ ماءُ رَكِيَّتِنا فَمَدَّتْهَا رَكِيَّةٌ أُخْرَى فهي تَمُدُّهَا مَدًّا.
ومَدَّ النَّهْرُ النَّهْرَ إِذا جَرَى فيه. وقال اللِّحيانيّ : يقال لكلّ شيْءٍ دَخَل فيه مِثْلُه فَكثَّرَهُ مَدَّه يَمُدُّه مَدًّا. وفي التنزيل العزيز : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) (٢) أَي يَزِيد فيه ماء مِن خَلْفِه تَجُرُّه إِليه وَتُكَثِّرهُ. وفي حديث الحَوْض يَنْبَعِث فيه مِيزَابَانِ مِدَادُهُما أَنهارُ الجَنّة ، أَي تَمُدُّهما أَنْهَارُها. وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) قال : يكون مِدَاداً كالمِدَادِ الذي يُكْتَبُ به ، والشيءُ إِذَا مَدَّ الشيءَ فكان زِيَادَةً فيه فهو يَمُدُّه. تقول : دِجْلَة تَمُدُّ [بِثارَنَا و (٣) أَنْهَارَنَا ، والله يَمُدُّنَا بها.
والمَدْمَدُ كجَعْفَر : النَّهْرُ ، والمَدْمَدُ : الحَبْلُ ، قاله الأَصمعيّ ، وفي بعض النُّسخ الجَبَلُ ، والأَوَّل الصوابُ.
ونَصُّ عِبَارَة الأَصمعيّ : والمَدُّ : مَدُّ النَّهْرِ ، والمَدُّ : مَدُّ الحَبْلِ والمَدّ أَن يَمُدَّ الرَّجُلُ [الرَّجُلَ] في غَيِّه. قلت : فهي تَدُلُّ صَرِيحاً أَنّ المَدَّ هُنا ثُلاثيٌّ لا رُبَاعيٌّ مُضَاعَفٌ كما توهَّمَه المصنِّف.
والمُدُّ ، بالضمّ : مِكْيَالٌ ، وهو رِطْلانِ عند أَهل العِرَاق وأَبي حَنيفةَ أَو رِطْلٌ وثُلُثٌ عند أَهلِ الحِجَازِ والشافعيِّ ، وقيل : هو رُبْعُ صَاعٍ ، وهو قَدْرُ مُدِّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والصَّاعُ خَمْسَةُ أَرطَالٍ وأَرْبَعَةُ أمْدَادٍ قال :
لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ |
|
وَلَا تُمَيْرَاتٌ وَلَا تَعْجِيفُ |
وفي حديثِ فَضْلِ الصَّحَابَةِ : «مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِم ولَا نَصِيفَهُ» (٤) وإِنّمَا قَدَّرَه به (٥) لأَنّه أَقَلُّ ما كانُوا يَتَصَدَّقُون به في العَادَة. أَو مِلْءُ كَفَّيِ الإِنسانِ المُعْتَدِلِ إِذا مَلأَهُمَا ومَدَّ يَدَه بهما ، وبه سُمِّيَ مُدَّاً ، هكذا قَدَّرُوه ، وأَشار له في اللِّسَان.
وقد جَرَّبْتُ ذلِكَ فَوَجَدْتُه صَحِيحاً ، ج أَمْدَادٌ ، كَقُفْلٍ وأَقْفَالٍ ، ومِدَدَةٌ ومِدَدٌ ، كعِنَبةٍ وعِنَبٍ ، في القليل ، ومِدَادٌ ، بالكسر في الكثير ، قال :
كَأَنَّمَا يَبْرُدْنَ بِالغَبُوقِ |
|
كَيْلَ مِدَادٍ مِنْ فَحاً مَدْقُوقِ |
قِيل : ومنه : سُبْحَانَ الله مدَادَ كَلِمَاتِه ، ومِدَادَ السَّمواتِ ومَدَدَها (٦) ، أَي قَدْرَ ما يُوازِيها في الكَثْرَة عِيَارَ كَيْلٍ أَو وَزْنٍ أَو عَدَدٍ أَو ما أَشْبَهه مِن وُجُوه الحَصْرِ والتقديرِ ، قال ابنُ الأَثير : وهذا تَمْثِيلٌ يُرَادُ به التقديرُ ، لأَن الكلام لا يَدْخُل في الكَيْلِ والوَزْنِ ، وإِنما يَدْخُل في العَددِ ، والمِدَاد مَصْدَرٌ كالمَدَدِ ، يقال : مَددْت الشيءَ مَدّاً ومِدَاداً ، وهو ما يُكْثَّر به ويُزَاد.
والمُدَّةُ ، بالضَّم : الغايَةُ من الزَّمانِ والمَكَانِ ، ويقال : لهذه الأُمَّةِ مُدَّةٌ أَي غايَةٌ (٧) في بَقَائِها ، والمُدَّة : البُرْهَةُ من الدَّهْرِ. وفي الحديثِ «المُدَّة التي مَادَّ فيها أَبا سُفْيَانَ» قال ابن الأَثير : المُدَّة : طائفةٌ مِن الزَّمَانِ تَقَعُ على القَليلِ والكَثِير. ومَادَّ فيها أَي أَطَالَها.
والمُدَّة : اسْمُ ما استَمْدَدْتَ بِه مِن المِدَاد عَلَى القَلَمِ ، والعَامَّة تقول بالفتح والكسر ، ويقال مُدَّني يا غُلامُ مُدَّةً منِ الدَّوَاة. وإِن قلتَ : أَمْدِدْني مُدَّةً ، كان جائزاً ، وخُرِّج على مَجْرَى المَدَد بها والزِّيادة.
والمِدَّةُ بالكسر : القَيْحُ المُجْتَمِع في الجُرْح.
__________________
(١) كلمة «لهم» ليست في القاموس ، وهي في اللسان فكالأصل.
(٢) سورة لقمان الآية ٢٧.
(٣) زيادة عن التهذيب ، وفي اللسان : تيارنا وأنهارنا.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «ويروى بفتح الميم وهو الغاية ، نقله في اللسان عن ابن الأثير».
(٥) أي قدر المدّ بربع الصاع.
(٦) عبارة اللسان : مداد السموات ، مداد كلماته ومددها.
(٧) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : من.