وقال اللِّحْيَانيُّ : مَدَدْتُه ومَدَّني ، وفلانٌ يُمَادُّ فُلاناً ، أَي يُمَاطِلُه ويُجَاذِبُه.
وتَمَدَّد الرَّجُلُ ، أَي تَمَطَّى.
ومَدَّ النَّهَارُ إِذا ارْتَفعَ ، وهو مَجاز ، وقال شَمِرٌ : كلُّ شيْءٍ امتلأَ وارْتَفعَ فقد مَدَّ ، وقد أَمْدَدْته أَنا.
وعن أَبي (١) زيدٍ : مَدَّ زَيْدٌ القَوْمَ أَي صارَ لَهُمْ مَدَداً ، وأَمَدَّه بغيره.
ويقال : هناك قطعةٌ من الأَرض قَدْرُ مَدِّ البَصَرِ ، أَي مَدَاهُ وقد يأْتي له في المعتلّ أَنه لا يقال مَدُّ البَصَرِ ، مُضَعَّفاً وإِنما يقال مَدَاه ، معتلًّا ، وأَصله للحريريِّ في دُرَّة الغواصِ وانتقدوه بأَنه وَرد في الحديثِ مَدُّ صَوْتِ المُؤَذِّن ، كَمَدَاه ، كما حَقَّقه شيخُنَا ، قلت : والحديث المُشَار إِليه «أَنَّ المُؤَذِّن يُغْفَر له مَدَّ صَوْتِه» ، يريد به قَدْرَ الذُّنُوبِ ، أَي يُغْفَر له ذلك إِلى مُنْتَهَى مَدِّ صَوْتِه ، وهو تَمثيلٌ لِسَعَةِ المَغْفِرَة ، ويُروَى «مَدَى صَوْتِهِ».
والمَدِيدُ : المَمْدُودُ ، والمَدِيد : الطَّوِيلُ ، ورجُلُ مَدِيدُ الجِسْمِ : طَوِيل ، وأَصله في القِيَامِ. وَقَدٌّ مَدِيدٌ ، وهو (٢) من أَجْمَلِ الناسِ وأَمَدِّهِم (٢) قَامَةً ، وهو مَجاز ، كما في الأَساس ، ج مُدُدٌ. قال سيبويهِ : جاءَ على الأَصْل ، لأَنه لم يُشْبِه الفِعْلَ. والأُنثى مَديدَةٌ. وفي حديث عُثْمَانَ قال لبعض عُمَّاله : «بَلَغَنِي أَنك تَزَوَّجْتَ امرأَةً مَدِيدةً». أَي طَوِيلة.
ورَجُلٌ مَدِيدُ القامةِ : طَوِيلُهَا.
والمَديد : البَحْرُ الثاني من العَرُوض ، والأَوَّلُ الطويلُ ، سُمِّيَ بذلك لامتداد أَسْبَابِه وأَوْتَاده وقال أَبو إِسحاق : سُمِّيَ مَدِيداً لأَنه امتد سَبَباهُ فصارَ سَبَبٌ في أَوَّله وسَبَبٌ بعد الوَتِد ، ووزنه فاعلَاتُنْ فاعلُنْ (٣).
وقوله تعالى : (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٤) فسّره ثعلب فقال : معناه في عَمَدٍ طِوَالٍ.
والمَدِيد : ما ذُرَّ عليه دَقِيقٌ أَو سِمْسِمٌ أَو سَوِيقٌ أَو شَعِيرٌ جَشٌ (٥) ، قال ابنُ الأَعرابيّ : هو الذي ليس بِحَارٍّ ، أَو خَبَطٌ كما قاله ابن القطاع. لِيُسْقَى الإِبِلَ ، وقد مَدَّهَا يَمُدُّهَا مَدًّا ، إِذا سَقَاهَا إِيَّاه ، وقال أَبو زيد : مَدَدْتُ الإِبِلَ أَمُدُّهَا مَدًّا ، وهو أَن تَسْقِيَهَا المَاءَ بالبِزْرِ أَو الدَّقِيقِ أَو السِّمْسِم. وقال في موضع آخَرَ : المَدِيدُ : شَعِيرٌ يُجَشُّ ثُمَّ يُبَلّ فَيُضْفَرُ البَعِيرُ : ومَدَدْتُ الإِبل وأَمْدَدْتُهَا بِمَعْنًى ، وهو أَن يَنْثُر (٦) لها على الماءِ شيئاً من الدَّقيقِ ونحوِه فَيَسْقِيَهَا (٦) ، والاسم المَدِيدُ.
والمَديد : ع قُرْبَ مَكَّةَ شَرّفها اللهُ تعالى ، عن الصاغانيّ.
وقيل : المَدِيد : العَلَفُ ، وقد مَدَّهُ (٧) به يَمُدُّه مَدًّا.
والمَدِيدَانِ : جَبَلَانِ في ظَهْرِ الخَالِ وهو ظَهْر عَارِضِ اليَمَامَةِ ، عن الصاغانيّ.
والمِدَادُ ، بالكسر : النِّقْسُ ، بكسر النون وسكون القاف وسين مهملة ، هكذا عَبَّروا به في كُتب اللغة ، وهو مِن شَرْحِ المَعْلُومِ المَشْهُور بالغَرِيب الذي فيه خَفَاءٌ ، وهو الذي يُكْتَب به. قال ابنُ الأَنبارِيّ : سُمِّيَ المِدَادُ مِدَاداً لإِمْدَادِه الكاتِبَ ، من قولِهِم أَمْدَدْتُ الجَيْشَ بِمَدَد.
والمِدَادُ : السِّرْقِينُ الذي يُصْلَح به الزَّرْعُ ، وقد مَدَّ الأَرْضَ مَدًّا ، إِذَا زَاد فيها تُرَاباً أَو سَمَاداً من غيرِهَا ليكون أَعْمَرَ لها وأَكْثَرَ رَيْعاً لِزَرْعِهَا ، وكذلك الرِّمَال ، والسَّمَادُ مِدَادٌ لها.
والمِدَادُ : ما مَدَدْتَ به السِّرَاجَ مِنَ زَيْتٍ ونَحْوِه ، كالسَّلِيطِ ، قال الأَخطل :
رَأَوْا بَارِقَاتٍ بِالأَكُفِّ كَأَنَّهَا |
|
مَصَابِيحُ سُرْجٌ أُوقِدَتْ بِمِدَادِ |
أَي بِزَيْتٍ يُمِدُّهَا. ونقل شيخُنَا عن قُدَمَاءِ أَئمَّةِ اللغةِ أَنَّ المِدَادَ ، بالكسر : هو كلُّ ما يُمَدُّ به الشيءُ أَي يُزَادُ فيه لِمَدِّه والانتفاعِ بهِ كحِبْرِ الدَّواةِ وسَلِيطِ السِّراجِ وما يُوقَد به من دُهْنٍ ونَحْوِه ، لأَن وضْعَ فِعَالٍ ، بالكسر ، لما يُفْعَل به
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «ابن».
(٢) الأساس : «وهي ... وأمدّه قامة».
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : فاعلاتن فاعلن أي أربع مرات مجزوّ وجوبا كما في الكافي».
(٤) سورة الهمزة الآية ٩.
(٥) بالأصل «جشم» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله جشم كذا باللسان ، ولعله «جش» كما فيما بعده». هذا وفي اللسان (دار المعارف) : «جش» وهو ما أثبتناه.
(٦) في اللسان والصحاح : «تنثر ... فتسقيها ..».
(٧) عن اللسان وبالأصل «مد به».