لسان العرب بِكَسْر الحاءِ المُهْمَلَة ، وقال : لأَنَّهَا تَعْقِلُه فكأَنَّها قَيْدٌ له.
وبنو مُقَيِّدَةَ : العَقَارِبُ كذا في سائر النُّسخ الموجودة ، والذي في اللسان : وبنو مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ : العَقارِبُ ، وقال بعد إِنشاد قول الشاعر :
لَعَمْرُك مَا خَشِيتُ عَلَى عَدِيٍّ |
|
سُيُوفَ بَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ |
ولكِنِّي خَشِيتُ عَلَى عَدِيٍّ |
|
سُيُوفَ القَوْمِ أَوْ إِيَّاكَ حَارِ |
عَنَى بِبَنِي مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ العَقَارِبَ ، لأَنَّها هناكَ تكون.
قلت : وهو أَقربُ إِلى الصَّوابِ ، وقد ذُهِبَ على المصنِّف سَهْواً ، والله أَعلم.
وفي الحديث «قَيَّدَ الإِيمانُ الفَتْكَ» أَي أَنّ الإِيمان يَمنَعُ من (١) الفَتْكِ بالمُؤْمِنِ كما يَمْنَعُ ذا العَيْث مِن الفَسَادِ قَيْدُه الذي قُيِّدَ به. وفي عبارة ابن الأَثير : كما يَمْنَعُ القَيْدُ عن التَّصَرُّف ، فكأَنّه جَعَلَ الفَتْكَ مُقَيَّداً. قلت : فهو مَجاز.
والقِيدُ ، بالكَسْر : القَدْرُ كالقَادِ والقَيْدِ ، وقد تقدَّم شاهِدُه في الحديث.
* ومما يستدرك عليه :
القَيْدُ : كِنايَةُ عن المرأَةِ ، كالغُلّ. وقَيْدُ الرَّحْل : قِدٌّ مَضفورٌ بين حِنْوَيْهِ من فَوْق ، ورُبَّمَا جُعِل للسَّرْجِ قَيْدٌ كذلك ، وكذلك كُلُّ شيْءٍ أُسِرَ بعضُه إِلى بَعْضٍ ، وتَقييد الخَطِّ : ضَبْطُه وإِعجامُه وشَكْلُه.
والمُقَيَّدُ مِن الشِّعْر خِلافُ المُطْلَق ، قال الأَخْفَش : المُقَيَّدُ على وَجْهَيْنِ : إِما مُقَيَّدٌ قد تَمَّ ، نحو قوله :
وقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي المُخْتَرَقْ
قال : فإِن زِدْتَ فيه حَرَكَةً كان فَضْلاً على البَيْت ، وإِمَّا مُقَيَّد قَدْ مُدَّ عَلَى ما هُو أَقْصَرُ مِنه ، نحو فَعُولْ في آخرِ المُتَقَارِبِ ، مُدَّ عَنْ فَعُلْ فَزِيَادَتُه على فَعُل عِوَضٌ له من الوَصْلِ. والقَيِّدَة : التي يُسْتَتَر بها مِن الرَّمِيَّة ، حكاه ابنُ سيدَه عن ثعلبٍ.
وابنُ قَيْدٍ : من رُجَّازِهم ، عن ابن الأَعرابيّ.
والقِيد ، بالكسر : السَّوْطُ المُتَّخَذ مِن الجِلْدِ ، وهذا الأَخير من شَرْح شَيْخنا.
ومن المَجاز : نَاقَةٌ شكلة مُقَيَّدة (٢) ، أَي كَالَّةٌ لا تَنْبَعِثُ.
وقَيَّدَها الكَلَالُ. وقَيَّدَه بالإِحْسانِ.
وتَقُول : إِن قُيُودَ الأَيَاد ، أَوْثَقُ الأَقْيَادِ ، كما في الأَساس.
وقَيْدٌ الفَزارِيُّ والدُ أَبي صالحٍ مَسعودِ الشاعِرِ اسمُه عُثْمَانُ.
فصل الكاف
مع الدال المهملة
[كأد] : كَأَدَ الرجلُ ، كمَنَع : كَئِبَ ، هكذا في النُّسخ ، والذي في النوادر : كَأَدَ ، وكأَبَ ، وكَأَنَ ، ثلاثتها في مَعنَى الشِّدَّةِ والصُّعُوبَة.
وعن ابن الأَعْرَابيّ : الكَأْدَاءُ : الشِّدَّةُ ، و، الكَأْدَاءُ : الظُّلْمُ ، وهذا ليس في نصّ ابنِ الأَعْرَابيّ ، والحُزْنُ هكذا في النسخ ، والذي في نَصِّ ابن الأَعرابيّ : والخَوْف ، والحِذَارُ ، ويقال : الهَوْلُ ، واللَّيْلُ المُظْلِمُ.
والكَؤُودَاءُ : الصُّعَدَاءُ. يأْتي بَيانُه في شَرْحِ حَدِيث أَبي الدَّرْدَاءِ قريباً.
وَتَكَأَدَ الشَّيْءَ : تَكَلَّفَه. وتَكَأّدَ الأَمْرَ : كَابَدَه ، وصَلَّىَ (٣) بِهِ ، عن ابنِ الأَعْرَابيّ.
وتَكَأّدني الأَمْرُ : شَقَّ عَلَيَّ ، كتَكَاءَدَنِي تَفاعَلَ وتَفَعَّل بمعنًى واحد ، وفي حديثِ الدُّعاءِ «ولا يَتَكاءَدُكَ عَفْوٌ عن مذْنِب» ، أَي لا يَصعُبُ عليك ولا يَشُقُّ.
قال عُمَر بنُ الخَطَّاب رضياللهعنه. «ما تَكَأّدَنِي شيءٌ مَا تَكَأّدَنِي (٤) خُطْبَةُ النِّكاح!!» أَي صَعُب عليَّ وثَقُلَ (٥) قال سُفَيانُ بن عُيَيْنَةَ :
__________________
(١) التهذيب والنهاية : «يمنع عن» وفي المطبوعة الكويتية ذكر محققه بهامشه : «وفي القاموس» منع وما في القاموس الذي بيدي فكالأصل «يمنع» ولعله وقعت بيده نسخة أخرى.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ناقة شكلة مقيدة الخ الذي في الأساس : وناقة مقيدة : كالّة لا تنبعث ...» وكلمة «شكلة» هنا مقحمة ، لا معنى لها.
(٣) كذا ضبطت في القاموس ، وفي اللسان : وصَلِيَ.
(٤) في النهاية : تَكَأَّدَتْني.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في اللسان : قال ابن سيده : وذاك