ويَسوقها من خَلْفِها ، فهو أَي القَوْدُ مِن أَمَامٍ ، وذاك أَي السَّوْقُ مِنْ خَلْفٍ ، كالقِيَادَةِ ، بالكسر ، والمَقَادَةِ ، بالفتح ، والقَيْدُودَةِ. وقد مَرَّ الكلُام فيه في حاد ، وقدّ ، وسيأْتي في طار ، وكان ، إِن شاءَ الله تعالى ، والتَّقْوَادِ بالفتح ، قال حَسّانُ بن ثابت :
واللهِ لَولَا مَا أَصابَ نُسُورَهَا |
|
بِجُنُوبِ سَايَةَ أَمْسِ بالتَّقْوَادِ |
سَايَةُ : وادٍ قُرْبَ قُدَيدٍ. والاقْتِيَادِ والتَّقْوِيدِ. قُدْتُ الفَرَس وغيرَه أَقُودُه قَوْداً ، وقادَ البعيرَ واقْتَادَه : جَرَّه خَلْفَه. وفي حديث الصلاة : «اقْتَادُوا رَوَاحِلَهُم» والاقتيادُ والقَوْدُ واحدٌ ، واقْتَادَه وقَادَه بمعنًى ، وقَوَّده ، شُدِّدَ للكثرةِ. ففي الأَساس : قَوَّدَ فَرَسَه : أَكْثَرَ قِيَادَه ، وإِذَا نَزَلْتَ عَن فَرسِك فَقَوِّدْهُ.
والقَوْدُ : الخَيْلُ أَو جَماعةٌ من الخيْلِ ، يقال : مَرَّ بنا قَوْدٌ مِن خَيْلٍ ، أَو التي تُقَادُ بِمَقَاوِدِهَا (١) ولا تُرْكَب ، وتكونُ مُودَعَةً مُعَدَّةً لوقْتِ الحَاجَة إِليها ، يقال : هذه [الخيلُ] (٢) قَوْدُ فُلانٍ القائدِ. والدَّابَّةُ مَقُودَةٌ ومَقْوُودَةٌ بالإِعلال وبغيره ، والأَخيرة نادِرة ، وهي تَميميّة. واقْتَادَها فاقْتَادَتْ وانقادَتْ واستقَادَتْ الأَخيرةُ من الأَساس. ورَجُلٌ قائِدٌ مِن قُوَّدٍ وقُوَّادٍ وقَادَة وفي اللسان : جمع قائد الخيلِ قَادَةٌ وقُوَّادٌ ، وهو قائدٌ بَيِّنُ القِيَادَةِ ، وهو من قُوَّادِ الخَيْلِ ، واستعمَل أَبو حنيفَة القِيَادَ في اليَعَاسِيبِ فقال في صِفاتِهَا : وهي مُلُوك النَّحْل وقَادَتُها. وفي حديث عَلِيٍّ «قُرَيْشٌ قَادَةٌ ذَادَةٌ» أَي يَقُودون الجُيُوشَ ، ورُوِيَ أَن قُصَياًّ قَسَمَ مَكَارِمَه ، فَأَعْطَى قَوْدَ الجُيُوِش عَبْدَ مَنَافٍ ، ثم وَليِهَا عَبْدُ شَمْسٍ ثم أُمَيَّةُ ثم (٣) حَرْبٌ ثم أَبو سُفيانَ.
وَأَقَادَه خَيْلاً : أَعطاهُ لِيَقُودَهَا ، وكذا أَقادَه مالاً.
وأَقادَ القاتِلَ بالقَتِيلِ : قَتَلَه به يُقِيده إِقادَةً.
ومن المَجاز : أَقادَ الغَيْثُ ، إِذا اتَّسَعَ ، فهو مُقِيدٌ ، وقد قَادَتْه الرّيحُ ، قال تَمِيمُ بنُ مُقْبِلٍ يصف الغَيْثَ :
سَقَاهَا وإِنْ كَانَتْ عَلَيْنَا بَخِيلَةً |
|
أَغَرُّ سِمَاكِيُّ أَقَادَ وأَمْطَرَا |
قيل في تفسِيرِ أَقادَ : اتَّسَعَ ، وقيل : أَقَاد : صارَ له قائدٌ مِن السحابِ بيْن يَديْهِ ، كما قال ابنُ مُقْبِلٍ أَيضاً :
لَهُ قَائدٌ دُهْمُ الرَّبَابِ وخَلْفَه |
|
رَوَايَا يُبَجِّسْنَ الغَمَامَ الكَنَهْوَرَا |
ومن المَجاز أَقادَ فُلانٌ إِذا تَقَدَّمَ ، وهو ممّا ذُكِر ، كأَنّه أَعْطَى مَقَادَتَه الأَرْضَ فأَخَذَتْ منها حَاجَتَها.
والمِقْوَدُ ، بالكسر : ما يُقَادُ به ، كالقِيادِ ، بالكسر أَيْضاً ، وفي الصّحاح : المِقْوَدُ : الحَبْلُ يُشَدُّ في الزِّمام أَو اللِّجَامِ تُقَادُ به الدَّابَّةُ. والمِقْوَدُ : خَيْطٌ أَو سَيْرٌ يُجْعَل في عُنُقِ الكَلْبِ أَو الدَّابَّةِ يُقَادُ بِه.
وأَعْطَاهُ مَقَادَتَه : انْقَادَ له. والانْقِيَاد : الخُضوعُ ، تقول : قُدْتُه فانْقَادَ ، واسْتَقَادَ لي ، إِذا أَعطاكَ مَقَادَتَه.
وفَرَسٌ [وبَعِيرٌ] (٤) قَؤُودٌ ، كصَبُور ، وقَيِّدٌ وقَيْدٌ ، كمَيِّتٍ ومَيْت ، وكذلك فرسٌ أَقْوَدُ ، أَي سَلِسٌ ذَلُولٌ (٥) مُنْقَادٌ والاسمُ من ذلك كلِّه القِيَادَةُ ، ويقال : اجْعَلْ في أَوِّل قِطَارِك بَعيراً قَيِّداً. وقال الكسائيُّ : فرسٌ قَوُودٌ ، بلا هَمزٍ : الذي يَنْقَادُ ، والبعيرُ مثلُه. وجَعَلْتُه مَقَادَ المُهْر ، أَي عن ، وفي بعض الأُمّهات : على اليَمِينِ ، لأَن المُهْرَ أَكثرُ ما يُقَادُ عَلَى اليمين ، قال ذو الرُّمّة :
وقَدْ جَعَلُوا السَّبِيَّةَ عَنْ يَمِينٍ |
|
مَقَادَ المُهْرِ وَاعْتَسَفُوا الرِّمَالا |
والقائدُ مِن الجَبَلِ : أَنْفُه ، وكُلُّ مُسْتَطِيل مِنْ أَرضٍ أَو جَبَلٍ على وَجْه الأَرْضِ قائِدٌ ، وهو مَجاز. وفي التهذيب : والقِيادَةُ مصدرُ القائِدِ ، وكُلُّ شيْءٍ مِن حَبْل (٦) أَو مُسَنَّاةٍ كان مُستطيلاً على وَجْهِ الأَرض فهو قائدٌ.
والقائد : أَعْظَمُ فُلْجَانِ الحَرْثِ قال ابن سِيده : وإِنما حملناه على الواو لأَنها أَكثرُ من الياءِ فيه. والقائد : الأَوَّلُ مِن بَنَاتِ نَعْشٍ الصُّغْرَى وهي من الكواكب الشَّامِيّة ، وهي أَقربُ مَشاهيرِ الكَوَاكبِ من القُطْبِ الشَّمَاليِّ ، وعَدَدُ كَواكِبها سَبْعَةٌ ، على شِبْهِ بَنَاتِ نَعْشٍ الكُبْرَى ، إِلا أَنها أَصغَرُ قَدْراً
__________________
(١) المقاود هي الحبل في العنق للقياد.
(٢) زيادة عن اللسان والتهذيب.
(٣) بالأصل «ثم أمية بن حرب» خطأ وما اثبت عن النهاية. وانظر سيرة ابن هشام.
(٤) زيادة عن القاموس.
(٥) في اللسان : ذليل.
(٦) في التهذيب واللسان : جَبَلٍ.