أَنْشَدَه المَرْزُبانيُّ في مُعْجَم الشعراءِ لأَبِي وَجْزَة السَّعْدِيّ في آلِ الزُّبَيْرِ. ورَجُلٌ مُقْعَدُ النَّسبِ : قَصِيرُه ، من الفُعْدُدِ ، وبه فَسَّر ابنُ السِّكيتِ قَوْلَ البَعِيثِ :
لَقًى مُقْعَدُ الأَنْسَابِ مُنْقَطَعٌ بِهِ (١)
وقوله : مُنْقَطَعٌ به : مُلْقًى ، أَي لا سَعْيَ له إِن أَرادَ أَنْ يَسْعَى لم يَكُنْ به عَلَى ذلك قُوَّةُ بُلْغَةٍ ، أَي شَيْء يَتَبَلَّغُ به ، ويقال : فُلانٌ مُقْعَدُ الحَسَبِ ، إِذا لمْ يَكن له شَرَفٌ ، وقد أَقْعَدَه آباؤُه وتَقَعَّدُوه ، وقال الطِّرِمَّاح يَهجو رجُلاً :
ولكِنَّه عَبْدٌ تَقَعَّدَ رَأْيَهُ |
|
لِئَامُ الفُحُولِ وارْتِخَاصُ المَنَاكِحِ |
أَي أَقْعَدَ حَسَبَه عَن المكارمِ لُؤْمُ آبائِه وأُمَّهَاتِه ، يقال : وَرِثَ فلانٌ بالإِقْعَادِ ، ولا يُقَال : وَرِثَ (٢) بالقُعودِ.
والقُعْدُدُ : الجَبَانُ اللَّئيمُ في حَسَبِه القَاعِدُ عَن الحَرْبِ والمَكارِم وهو مَذمومٌ والقُعْدُدُ : الخَامِلُ قال الأَزهريُّ : رَجلٌ قُعْدُدٌ وقُعْدَدٌ : إِذا كان لئيماً ، مِنَ الحَسَبِ المُقْعَد.
والقُعْدُدُ : الذي يَقْعُد به أَنْسَابُه. وأَنشد :
قَرَنْبَى تَسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ |
|
لَئِيمٍ مَآثِرُهُ قُعْدُدِ |
ويقال : اقتَعَدَ فُلاناً عن السَّخاءِ لُؤْمُ جِنْثِه ، ومنه قولُ الشاعرِ :
فَازَ قِدْحُ الْكَلْبِيِّ واقْتَعَدَتْ مَعْ |
|
زَاءَ عَنْ سَعْيِهِ عُرُوقُ لَئِيمِ (٣) |
ورجل قُعْدِيٌّ وقُعْدِيَّةٌ ، بضمِّهما ، ويُكْسَرانِ الأَخيرة عن الصاغانيّ وكذلك رجل ضُجْعِيٌّ بالضمّ ويُكْسَرُ ، ولا تَدْخُلُه الهاءُ ، وقُعَدَةٌ ضُجَعَةٌ ، كهُمَزَةٍ. أَي كَثِيرُ القُعُودِ والاضْطِجَاعِ ، وسيأْتي في العين إِن شاءَ الله تعالى.
والقُعُودُ ، بالضمّ : الأَيْمَةُ ، نَقَلَه الصاغانيّ ، مصدر آمَتِ المرأَةُ أَيْمَةً ، وهي أَيِّمٌ ، ككَيِّس ، من لا زَوْجَ لها ، بِكْراً كانت أَو ثَيِّباً ، كما سيأْتي.
والقَعُودُ ، بالفتح : ما* اتَّخذه الراعِي للرُّكوب وحَمْلِ الزَّادِ والمَتَاع. وقال أَبو عبيدةَ : وقيل : القَعُودُ من الإِبل هو الذي يَقْتَعِدُه الرَّاعِي في كُلِّ حاجَةٍ ، قال : وهو بالفَارِسِيّة رَخْتْ كالقَعُودَةِ ، بالهَاءِ ، قاله الليثُ ، قال الأَزهريّ : ولم أَسْمَعْه لغيرِه. قلت : وقال الخليلُ : القَعُودَةُ من الإِبل : ما يَقْتَعِدُه الراعي لحَمْلِ مَتاعِه. والهاءُ للمبالَغَةِ ، ويقال : نِعْمَ القُعْدَة هذا ، وهو بالضمّ المُقْتَعَدُ.
واقْتَعَدَهُ : اتَّخَذَه قُعْدَةً ، وقال النضْر : القُعْدَة : أَن يَقْتَعِدَ الراعِي قَعُوداً مِن إِبلِه فيَرْكَبه ، فجَعَل القُعْدَةَ والقَعُودَ شيئاً واحداً ، والاقْتِعَادُ : الرُّكوبُ ، ويقول الرجُلُ للراعي : نَسْتَأْجِرُك بكذا ، وعلينا قُعْدَتُك. أَي عَلَيْنا مَرْكَبُك ، تَرْكَبُ من الإِبل ما شِئْتَ ومتَى شِئْت. ج أَقْعِدَةٌ وقُعُدٌ ، بضمتين وقِعْدَانٌ ، بالكسر ، وقعائِدُ ، وقَعَادِينُ جَمْعُ الجَمْعِ.
والقَعُود : القَلُوصُ ، وقال ابن شُمَيْل : القَعُودُ ، من الذُّكور ، والقَلُوص ، من الإِناث ، والقَعود أَيضاً البَكْرُ إِلى أَن يُثْنِيَ ، أَي يَدخل في السَّنَة الثانية.
والقَعُود أَيضاً : الفَصِيلُ ، وقال ابنُ الأَثير : القَعُود من الدَّوَابِّ : ما يَقْتَعِده الرجُلُ للرُّكُوب والحَمْلِ ، ولا يَكُونُ إِلَّا ذَكَراً ، وقيل : القَعُودُ ذَكَرٌ ، والأُنثَى قَعُودَةٌ. والقَعُود من الإِبل : ما أَمْكَن أَنْ يُرْكَبَ ، وأَدْنَاه أَن يَكُون له سَنَتَانِ ، ثم هو قَعُودٌ إِلى أَن يُثْنِيَ فيَدْخُل في السَّنَةِ السَّادِسَة ، ثم هو جَمَلٌ. وذكر الكِسَائيُّ أَنه سَمِعَ مَن يقول : قَعُودَةٌ للقَلُوصِ ، وللذَّكر قَعُودٌ. قال الأَزهريّ : وهذا عند الكسائيّ مِن نوادِرِ الكَلَامِ الذي سَمِعْتُه (٤) من بعضهم. وكلامُ أَكثرِ العَرَبِ عَلَى غَيرِه ، وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : هي قَلُوصٌ للبَكْرَة الأُنْثَى ، وللبَكْرِ قَعُودٌ مِثْل القَلُوصِ إِلى أَن يُثْنِيَا ، ثم هو جَمَلٌ ، قال الأَزهَرِيّ : وعلى هذا التفسيرِ قولُ مَن شاهَدْتُ من العَربِ : لا يَكون القَعُودُ إِلَّا البَكْر الذَّكَر ، وجَمْعُه قِعْدَانٌ ، ثم القَعَادِينُ جَمْعُ الجمْعِ. وللبُشْتِيّ اعتراضٌ لَطِيفٌ على كلامِ ابنِ السِّكيتِ وقد أَجابَ عنه الأَزهريُّ وخَطَّأَه فيما نسَبَه إِليه. راجِعْه في اللسان (٥).
والقَعِيدُ : الجَرَادُ الذي لَمْ يَسْتَوِ جَنَاحُه ، هكذا في سائر
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية «كذا في اللسان».
(٢) اللسان : ورثه.
(٣) في التهذيب : مغراء.
(٦) (*) القاموس المتداول : وبالفتح من الإبل ما ...
(٤) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : سمعه.
(٥) انظر اللسان (قعد). وفيه ما نقله البشتي عن يعقوب بن السكيت واعتراضه عليه ورد الأزهري على البشتي.