وقَعَدَ فُلانٌ بِقِرْنةِ : أَطَاقَهُ و [قَعَد] (١) بَنُو فُلانٍ لبَنِي فُلانٍ يَقْعُدُون : أَطاقُوهُم وجَاءُوهم بأَعْدَادِهِم.
ومن المَجاز : قَعَدَ للحَرْبِ : هَيَّأَ لَهَا أَقْرَانَها ، قال :
لأُصْبِحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَبَاعِيَةً |
|
فَاقْعُدْ لَهَا وَدَعَنْ عَنْكَ الأَظَانِينَا |
وقوله :
سَتَقْعُدُ عَبْدُ اللهِ عَنَّا بِنَهْشَلٍ
أَي سَتُطِيقُها بأَقْرَانِهَا فتَكْفِينا نحن الحَرْبَ.
ومن المجاز : قَعَدَت الفَسِيلَةُ : صَارَ لَهَا جِذْعٌ تَقْعُد عَلَيْه.
والقَاعِدُ هي ، يقال : في أَرْض فُلانٍ مِن القاعِدِ كذا وكذا أَصْلاً ، ذَهَبُوا به إِلى الجِنْسِ ، أَو القاعِدُ من النَّخْلِ : التي تَنَالُهَا اليَدُ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ في قول الراجز :
تُعْجِلُ إِضْجَاعَ الجَشِيرِ القَاعِدِ
قال : القاعِدُ : الجُوَالِقُ المُمْتَلِيءُ حَبّاً كأَنَّه من امتلائه قاعِدٌ. والجَشِير : الجُوَالِق.
ومن المجاز : القَاعِدُ من النساءِ : التي قَعَدَتْ عَنِ الوَلَدِ و [عَن] (٢) الحَيض و [عن] (٢) الزَّوْجِ ، والجمْعُ قَوَاعِدُ. وفي الأَفعال : قَعَدت المرأَةُ عن الحَيْضِ : انقَطَعَ عنهَا ، وعن الأَزواج : صَبَرتْ ، وفي التنزيل : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ) (٣) ، قال الزجَّاجُ : هن اللواتي قَعَدْنَ عن الأَزواجِ ، وقال ابن السّكّيت : امرأَةٌ قاعِدٌ. إِذا قَعَدَتْ عن المَحيضِ ، فإِذا أَرَدْتَ القُعُودَ قلت : قاعِدَةٌ. قال : ويقولون : امرأَةٌ واضِعٌ ، إِذا لم يكن عليها خِمَارٌ ، وأَتَانٌ جامِعٌ إِذا حَمَلَت ، وقال أَبو الهيثم : القواعِدُ من [صِفات] (٤) : الإِناث ، لا يقال : رِجَالٌ قواعدُ.
وفي حديث أَسماءَ الأَشْهَلِيَّةِ : «إِنَّا مَعاشِرَ النِّسَاءِ مَحْصوراتٌ مقصوراتٌ (٥) قَوَاعِدُ بُيُوتِكم ، وحَوَامِلُ أَوْلادِكم» قال ابن الأَثير : القواعِدُ : جمع قاعِدٍ ، وهي المرأَةُ الكبيرةُ المُسِنَّةُ ، هكذا يقال بغير هاءٍ ، أَي أَنها ذاتُ قُعُودٍ ، فأَمَّا قاعِدةٌ فهي فاعِلَة من قولِك قَدْ قَعَدَتْ قُعُوداً ، ويجمع على قواعِدَ أَيضاً. وقَوَاعِدُ الهَوْدَجِ : خَشَبَاتٌ أَرْبَعُ مُعْترِضَة تَحْتَه (٦) رُكِّب فِيهِنَّ الهَوْدَجُ.
ورَجُلٌ قُعْدِيٌّ ، بالضمّ والكسر : عاجِزٌ ، كأَنه يُؤْثِر القُعُودَ ، وكذلك ضُجْعِيٌّ وضِجْعِيّ ، إِذا كان كثير الاضْطِجَاعِ.
ويقال : فلانٌ قَعِيدُ النَّسَبِ ذو قُعْدَدٍ ورجل قُعْدُدٌ بضمّ الأَوّل والثالث وقُعْدَدٌ بضم الأَوّل وفتح الثالث أَثبتَه الأَخْفَشُ ولم يُثْبِته سيبويه وأَقْعَدُ ، وقُعْدُودٌ بالضمّ ، وهذه طائِيَّةٌ : قَرِيبُ الآباءِ مِنَ الجَدِّ الأَكْبَرِ ، وهو أَمْلَكُ القَرَابَةِ في النَّسبِ ، قال سيبويه : قُعْدُدٌ مُلْحَق بِجُعْشُمٍ ، ولذلك ظَهر فيه المِثْلَان.
وفلان أَقْعَدُ من فُلَانٍ ، أَي أَقْرَبُ منه إِلى جَدِّه الأَكبر ، وقال اللِّحْيَانيُّ ؛ رجلٌ ذو قُعْدُّدٍ ، إِذا كان قريباً مِن القبيلةِ والعَدَدُ فيه (٧) قِلَّةٌ. يقال : هو أَقْعَدُهم ، أَي أَقرَبُهُم إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ. وأَطْرَفُهُم وأَفْسَلُهم ، أَي أَبْعَدُهم من الجَدِّ الأَكبرِ ، ويقال : فلانٌ طَريفٌ بَيِّنُ الطَّرَافَةِ إِذَا كَان كثيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ ، ليس بذي قُعْدُدٍ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : فلانٌ أَقْعَدُ من فُلانٍ أَي أَقل آباءً ، والإِقعادُ : قِلَّةُ الآباءِ والأَجدادِ.
والقُعْدُدُ : البَعِيدُ الآباءِ مِنْه ، أَي من الجَدِّ الأَكبرِ وهو مَذمومٌ ، والإِطْرَافُ كَثْرَتُهم ، وهو محمودٌ ، وقيل : كلاهُمَا مَدْحٌ. قال الجوهريّ : وكان عبدُ الصَّمدِ بنُ عَلِيّ بن عبد اللهِ الهاشميُّ أَقْعَدَ بني العَبَّاسِ نَسَباً في زَمانِه ، وليس هذا ذَمّاً عندهم ، وكان يقال له : قُعْدُّدُ بني هاشم ، ضِدُّ ، قال الجوهريُّ : ويُمْدَح به مِنْ وَجْهٍ لأَنّ الوَلَاءَ لِلْكُبْرِ ، ويُذمُّ به مِن وَجْهٍ لأَنه من أَولادِ الهَرْمَى ، ويُنْسَب إِلى الضَّعْفِ ، قال الأَعشى :
طَرِفُونَ وَلَّادُونَ كُلَّ مُبَارَكٍ |
|
أَمِرُونَ لَا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ(٨) |
__________________
(١) زيادة عن اللسان.
(٢) زيادة عن القاموس.
(٣) سورة النور الآية ٦٠.
(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.
(٥) سقطت من المطبوعة الكويتية.
(٦) في التهذيب : في أسفله يركب عيدان الهودج فيها.
(٧) عن اللسان ، وبالأصل «في».
(٨) أنشده ابن بري :
أمرون ولّادون ... |
|
طرفون لا يرثون ... |
وقال أمرون أي كثيرون ، والطرف نقيض القعدد.