ومن المَجاز : قَرَّدَ تَقْرِيداً : خَدَعَ وهو مُشْتَقٌّ من ذلك ، لأَن الرجلَ إِذا أَرادَ أَن يَأْخُذَ البَعيرَ الصَّعْبَ قَرَّدَه أَوَّلاً ، كأَنَّه يَنْزِع قِرْدَانَه. وفي اللسان : ويقال : فُلانٌ يُقَرِّد فُلاناً ، إِذا خادَعَه مُتَلَطِّفاً ، وأَصلُه الرجلُ يَجيءُ إِلى الإِبل لَيلاً لِيَرْكَب مِنها بَعِيراً ، فَيَخَافُ أَن يَرْغُوَ ، فَيَنْزعُ منه القُرادَ حتّى يَستأْنِس إِليه ثم يَخْطِمُه.
والقُرَادُ بنُ صالِحٍ ، والقُرَاد لَقَبٌ عبدِ الرحمنِ بن غَزْوَانَ الخُزَاعيّ المُؤَدِّب وابناه مُحمَّدٌ وعبدُ الله ، وحَفِيده أَبو بكر عبد الله بن محمد ، مُحَدِّثُونَ ، قيل : كان أَبو بكر هذا وأَبوه يَضعَانِ الحَدِيث.
والقَرُودُ ، كصَبور : بَعِيرٌ لا ينْفِرُ عن التَّقْرِيدِ ، وفي بعض الأُمَّهات (١) : عند التقريد.
ويقال : أَخذَه بِقَرْدِه ، القَرْدُ : العُنُقُ (٢) كقولك بِصُوفِه ، مُعَرَّبٌ قال ابنُ الأَعرابيّ : فارِسيّة. وفي التهذيب : القَرْدُ : لُغَةٌ في الكَرْدِ ، وهو العُنُق ، وهو مَجْثَمُ الهَامَةِ على سَالِفَة العُنُقِ ، وأَنشد :
فَجَلَّلَهُ عَضْبَ الضَّريبَةِ صَارِماً |
|
فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الضَّريبَةِ (٣) والقَرْدِ |
وفي التهذيب : وأَنشد شَمِرٌ في القَرْدِ القَصِير.
أَوْ هِقْلَةٌ مِنْ نَعَامِ الجَوِّ عَارَضَها |
|
قَرْدُ العِفَاءِ وفي يَافُوخهِ صَقَعُ |
قال : الصَّقَعُ : القَرَعُ. والعِفَاءُ : الرِّيش ، والقرْدُ : القَصير.
والقِرْدُ بالكسر : حيوانٌ م أَي معروف ، واحدته قِرْدَةٌ ، وجمعها قِرَدٌ ، كعِنَبٍ ، وقد أَغفله المُصَنِّف ، قاله شيخُنَا وكان الأَوْلَى تَمثيلهُ بِقِرْبَةٍ وقِرَب ، ج أَقْرَادٌ كحِمْلِ وأَحمالٍ وأَقْرُدٌ وقُرُودٌ وقِرَدٌ كعِنَبٍ وقِرَدَةٌ كفِيَلَةٍ وقَرِدَةٌ ، بفتحِ القافِ وكَسْرِ الراءِ. قال شيخنا : وهذا الوزنُ لا يُعْرَف في الجُموع إِلّا إِذا كانت اسمَ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ كاللَّبِنِ واللَّبِنَةِ. والقَرَّادُ سائِسُهُ. وقِرْدُ (٤) بنُ مُعَاوِية بن تَميمِ بن سَعْد بن هُذَيلٍ هُذَلِيٌّ ، منهم أَبو ذُؤيب خُوَيْلد بن خالدٍ الشاعرُ ، ومنه المَثَلُ «أَزْنَى مِنْ قِرْدٍ» قاله أَبو عُبَيد. أَو لأَنَّ القِرْدَ أَزْنَى الحَيَوَانِ. وهو قولُ الجمهور ، وزَعَمُوا أَنه زَنَى قِرْدٌ في الجاهِليَّةِ فرَجَمَتْهُ القُرُودُ. ذكروه في تَرجمة عَمرِو بن مَيْمُونٍ أَحدِ رجال البِخَارِيّ.
وقَرْدَدُ كمَهْدَدٍ : جَبَلٌ. قال سيبويه : دالُه مُلْحِقَةٌ له بجَعْفَر ، وليس كمَعَدٍّ ، لأَن ذلك مَبْنِيٌّ على فَعَلٍّ من أَوَّلِ وَهْلَةٍ ، ولو كان قَرْدَدٌ كمَعَدٍّ لم يظهر فيه المِثْلانِ ، لأَن ما أَصُله الإِدغامُ لا يُخَرَّج على (٥) الأَصلِ إِلا في ضَرُورِة شِعْرٍ.
والقَرْدَدُ : ما ارتَفَعَ من الأَرْضٍ وقيل : وغَلُظَ. وفي الصّحاح : القَرْدَدُ : المكانُ الغليظُ المُرتفِعُ ، وإِنما أُظْهِر [التضعيف] (٦) لأَنه مُلْحَق بِفَعْلَلٍ ، والمُلْحَق لا يُدْغَم.
انتهى ، وفي اللسان : ويقال للأَرْضِ المُسْتَوِية إِيضاً : قَرْدَدٌ.
ومنهحديثُ قَيْسِ (٧) بن الجَارُودِ : «قَطَعْتُ قَرْدَداً». وفي المحكم : القَرْدَدُ من الأَرْضِ : قُرْنَةٌ إِلى جنْبِ وَهْدَةٍ ، وأَنشد :
مَتى مَا تَزُرْنَا آخِرَ الدَّهْرِ تَلْقَنَا |
|
بِقَرْقَرَةٍ مَلْسَاءَ لَيْسَتْ بِقَرْدَدِ |
وقال الأصمعيُّ : القَرْدَدُ : نحْوُ القُفِّ. قال الجوهريُّ : ج قَرَادِدُ قال : وقد قالوا : قَرَادِيدُ كَراهِيَةَ الدَّاليْنِ ، كالقُرْدُودَةِ ، بالضمّ. والقُرْدُود ، بغير هاءٍ أَيضاً ، وهو ما ارتفَع من الأَرض وغَلُظَ ، قال ابنُ سِيدَهْ : فَعَلَى هذا لا مَعْنَى لقولِ سِيبويهِ إِن القَراديدَ جَمْعُ قَرْدَد. وقال ابنُ شُمَيْلٍ : القُرْدُودةُ : ما أَشرفَ منها وغَلُظ (٨) ، لا يُنْبِتُ إِلَّا قَليلاً ، وكُلُّ شيءٍ منها حَدَبٌ
__________________
(١) وهي عبارة اللسان.
(٢) في اللسان : وأخذه بقردة عنقه.
(٣) في التهذيب : «الذؤابة» بدل «الضريبة».
(٤) القاموس والصحاح بكسر القاف وسكون الراء ، وفي اللسان : قرد بفتح القاف والراء. وفي جمهرة ابن حزم ص ٤٦٦ فكالقاموس.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : لا يخرج على كذا في اللسان ولعل الصواب : لا يخرج عن ، كما هو ظاهر».
(٦) زيادة عن الصحاح.
(٧) في النهاية : قسّ والجارود ، وفي اللسان : قسّ الجارود ونبه إلى عبارة اللسان بهامش المطبوعة المصرية.
(٨) في كلام ابن شميل سقط نستدركه من التهذيب : وقلما تكون القراديد إلا في بسطة من الأرض وفيما اتسع منها ، فترى لها متناً مشرفاً عليها غليظاً لا ينبت إلا قليلاً ويكون ظهرها سعته دعوة. قال : وبعدها في الأرض عقبتين وأقل وأكثر ، وكل شيء منها جدب ظهرها وأسنادها.