والعَقِد (١) كَكَتِفٍ : الجَمَلُ القَصِيرُ الصَّبُورُ على العَمَلِ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ. وقال غيره. جَمَلٌ عَقِدٌ : قَويٌّ.
والعَقِدُ : شَجَرٌ وَرَقُهُ يُلْحِم الجِرَاحَ لخاصِّيَّةٍ فيه.
والعِقْدُ ، بالكسر : القِلادَةُ ، وهي الخَيْطُ يُنْظَمُ فيه الخَرَزُ ، ج : عُقُودٌ ، وقد اعتَقَدَ الدُّرَّ والخَرَزَ وغيرَه ، إِذا اتَّخَذَ منه عِقْداً ، قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ :
وما حُسَيْنَةُ إِذْ قامَتْ تُوَدِّعُنا |
|
لِلْبَيْنِ واعتَقَدَتْ شَذُراً ومَرْجَانَا |
وعن سيبويه : يقال هو منِّي ، وفي الأَساس : هِيَ مِنّي (٢) مَعْقِدَ الإِزارِ ، ومَقْعَدَ القَابِلَةِ ، أَي قَرِيبُ المَنْزِلَةِ أَي بتلْكَ المَنْزِلةِ في القُرْبِ ، فحَذَف وأَوْصَلَ ، ومن الظُّرُوفِ المُخْتَصَّةِ الّتي أُجْرِيَتْ مُجْرَى غَيْرِ المُخْتَصَّةِ ، كالمكانِ وإِن لم يكن مَكاناً ، وإِنَّمَا هو كالمَثَلِ.
والعَاقِدُ : حَرِيمُ البِئرِ وما حَوْلَهَا. أَي البئرِ ، وفي المحكم : وما حَوْلَه ، أَي الحَريمِ ، وهو الصّوابُ.
وَظَبْيٌ عاقدٌ : ثَنَى عُنُقَهُ للنَّوْمِ ، أَو وَضَعَ عُنُقَهُ على عَجُزِهِ ، قال ساعِدةُ بن جُؤَيَّةَ :
وكأَنَّمَا وافَاكَ يَومَ لَقِيتَها |
|
مِنْ وَحْشِ مَكَّةَ عاقِدٌ مُتَرَبِّبُ |
والجمْع : العَوَاقِدُ ، قال النَّابِغَةُ الذُّبيانِيُّ :
حِسانِ الوُجُوهِ كالظِّبَاءِ العَوَاقِدِ (٣)
والعاقِدُ ، وفي التكملة : العاقِدةُ : الناقَةُ الّتي أَرْتَجَتْ على ماءِ الفَحْلِ ، وذلك حِينَ تَعْقِدُ بِذَنَبِها فَيُعْلَمُ أَنَّها قد حَمَلَت ، وأَقَرَّتْ بالِّلقَاحِ أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ :
جِمَالٌ ذاتُ مَعْجَمَةٍ وبُزْلٌ |
|
عَوَاقِدُ أَمْسَكَتْ لَقَحاً وحُولُ |
والعَقْدَاءُ : الأَمَةُ ، والشّاةُ الّتي ذَنَبُهَا كأَنَّه مَعْقُودٌ ، وذلك الالتواءُ فيه يُسَمِّى : العَقَدَ ، محرّكةً. والعُقْدَةُ ، بالضّمّ : الوِلايةُ على البَلَدِ ، ج : العُقَدُ كَصُرَدٍ ، وفي حَدِيثِ قَيْسِ بن عَبَّادٍ ، قال : «كنْتُ آتِي المدينَةَ فأَلقَى أَصحابَ رسولِ اللهِ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأَحَبُّهم إِليَّ عمرُ بنُ الخطّابِ ، وأُقِيمَتْ صلاة الصُّبْحِ فخرَجَ عُمَرُ ، وبينَ يَدَيْهِ رَجُلٌ ، فنظَرَ في وُجُوهِ القَوم فعرَفَهم غَيْرِي ، فدفَعَنِي من الصَّفِّ وقام مَقَامِي ، ثم قَعَد يُحَدِّثنا ، فما رأَيتُ الرِّجالَ مَدَّت أَعناقَها مُتَوجِّهة إِليه ، فقال : هَلَكَ أَهْلُ العُقَدِ (٤) ورَبِّ الكَعْبَةِ ، قالها ثلاثاً ، ولا آسَى عليهم إِنما آسَى علَى مَن يَهْلِكون من الناسِ». وفسَّره أَبو منصورٍ بما قالَه المصنِّفُ (٥).
والعُقْدَة : الضَّيْعَةُ والعَقَارُ الذي اعتَقَدَهُ صاحِبُهُ مِلْكاً ، وأَنشد أَبو عليٍّ :
ولَمَّا رأَيتُ الدَّهْرَ أَنْحَتْ صُرُوفُهُ |
|
عَليَّ وأَوْدَتْ بالذَّخَائِرِ والعُقَدْ |
حَذَفْتُ فُضُولَ العَيْشِ حتّى رَدَدْتُهَا |
|
إِلى القُوتِ خَوفاً أَن أُجاءَ إِلَى أَحَدْ |
واعتَقَدَ [ها] أَيضاً : اشْتَرَاهَا. وفي الحديث «فإِنّه لأَوّلُ مال اعتَقَدتُه» ، ويروى : «تَأَثَّلْتُه».
والعُقْدة : مَوْضِعُ العَقْدِ ، وهو ما عُقِدَ عليه ، وفي حديث أُبَيّ : «هَلَكَ أَهْلُ العُقْدَةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ» يُرِيد البَيْعة المَعْقُودَة لهم ، أَي لِولَايتِهم.
ويقال : في أَرْضِ بَني فُلانٍ عُقْدَةٌ تَكْفِيهِم سَنَتَهم ، أَي المكان الكَثِيرُ الشَّجَرِ يَرْعَوْنَه من الرِّمْث والعَرْفَجِ. وأَنكَرَها بعضُهم في العَرْفَجِ.
وقال ابنُ الأَنْبَاريِّ ، في قولهم : لِفُلانٍ (٦) عُقْدَةٌ : العُقْدَةُ عند العَرَبِ : الحائطُ الكَثِيرُ النَّخْلِ. ويقَالُ لِلقَرْية الكثيرةِ النَّخْلِ : عُقْدَةٌ. وكأَنَّ الرَّجُلَ إِذا اتَّخَذَ ذلك فقد أَحْكَمَ أَمْرَه عِنْدَ نَفْسِهِ ، واسْتَوْثَقَ منه ، ثم صَيَّرُوا كُلَّ شَيْءٍ يَسْتَوثِقُ الرجُلُ بِه لِنَفْسِهِ ، ويَعْتَمِدُ عليه : عُقْدة.
والعُقْدَةُ أَيضاً : المكانُ الكَثِير الكَلإِ ، الكافِي للإِبِلِ ، وفي الأُمّهَات اللُّغَوية : الماشِية.
__________________
(١) ضبطت في التهذيب باسكان القاف ، ضبط قلم.
(٢) في الأساس المطبوع : «هو منّي» كالأصل والقاموس واللسان.
(٣) ديوانه ص ٣٣ وصدره :
ويضربن بالأيدي وراء براغزٍ
(٤) في النهاية : العقد بفتح العين وسكون القاف.
(٥) يعني أن العُقَد هي الولايات على الأمصار.
(٦) سقطت من المطبوعة الكويتية.