قال شيخُنَا : وهذا بِناءً على ما اشْتَهَرَ عند المتأَخَرين من أَنَّ الكُنْيَةَ ما صُدِّر بأَبٍ أَو أُمٍّ ، أَو ابنٍ أَو بِنْت وإِلَّا فالأَكْثَرُ من الأَقْدَمِين يُخَرِّجُون مثْلَ هذا على اللَّقَبِ. قال الأَزهَرِيُّ : بِنْتُ النُّقَا غيرُ العَضْرَفُوطِ ، تُشْبِه السَّمَكَةَ. وقيل : العِسْوَدَّةُ تُشْبِه الحُكَأَةَ ، أَصغَرُ منها ، وأَدقُّ رأْساً ، سَوْداءُ غَبْراءُ.
* ومما يستدرك عليه :
العَسْد : هو البَبْر ، نقلَه ابنْ دُرَيد. وقال الأَزهريُّ : وأَنا لا أَعرِفه (١).
والعِسْوَدّ : دَسّاسٌ تكون (٢) في الأَنقاءِ.
وتَفرَّقَ القَوْمُ عُسادَيَاتٍ ، أَي في كُلِّ وَجْهٍ.
[عسجد] : العَسْجَدُ : الذَّهَبُ ، وقيل : هو اسمٌ جامِعٌ (٣) ، يُطْلَقُ على الجَوْهَرِ كُلِّه ، كالدُّرِّ والياقُوتِ.
وقال المازِنِيُّ : العَسْجَد : البَعِيرُ الضَّخْمُ ، واللَّطِيمُ : الصَّغِيرُ من الإِبل.
وفي الصحاح ، العَسْجَدُ : أَحدُ ما جاءَ من الرُّباعِيِّ بِغَيْرِ حَرْفٍ ذَوْلَقِيٍ. والحروف الذَّوْلَقِيَّةُ سِتَّةٌ : ثلاثةٌ من طَرَفِ اللِّسَانِ ، وهي : الرَّاءُ واللَّام والنُّون ، وثلاثةٌ شَفَهِيَّةٌ ، وهي : الباءُ والفَاءُ والميم. ولا تجد كلمةً رُبَاعِيَّةً ولا خُمَاسِيَّةً إِلَّا وفيها حرْفٌ أَو حرْفانِ من هذه الستةِ أَحرف (٤) ، إِلّا ما جاءَ نحو عَسْجد وما أَشبهه. انتهى (٥). ومثله في «سرّ الصِّناعَة» لابن جِنّي ، «والاقتراح». وفي مقدِّمات «شفاءِ الغَليل».
وأَحسَنُ كلامِ العرب ما بُنِيَ من الحُرُوفِ المتباعدةِ المخارِجِ ، وأَخَفُّ الحُروفِ حُروفُ الذَّلَاقَةِ ، ولذا لا يَخلو الرُّباعيُّ والخُمَاسيُّ منها إِلَّا [نحو] عَسْجَد ، لِشَبَهِ السِّين في الصَّفير بالنون في الغُنَّة ، فإِذا وَرَدَت كلمةٌ رُباعيّةٌ ، أَو خُماسِيَّة ليس فيها شيْءٌ من حُروفِ الذَّلَاقةِ فاعلمْ أَنَّها غير أَصلِيَّة في العَربِيَّة. انتهى.
قلتُ. ومن هنا أَخذَ مُلَّا علي في «النامُوس» ، وحَكَم على عَسْجَد أَنَّه ليس بعربيٍّ ، وغَفَلَ عن الاستثناءِ ، وحَفِظَ شيئاً وغابَت عنه أَشياءُ. وفي كلامه في «الناموس» غلطٌ من وَجْهَين ، أَشار له شيخُنَا ، رحمهالله تعالى ، فراجِعْه.
وقال ثعلب : اختلَفَ النّاسُ في العَسْجَدِ ، فرَوَى أَبو نَصْرٍ عن الأَصْمَعيِّ في قول غامانَ (٦) بنِ كَعْب بن عَمْرِو بن سَعْدٍ :
إِذَا اصْطَكَّتْ بِضَيْقٍ حَجْرَتَاها |
|
تَلَاقَى العَسْجَدِيَّةُ واللَّطِيمُ |
قال : العَسْجَدِيَّةُ منسوبةٌ إِلى سُوقٍ يكون فيها العَسْجَدُ ، وهو الذَّهَب ، وروَى ابنُ الأَعرابيِّ عن المفضَّل أَنه قال : العَسْجَدِيَّةُ منْسوبةٌ إِلى فَحْلٍ كَرِيمٍ ، يقال له : عَسْجَدٌ.
وقال غيره : وهو العَسْجَدِيُّ أَيضاً ، كأَنَّهُ من إِضافةِ الشيْءِ إِلى نفسِه.
وفي التهذيب : العَسْجَدِيُّ : فَرَسٌ لبني أَسَدٍ من نِتَاج الدِّينارِيِّ بن الهُجَيْس (٧) بن زاد الرَّكْب.
وفي الصّحاح : العَسْجَدِيَّة في قولِ الأَعشى :
فالعَسْجَدِيَّةُ فالأَبواءُ فالرِّجَلُ
: ع (٨).
والعَسْجَدِيَّة كِبَارُ الفُصْلانِ ، واللَّطِيمةُ : صغارُها (٩).
والعَسْجَدِيَّةُ : الإِبِلُ تَحمِلُ الذَّهَبَ ، قاله المازِنيُّ.
__________________
(١) عبارة التهذيب ، وقال بعضهم : العِسْوَدّ هو الببر ، وأنا لا أعرفه.
(٢) في اللسان : يكون.
(٣) المطبوعة الكويتية : «جاسع» تحريف.
(٤) كذا ، وفي اللسان (دار المعارف) : الستة الأحرف.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله انتهى ، مقتضاه أن هذه العبارة كلها في الصحاح ، مع أن عبارته انتهت بقوله : ذولقي ، وبقية العبارة من اللسان».
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله غامان ، ضبط في التكلمة بالمعجمة والمهملة معاً».
(٧) عن المطبوعة الكويتية ، وفي اللسان : «الهُمَيس» وفي الأصل «الهميسى».
(٨) قال الحفصي : «ماء لبني سعد» وتمام بيت الأعشى في معجم البلدان (العسجدية) :
قالوا نمارٌ فبطنُ الخال جادَهما |
|
فالعسجدية فالأبلاءُ فالرجل |
(٩) سمي صغير الإبل لطيماً لأن العرب كانت تأخذ الفصيل إذا صار له وقت من سنّه فتقبل به سهيلا إذا طلع ، ثم يلطم خدّه ويقال له : اذهب فلا تذوق بعدها قطرة (عن التهذيب).