وقيل : معناه مُسترادُ مِثْلِهِ أَو مِثْلِها ، واللام زائدة ، وأَنشد ابنُ الأعرابيّ :
ولكنَّ دَلًّا مُسْتراداً لمثلِهِ |
|
وضَرْباً لِلَيْلَى لا تَرَى مثلَه ضَرْبَا |
ورادَ الدَّارَ يَرُودُها : سأَلَها ، قال يَصِف الدارَ :
وقَفْتُ فيها رائداً أَرُودُهَا
ورادَت الدَّوابُّ رَوْداً وَرَوَدَاناً ، واسترادَت : رَعَتْ ، قال أَبو ذُؤَيب :
وكَانَ مِثْلَيْنِ أَنْ لا يَسْرَحُوا نَعَماً |
|
حَيْثُ استَرادَتْ مَواشِيهِمْ وتَسْرِيحُ |
والروائد : المختلفةُ من الدّواب ، وقيل : الرّوائدُ منها : الّتي تَرعَى من بَيْنِهَا ، وسائِرُهَا مَحبوس عن المَرْتَع أَو مَرْبُوطٌ.
وفي التهذيب : والرّوائدُ من الدّوابّ : الّتي تَرْتَعُ.
ورائدُ العين : عُوَّارُها الذي يَرُود فيها. ويقال : باتَ رائدَ الوِسادِ ، ورجلٌ رائدُ الوِسَادِ ، إِذا لم يَطمئنَّ عليه لِهَمٍّ أَقلَقَه ، وأَنشد :
تَقُولُ له لمّا رأَتْ خَمْعَ رِجْلِهِ (١) |
|
أَهذا رَئِيسُ القَوْمِ رادَ وِسَادُها |
دعا عليها بأَنْ لا تَنَام فيطمَئنّ وِسادُها.
والرِّيَادُ وذَبُّ الرِّيَادِ : الثَّورُ الوَحشيّ ، سُمِّيَ بالمصدر ، قال ابن مُقْبل :
يُمَشِّى بها ذَبُّ الرِّيادِ كأَنَّهُ |
|
فتًى فارِسِيٌّ في سَرَاوِيلَ رامحُ |
وأَرادَهُ إِلى الكلام ، إِذا أَلْجَأَه إِليه.
ومن المجاز : قولُهُ تعالى : (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) (٢) أَي أَقَامَه الخَضِرُ. وقال «يُرِيد» ، والإِرادة إِنما تكون من الحَيَوَانِ ، والجِدَارُ لا يُرِيد إِرادةً حَقيقيَّة ، لأنّ تَهَيُّؤَه للسُّقوط قد ظَهَرَ كما تَظهَرُ أَفعالُ المُرِيدينَ ، فوصَفَ الجِدَارَ بالإِرادةِ إِذ كانَت الصُّورتانِ واحدةً ، ومثلُ هذا كثيرٌ في اللُّغَة والشِّعر (٣).
وفي حديث عليٍّ : «إِن لِبَنِي أُمَيَّة مَرْوَداً يَجْرُون إِليه» وهو مَفْعَلٌ من الإِرواد ، الإِمهال ، كأَنَّه شبَّه المُهْلة الّتي هُمْ فيها بالمِضْمارِ الّذي يَجْرُون إِليه ، والميم زائدة.
قال ابن سيده : فأَما ما حكاه اللِّحْيانيّ من قولهم : هَرَدْتُ الشيْءَ أَهَرِيدُه هِرَادَةً ، فإِنّمَا هُوَ على البَدل.
وراوَدَ جارِيَتَه عن نفْسها ، وراودَتْه هي عن نَفْسِه ، إِذا حاولَ كلُّ واحد [منهما] (٤) من صاحِبه الوَطءَ والجِماعَ ، ومنه قوله تعالى : (تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ) (٥) فجعَلَ الفِعْلَ لها.
والمُرَاوَدَة : المُرَاجَعَةُ والمُرَادَدَةُ.
وراوَدْتُه عن الأَمْرِ وعليه : دَارَيْتُه.
والمِرْوَد : المَفْصِلُ. والمِرْوَد : الوَتِدُ ، حكاه السُّهَيْليُّ في «الرَّوض».
ومن الأَمثال : «الدَّهْر أَرْوَدُ مُسْتَبِدٌّ» أَي لَيِّنُ المعاملةِ غالِبٌ على أَمْرِه.
«والدَّهْرُ أَرْوَدُ ذُو غِيرَ» أي يَعمَل عَمَلَه في سكون لا يُشْعَرُ به.
وقولهم : «إِن كنْتِ تُرِيدِينَنِي ، فأَنَا لك أَرْيَدُ» قال الأَخفَشُ : هذا مَثَل ، وهو مقلوب ، وأَصله : أَرْوَد.
والرَّائد : الجاسوس : والرُّوَيْدة : قرية بالصعيد.
ورَوَّاد ، وأَبو الرّوَّاد : من الأَعلام.
وأبو سعيد بشْرُ بن الياس الرِّيوَدي ، بكسر ، فسكون ، ففتح ، هكذا ضبطه الحافظ ، حدَّث عن حامد بن شَبِيب وغيره.
__________________
(١) بالأصل «جمع رحله» وما أثبت عن الأساس. وانظر ما كتب مصحح اللسان على هذا البيت.
(٢) سورة الكهف الآية ٧٧.
(٣) مثال قول الراعي :
في مهمه قلقت به هاماتها |
|
قلق الفؤوس إِذا أردن نضولا |
وقال آخر :
يريد الرمحُ صدر أبي براء |
|
ويعدل عن دماء بني عقيل |
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) سورة يوسف الآية ٣٠.