المخصوص لأَن رُوَيْداً قد يَقع للواحد ، وللجَمْع (١) والذّكَر والأُنثى ، فإِنما أُدخل الكاف حيث خِيفَ الْتِبَاسُ مَن يُعْنَى مِمَّن لا يُعْنَى ، وإِنما حذفت في (٢) الأَول استغناءً بعلْم المخاطب ، لأَنه لا يُعْنَى غَيْرُه. وقد يقال : رُوَيْداً ، لمن لا يُخَاف أَن يَلْتَبِس بمن سِوَاه ، تَوْكِيداً. وهذه كقولهم : النَّجَاءَكَ (٣) والوَحَاكَ ، تكون هذه الكاف عَلَماً للمأْمورين والمَنْهِيّين.
ورَادت الرِّيحُ تَرُود رَوْداً ، ورُؤَداً ورَوَدَاناً : جالَتْ. وفي التهذيب : تَحَرَّكتْ تَحرُّكاً خَفيفاً. ويقال ريحٌ رَوْدٌ ورُوَاد ورائدَةٌ ، أَي لَيِّنَةُ الهُبُوب ، قال جرير :
أَصَعْصَع إِنَّ أُمَّكَ بعْدَ لَيْلَى رُوَادُ اللَّيْل مُطْلَقَةُ الكِمَامِ
وريحُ رَادَةٌ ، إِذا كانت هَوْجاءَ ، تَجىءُ وتَذْهَب ، ومَرَادُ الرِّيح ، حيث تَجِىءُ وتَذهَب.
وماتُريُد ويقال فيه ماتُريتُ : مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدُ ، إِليها يُنسب أَبو منصور الماتُريديّ المُتكلِّم. وقد سَبَقَ في فصل الفوقية.
والرِّوَنْدُ الصِّينيُّ ، كَسِبَحْل : دواءٌ ، م ، وهو أَنواعٌ أَربعةٌ ، أَعلاها الصِّينيّ ، ودونه الخُرَاسانيّ ، ويعرف برَاوَنْدِ الدَّوابّ ، تستعمله البياطرةُ ، وهو خَشَبٌ أَسودُ مُرَكَّبُ القُوَى ، إِلّا أَن الغالب عليه الحَرُّ واليُبْس والأَطبَّاءُ يَزيدُونَها أَلِفاً فيقولون : رَاوَنْد (٤).
والذي في اللسان (٥) : الرِّيوَنْدُ الصِّينيّ دَواءٌ باردٌ جيِّد للكَبد ، وليس بعربيّ مَحْض.
وَرَاوَنْدُ : ع ، أَو قَرْيةٌ بقَاشَانَ بنَواحِي أَصْبَهَانَ ، قال رجلٌ من بني أَسد اسمُه نَصْرُ بن غالب يَرثي أَوْسَ بنَ خالد وأُنَيْساً :
أَلمْ تَعْلَما ما لِيَ برَاوَنْدَ كُلِّها |
|
ولا بخُزاقٍ من صَديقٍ سِوَاكُما |
قلت : وهي المشهورة الآن بأَرْوَنْد ، وأَهلُهَا شيِعَةٌ ، منها أَبو حيَّانَ بن بشْرِ بنِ المُخَارِق الضَّبّيّ الأَسَديّ القاضي بأَصبَهان ، روى عن أَبي يُوسفَ القاضِي وغيرِه ، ومات سنة ٣٣٨ ، قاله السّمعاني (٦).
قلت : ومنها الإِمامُ المُحَدِّث ضياءُ الدِّينِ فَضْلُ الله بنُ عليّ بنِ عُبيدِ الله الرَّاوَنْدِيّ ، وولَدُه الشريفُ العلّامةُ علي ابنُ فَضْلِ الله ، صاحب كتاب «نثْر اللآلي» ، وله عَقِبٌ.
وأَمَّا أَبو الفضل وأَبو الحُسَين أَحمدُ بنُ يَحْيَى الرَّاوَنْدِيُ فإِنّه من أَهلِ مَرْوِ الرُّوذِ المدينةِ المشهورة ، قاله الصاغانيّ هكذا.
* ومما يستدرك عليه :
إِنَّا قَوْمٌ رادَةٌ ، جمْعُ رائد كحَاكة ، جمعُ حائِك. وقد جاءَ ذلك في حديث وَفْد عبدِ القَيْسِ.
وفي حديث مَعْقِل بن يَسار : «فاسْتَرادَ لأَمرِ اللهِ» ، أَي رَجَعَ ولَانَ وانقادَ.
ومن أَمثالهم «الرّائدُ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ» يُضْرَب مَثلاً للَّذِي لا يَكْذِب إِذا حَدَّثَ.
والرَّائدُ : الَّذِي لا مَنْزِل له.
و «الحُمَّى رائدُ المَوْتِ» ، أَي رَسولُه الّذي يتقدَّمُه كرائدِ الكلإِ ، وهو مجاز.
ومنه أيضاً : (٧)
أُعيذك بالواحِدِ |
|
مِن شَرِّ كُلِّ حاسِد |
وكُلِّ خَلْقٍ رَائِدِ
أَي الذي يتقدَّم بمكروه.
ومن المجاز : قولهم : فلانٌ مُسْترادٌ لمثلِه ، وفُلانَةُ مسترادةٌ (٨) ، لمثْلِها ، أَي مِثْلُه ومِثْلُهَا يُطْلَب ويُشَحُّ به لِنَفَاسَته ،
__________________
(١) «والجميع والمذكر» كما في التهذيب.
(٢) التهذيب : من.
(٣) عن التهذيب وبالأصل «النجاك».
(٤) الروند (الراوند) أربعة أنواع : الصيني أجودها بالقول المطلق ، فالتركي لا لأنه ينبت بالترك ولكنه علم ، فالزنجي وهو أسود فالخراساني ويقال له الشامي. انظر في خواصه ومنافعه تذكرة الانطاكي.
(٥) انظر اللسان مادة ر ن د.
(٦) انظر اللباب لابن الأثير.
(٧) اللسان : ومنه حديث المولد.
(٨) اللسان : «مسترادٌ» بدون هاء.