ودار المُهْرُ والبازِي في المِرْوَد ، وهي حَدِيدةٌ مَشدودةٌ بالرَّسَن تَدُور معه في اللِّجَامِ.
والمِرْوَد : مِحْوَرُ البَكْرَةِ إِذا كان مِن حَدِيد.
وقولهم : امْشِ عَلى رُودٍ ، بالضّمّ أَيْ مَهَلٍ ، قال الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ :
تكادُ لا تَثْلِمُ البَطْحَاءَ وَطْأَتُها |
|
كأَنَّها ثَمِلٌ يَمْشِي عَلَى رُودِ |
وتصغيره رُوَيْد : قال أَبو عُبَيْد عن أَصحابه : تكبير رُوَيْد :
رَوْدٌ ، وتقول منه قد أَرْوَدَ في السَّيْر إِرْوَاداً ومُرْوَداً كمُكْرَمٍ ، قال امرؤ القَيْس :
وأَعْدَدْت للخَيْرِ وَثَّابةً |
|
جَوَادَ المَحَثَّةِ والمُرْوَدِ (١) |
ومَرْوَداً : بفتح الميم ، كالمَخْرَج ، ورُوَيْداً ، ورُوَيْداءَ ، الأَخير بالمدّ ، ورُوَيْدِيَةً ، الأَخيرتان عن الصاغانيّ ، إِذا رَفَقَ. والإِرواد : الإِمهالُ ، ولذلك قالوا : رُوَيْداً ، مهلاً بدَلاً من قولهم : إِرواداً التي بمعنَى أَرْوَدْ ، فكأَنه تصغيرُ التّرخيم بطَرْح جميعِ الزوائد .. وهذا حُكْم هذا الضرْبِ من التحقير.
قال ابن سيده : وهذا مذهب سيبويه في رُوَيْد ، لأَنه جعَله بَدَلاً من أَرْوِد ، غير أَن رُوَيْداً أَقرَبُ إِلى إِروادٍ منها إِلى أَرْوِدْ ، لأَنها اسم مثل إِرواد.
وذهَبَ غيرُ سيبويه إِلى أَن رُوَيداً تصغير رُود. كما تقدَّم.
قال : وهذا خطأٌ لأَن رُوداً لم يوضَع مَوْضِعَ الفعْل ، كما وُضِعَت إِرواد ، بدليل أَرْوِدْ.
وقالوا رُوَيْدَكَ عَمْراً ، أَي أَمْهِلْهُ ، فلم يَجعلوا للكاف (٢) مَوضعاً ، وإِنما هي للخِطاب. وإِنَّما تَدخله الكافُ إِذا كان بمعنَى أَفْعِلْ دون غيرِه ويكون حينئذٍ لوجوهٍ أَربعة : الأَوّل : أَن يكون اسمَ فِعْل ، تقول رُوَيْدَ زَيداً ، أَي أَرْوِدْ زَيْداً بمعْنَى أَمْهِله.
والثاني : أَن يكون صِفةً ، تقول سارُوا سَيْراً رُوَيْداً ، قاله سيبويه.
والثالث : أَن يكون حالاً ، نحو قولك : سارَ القَومُ رُوَيْداً ، اتَّصل بالمعرِفَة فصار حالاً لها.
قال الأَزهريُّ : ومن ذلك (٣) قولُهم : ضَعْه رُوَيْداً ، أَي وَضْعاً رُوَيْداً ، ومن ذلك قولُ الرَّجلِ يُعالج الشيءَ [رُوَيْداً] (٤) ، إِنما يريد أَن يقول : عِلاجاً رُوَيْداً ، قال : فهذا على وَجْهِ الحال إِلّا أَن يَظهر الموصوفُ به فيكون على الحالِ ، وعلى غيرِ الحال.
والرابع : أَن يكون مَصدراً نحو قولك : رُوَيْدَ عَمْرٍو ، بالإِضافة كقوله تعالى : (فَضَرْبَ الرِّقابِ) (٥).
ونقلَ الأَزهريُّ عن اللَّيْث : إِذا أَرَدْت بِرُوَيْدَ : الوَعيدَ ، نَصبتَها بلا تَنوين. وأَنشد :
رُوَيْدَ نُصاهِلْ بالعِراقِ جِيادَنا |
|
كأَنَّكَ بالضَّحَّاكِ قد قامَ نادِبُهْ |
قال الأَزهريُّ : وإِذا أَردْت برُويد المهْلَةَ والإِروادَ في الشيْءِ (٦) فانْصِب ونَوِّنْ ، تقول : امْش رُوَيْداً. قال (٧) : وتقول العرَبُ : أَرْوِدْ ، في معنى رُوَيْداً المَنصوبة. قال ابن كَيسان.
في باب رُوَيداً : كأَنَّ رُوَيْداً من الأَضداد ، تقول رُوَيْداً ، إِذا أَرادوا : دَعْه وخَلِّه ، وإِذا أَرادوا (٨) : ارفُقْ به وأَمْسِكْه قالوا : رُوَيْداً زَيْداً. قال : وتَيْدَ زَيْداً ، بمعناها.
ويقال للمذكر : رُوَيْدَكَنِي ، ولها ، أَي للمؤنث : رُوَيْدَكِنِي ، بكسر الكاف ، وفي المثنّى : رُوَيْدَكُمانِي ، وفي جمع المذكر : روَيْدَكُموني ، وفي جمع المؤنث : رُوَيْدَكُنَّنِي ، قال الأَزهريُّ ، عند قوله : فهذه الكافُ الّتي أُلحقت لتَبْيِينِ (٩) المخاطبِ في رُوَيْداً ، قال : وإِنما أُلحقت
__________________
(١) الجواد هنا الفرس السريعة. والمحثّة من الحث ، يقول إِذا استحثثتها في السير أو رفقت بها أعطتك ما يرضيك من فعلها.
(٢) عن اللسان وبالأصل «الكاف» وفي الصحاح : فالكاف للخطاب ، لا موضع لها من الإِعراب ، لأنها ليست باسم ، ورويد غير مضاف إِليها ، وهو متعد إِلى عمرٍو لأنه اسم سمي به الفعل يعمل عمل الأفعال.
(٣) في التهذيب : ومن ذلك قول العرب.
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) سورة محمد الآية ٤.
(٦) في التهذيب : «المشي» والشارح ينقل عن اللسان وقد نبه بهامش اللسان إِلى رواية التهذيب.
(٧) القائل هو الليث كما يفهم من عبارة التهذيب ١٤ / ١٦٣.
(٨) عن اللسان وبالأصل : «أردوا» تحريف.
(٩) التهذيب : ليتبين.