والتَّرَافُدُ : التَّعاوُن والمُرَافَدة : المُعَاوَنة.
ومن المجاز : رَفَّدُوا فلاناً ورَفَّلُوه ، التَّرْفِيد والتَّرْفيل : التَّسْويدُ والتَّعْظيم ورُفِّد فلانٌ ، سُوِّدَ وعُظِّم ، ورَفَّدُوه : مَلَّكُوه أَمرَهم (١).
والتَّرفِيد : شِبْهُ الهَرْوَلَةِ ، وفي بعض الأُمَّهات (٢) : شِبْهُ الهَمْلَجةِ ، وقال أُمَيَّة بن أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ :
وإِنْ غُضَّ من غَرْبَها رَفَّدَتْ |
|
وَشِيجاً وأَلْوَتْ بجَلْسٍ طُوَالِ |
أَراد بالجَلْسِ أَصْلَ ذَنَبها.
والمِرْفَدُ ، كَمِنْبَرٍ : العُظَّامَةُ تَتعظَّم بها المَرأَةُ الرّسحاءُ.
ومَلأَ رِفْدَه ومِرْفَدَه ، تقدّم ذِكْرُ الرَّفْدِ هو والمِرْفَد : القَدَحُ الضَّخْمُ الذي يُقْرَى فيه الضَّيفُ ، ولو قال عند ذكر الرَّفْد : كمِرْفَدٍ ، كمِنْبَرٍ ، لسَلِمَ من التّكْرَار.
والمَرافِيدُ : الشَّاءُ لا يَنْقَطِعُ لَبَنُها صيفاً ولا شِتاءً.
والرَّفُود كصَبورٍ : ناقةٌ تَمْلأُ الرَّفْدَ ، بالكسر والفتح ، أَي القَدَحَ بحَلْبةٍ واحدةٍ ، وقيل : هي الدائمةُ على مِحْلَبِها ، عن ابن الأَعرابِيّ. وقال مَرَّةً : هي الّتي تُتَابِع الحَلَبَ ، والجمْع رُفُدٌ ، وفي حديثِ حَفْرِ زَمْزَمَ :
أَلَمْ نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ |
|
حَرِ المِذْلَاقَةَ الرُّفُدَا |
وفي الحديث : «أَنه قال لِلْحَبَشَة : دُونَكُمْ يا بني أَرْفدَةَ» بَنُو أَرْفَدَةَ كأَزْفَلَةَ (٣) مقتضاه أَن يكون بفتح الفاءِ وهو مَرْجُوح ، والكسر هو الأَكثر كما في «النهاية» ، و «شرح الكِرْماني» على البخاريّ : جِنْسٌ من الحَبَشَةِ كما في «توشيح الجلال» ، أَو لَقَبٌ لهم ، أَو اسمُ أَبِيهم الأَكبرِ ، يُعْرَفُون به.
والرَّفْدَة ، بفتح فسكون : مَاءَةٌ بالسَّوارِقِيَّة في سَبَخَةٍ.
ورُفَيْدَةُ مُصغَّراً : أَبو حَيٍّ من العرب ، ويقال لهم الرُّفَيْدَاتُ ، كما يقال لآل هُبَيْرَةَ : الهُبَيْرَات.
وسَمَّوْا ، رافِداً ، ورُفَيْداً ومُرْفِداً كَزُبَيْر ومُظْهرٍ.
ومن المَجَاز : هُرِيقَ رِفْدُهُ ، إِذا ماتَ أَو قُتِل ، كما يقال : صَفِرَتْ وطَابُه ، وكُفِئَتْ جَفْنَتُه.
والرَّوافِدُ : خَشَبُ السَّقْفِ ، وأَنشد الأَحمر :
رَوَافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِداتِ |
|
بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمّ |
* وممّا يستدرك عليه :
الرَّافِدُ هو الذِي يَلِي المَلِكَ ويَقُوم مَقَامَه إِذا غَابَ ، أَورَدَه ابنُ بَرّيّ في حَواشِيه ، وأَنشد قول دُكَيْن :
خيرُ امرئٍ جاءَ من مَعَدِّهِ |
|
مِنْ قَبْلِهِ أَو رافداً مِن بَعْدِهِ (٤) |
والرَّافِدةُ : فاعِلة من الرَّفْد ، وهو الإِعانة ، يقال : رَفَدْته : أَعَنْتُه. و [منه حديث عُبادة : أَلا تَرونَ أَني] (٥) «لا أَقومُ إِلّا رِفْداً ، أَي إِلّا أَن أُعانَ على القِيَام (٦).
وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ : «حَيٌّ حُشَّدٌ رُفَّدٌ» ، جمع حاشِدٍ وَرافِدٍ ، والرَّفْد : النَّصِيب. وقال الزَّجَّاج : كَلُّ شيْءٍ جعلتَه عَوْناً لشيْءٍ أَو استَمْدَدْتَ به شيئاً فقد رَفَدْتَه ، يقال عَمَدْتُ الحائِطَ وأَسْنَدْته ، ورَفَدْتُه ، بمعنًى واحدٍ ، وهو مَجَاز.
وفُلانٌ نِعْمَ الرافِدُ ، إِذا حَلَّ به الوافِدُ.
والرَّافِدة (٧) : العُصْبَة من النّاس.
والتَّرْفيد : العَجِيزة ، اسمٌ كالتَّمْتِينِ ، والتَّنْبِيتِ ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها |
|
ذَاتُ وِشَاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُهَا |
متَى تَرَانَا قائمٌ عَمُودُهَا
أَي نُقيم فلا نَظْعَن ، وإِذا قامُوا قَامَتْ عُمُدُ أَخبِيَتِهِم ،
__________________
(١) اللسان ، وانظر الأساس.
(٢) وهي في التهذيب واللسان والتكملة.
(٣) نص القاموس : كأرفلة بالراء ، وفي نسخة ثانية من القاموس كأزفلة بالزاي كالأصل.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله خير امرئ الخ كذا في اللسان ، والشطر الأول غير مستقيم الوزن فلعله : قد جاء وليحرر».
(٥) زيادة عن اللسان والنهاية.
(٦) زيد في النهاية : ويروى بفتح الراء وهو المصدر.
(٧) في اللسان والرِّفْدة ... وشاهده قول الراعي :
مسأل يبتغي الأقوام نائله |
|
من كل قوم قطين حوله رِفَدُ |