فكأَنَّ هذه الخَوْدَ مَلَّتِ الرِّحْلَةَ لِنَعْمَتِهَا ، فسأَلْت متى تكون الإِقامَةُ والخَفْضُ.
وفُلانٌ يَمُدُّ البَرِيَّةَ رَافِدَاه : يداه وهو مجاز.
وهو رِفَادَةُ صِدْقٍ لي ، ورَفِيدَةُ صِدْقٍ : عَوْنٌ.
ومَدَّ فُلانٌ بأَرْفادي : نَصَرَنِي وأَعانَنِي. وكل ذلك مَجاز.
[رقد] : الرَّقْدُ ، بفتح فسكون : النَّومُ كالرُّقادِ والرُّقُود ، بضمّهما والرَّقْدَة : النَّوْمةُ ، أَو الرُّقَادُ خاصٌّ باللَّيْلِ ، عن اللَّيْث. وهو قَوْلٌ ضَعِيف.
وفي التهذيب عن اللَّيْث : الرُّقُود النَّوْمُ باللَّيْل ، والرُّقَاد النَّوْم بالنَّهَار (١). قال الأَزهَرِيّ : الرُّقَاد ، والرُّقُود ، يكون باللَّيْل والنَّهار ، عند العرب.
قلت : ومثله في المصباح وغيره ، ويدُلّ على ذلك قوله تعالى (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) (٢) ورَقَدَ يَرْقُد ، رَقْداً ، ورُقُوداً ، ورُقَاداً : نامَ. وقَوْمٌ رُقُودٌ ورُقَّدٌ بمعنًى واحد.
ورَجُلٌ يَرْقُودٌ ، على يَفْعول يَرْقُدُ كثيراً.
وسَقَاه المُرْقِد ، وهو بالضّمّ : دَواءٌ يُرْقِدُ شارِبَه ويُنَوِّمُه.
والمُرْقِد : البَيِّنُ من الطَّرِيقِ ، أَي الواضحُ ، كذا رُوِيَ عن الأَصْمعيّ ، مُخَفَّفاً ، قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هو.
وقال غيره : هو المُرْقَدُّ ، مشدَّداً ، وبعثه من مَرْقَدِه ، كمَسْكَن : المَضْجَع جمْعه مَراقِدُ.
وقوله تعالى : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا) (٣) يحتمل أَن يكون المَضْجع ، والنَّوْم أَخو المَوْت ، و [يحتمل] (٤) أَن يكون مَصدراً.
وأَرْقَدَه : أَنامَهُ ، وأَرْقَدَت المرأَةُ وَلدَهَا : أَنامَتْه.
ومن المجاز أَرْقَدَ المكانَ (٥) : أَقَامَ بِهِ ، وعن ابن الأَعرابِيّ : أَرقَدَ الرّجلُ بأَرْضِ كذا إِرقَاداً ، إِذا أَقامَ بها.
والرَّقَدَانُ ، مُحَرَّكَةً : الظَّفْرُ نَشَاطاً ومَرَحاً ، ومنه طَفْرُ الجَدْيِ والحَمَلِ ونحوِهِما من النَّشاط.
والارْقِدَادُ والارمِداد : السَّيْر ، وكذلك الإِغذاذ.
وقال ابن سيده : الارْقِدَاد : الإِسراعُ في السَّيْرِ ، وقيل : الارْقِدَاد : عَدْوُ النَّاقِزِ ، كأَنَّه نَفَرَ من شَيْءٍ فهو يَرْقَدُّ. ويقال : أَتيتك مُرْقَدًّا ، وقِيل : هو أَن يَذهبْ على وَجْهِه ، قال العجَّاج يَصف ثَوراً :
فظَلَّ يَرقَدُّ من النَّشاطِ |
|
كالبَرْبَرِيّ لَجَّ في انخراطِ |
ورَجُلٌ مِرْقِدَّى كَمِرْعِزَّى. يَرْقَدُّ ، أَي يُسْرِعُ في أُمورِهِ ورَجل رَقُودٌ ، ومِرْقِدَّى : دائم الرُّقادِ ، وأَنشد ثعلب :
ولقد رَقَيْتَ كِلَابَ أَهْلِكَ بالرُّقَى |
|
حَتى تَرَكْتَ عَقُورَهُنَّ رَقُودَا |
والرَّاقُودُ : دَنٌّ كَبِيرٌ ، أَو هُو : دَنٌّ طَوِيلُ الأَسْفَلِ كَهيئةِ الإِرْدَبَّةِ يُسَيَّع داخِلُه بالقَارِ والجمع : الرَّواقيدُ ، مُعَرَّب ، وقال ابن دُرَيد : لا أَحسبَه عربيًّا.
وفي حديث عائشة «لا يُشْرَب (٦) في رَاقُودٍ ولا جَرَّةٍ» الرَّاقُود : إِناءٌ من خَزَفٍ مُستطيل مُقَيَّر ، والنَّهْي عنه كالنَّهْي عن الشُّرب في الخَنَاتِم ، والجِرَارِ المُقَيَّرةِ.
والرَّاقود : سَمَكَةٌ صَغِيرَةٌ تكونُ في البَحْر.
والرُّقَيْدَاتُ : ماءٌ لبني كَلْب بنِ وَبرَةَ بالشام.
ورَقْدٌ ، بفتح فسكون : جَبلٌ وَرَاءَ إِمَّرَةَ ، في بلادِ بنِي أَسَد ، وقيل : هو جَبَلٌ تُنْحَتُ منه الأَرْحِيَةُ ، قال ذو الرُّمّة :
تَفُضُّ الحَصَى عن مُجْمِرَاتٍ وَقِيعةٍ |
|
كأَرْحَاءِ رَقْدٍ زَلَّمَتْهَا المَنَاقِرُ (٧) |
__________________
(١) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : والرقاد : النوم.
(٢) سورة الكهف الآية ١٨.
(٣) سورة يس الآية ٥٢.
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) في اللسان : «أرقد بالمكان» وانظر الأساس.
(٦) الأصل واللسان ، وفي النهاية : لا تشرب.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله قال ذو الرمة الخ قال في اللسان تبعاً للجوهري : قال ذو الرمة يصف كركرة البعير ومنسمه اه. قال ابن بري : إِنما وصف ذو الرمة مناسم الإِبل لا كركرة البعير كما ذكر الجوهري اه» وعبارة الصحاح : يصف كركرة البعير أو منسمه. وتفض : تفرق الحصى عن مناسمها ، والمجمرات : المجتمعات الشديدات. ووقيعة عن الصحاح وبالأصل «وقيعه» وزلمتها المناقر : أخذت من حافاتها.