وفي اللسان : الرِّدَّة : أَن يُشْرِقَ ضَرْعُ النَّاقَةِ ، ويَقَعَ فيه اللَّبَنُ. وقد أَرَدَّتْ.
والرِّدَّة : تَقَاعسٌ في الذَّقَنِ إِذا كان في الوَجْه بعْضُ القباحَة ، ويعتريه شيءٌ من الجَمَال ، وهو مَجاز.
ومن المَجَاز أَيضاً : سَمِعْت رِدَّةَ الصَّدَى ، وهو ما يَرُدُّ عليك من صَدَى الجَبَلِ أَي صَوْته.
والرِّدَّة والرَّدَدُ : أَن تَشْرَب الإِبِلُ الماءَ عَلَلاً فتَرْتَدَّ الأَلبانُ في ضُروعها.
والتَّرْدادُ (١) بالفتح : بناءٌ للتَّكثير ، قال ابن سيده : قال سيبويه : هذا بابُ ما يُكَثَّر فيه المَصْدَر من فَعَلْتُ فتلحِقُ الزّائدَ وتبنيه بناءً آخَر ، كما أَنّك قلتَ في فَعَلْتُ : فَعَّلْتُ ، حين كَثَّرْتَ الفِعْلَ. ثم ذَكَر المصادِرَ التي جاءَتْ على التَّفْعَال : كالتَّرْدادِ ، والتَّلْعَاب ، والتَّهْذَارِ ، والتَّصْفاق ، والتَّقْتال ، والتَّيْسَار ، وأَخواتِها ، قال : وليس شيءٌ من هذا مَصْدَرَ أَفْعَلْت ، ولكن لَمَّا أَرَدْتَ التكثير بَنيتَ المَصدرَ على هذا ، كما بَنَيْتَ فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ. انتهى.
وأَما التَّرْدِيدُ فإِنه قياسٌ من رَدَّدَه ، كما صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ. ويقالُ : ردَّدَه تَرْدِيداً وتَرْدَاداً (٢) فهو مُرَدَّدٌ ، ورجلٌ مُرَدَّدٌ.
والمُرَدَّدُ ، كمُعَظَّم : الحائِرُ البائِرُ ، وهو مَجاز والارْتِدادُ : الرُّجُوعُ ، ومنه المُرْتَدُّ ، ورادَّهُ الشيْءَ ، أَي رَدَّهُ عليه ، ورادَّه القَوْلَ : رَاجَعهِ ، وهما يَتَرَادَّانِ البَيْع ، من الرَّدِّ والفَسْخ.
وهذا الأَمْرُ أَردُّ عليه ، أَي أَنْفَعُ له.
وهذا الأَمر لا رَادَّةَ فيه (٣) ، أَي لا فائِدَةَ له ، وما يَرُدُّك هذا : ما ينفَعُك. وهو مَجاز ، كلَا مَرَدَّةَ ، ضَبْطَه الصاغاني ، بضمّ الميم وكسر الراءِ.
والمُرِدُّ ، على صيغة اسم الفاعِل : الشَّبِقُ. والبَحْرُ المُرِدّ : المَوَّاجُ ، أَي كثيرُ الماءِ ، قال الشاعر :
رَكِبَ البَحْرَ إِلى البَحْرِ إِلى |
|
غَمَرَاتِ المَوْتِ ذي المَوْج المُرِدّ |
وأَرَدَّ البَحْرُ : كَثُرَتْ أَمواجُه وهَاجَ.
والمُرِدُّ : الغَضْبانُ ، يقال جاءَ فلانٌ مُرِدَّ الوجْهِ ، أَي غَضبانَ. وأَرَدَّ الرجُلُ : انفتخَ غَضَبَاً ، حكاها صاحِبُ «الأَلفاظ» قال أَبو الحسن : وفي بعض النسخ : ارْبَدَّ.
والمُرِدّ : الرجل الطَّوِيلُ العُزُوبةِ. أَو الطَّوِيلُ الغُرْبَة ، فترادَّ الماءُ في ظَهْره. قال الصاغانيُّ : والأَول أَصحّ (٤) ، لأنه يترادُّ الماءُ في ظَهرِه ، كالمَرْدُودِ. والمُرِدُّ ناقةٌ انتَفَخَ ضَرْعُها وحَياؤُها لبُروكها على نَدىً ، وقد أَردَّت ، وكلّ حامل دَنَتْ وِلادتُها فعَظُمَ بطْنُها وضَرْعها : مُرِدٌّ. وقال الكسائيّ : ناقةٌ مُرْمِدٌ ، على مثال مُكرِم ، ومُرِدٌّ ، مثال مُقِلٍّ ، إِذا أَشرقَ ضَرْعُها ، ووقَع فيه الَّلبَنُ. وقد تقدّم. وقيل هو وَرَمُ الحياءِ من الضَّبَعَة ، وقيل : أردَّت النّاقَةُ وهي مُرِدُّ : وَرِمَتْ أَرفاغُها وحَياؤُهَا من شُرْب الماءِ.
والمُرِدّ : شَاةٌ أَضْرعَتْ ، وقد أَردَّتْ.
وناقةٌ مُرِدٌّ ، وكذا جَمَلٌ مُرِدٌّ ، إِذا أَكْثَرَ من شُرْب الماءِ فثَقُلَ ، ج مَرَادُّ ، نُوقٌ مَرادٌّ ، وجِمَالٌ مَرادٌّ.
وعن ابن الأَعرابيّ الرُّدُد ، كعُنُقِ : القِباحُ من النَّاس جَمْع رَدٍّ. وقد تقدّم.
والرَّديدُ ، كأَمير : الشيءُ المَردود ، قال :
فَتىً لم تَلدْهُ بنْتُ عَمٍّ قَريبةٌ |
|
فيَضْوَى وقد يَضْوَى رَديدُ الغَرَائِب |
والرَّدِيدُ : الجَفْلُ من السَّحاب هُرِيقَ ماؤُهُ.
واستَرَدَّهُ الشيءَ : طَلَبَهُ وسأَلَه رَدَّهُ ، أَي أَن يَرُدَّه عليه.
كارتَدَّه.
وَرَدَّادٌ ، ككَتَّانٍ : اسمُ مُجَبِّرٍ ، م ، أَي معروف يُنسَب إِليه المُجَبِّرون ، فيقال لكُلِّ مُجَبِّرٍ : رَدَّادِيٌّ (٥) ، لذلك.
ورُئِي رَجلٌ يومَ الكُلَابِ يَشُدُّ على قَوْمٍ ويقول : أَنا أَبو شَدَّادٍ. ثم يَرُدُّ عليهم ويقول : أَنا أَبو رَدَّادٍ.
والرَّادَّةُ : خَشَبَةٌ في مُقَدَّمِ العَجَلَة تُعَرَّضُ بَيْنَ النَّبْعَيْنِ.
__________________
(١) بالأصل «والترادد» خطأ.
(٢) في المطبوعة الكويتية : «وترادادا» تحريف.
(٣) الصحاح : واللسان : «له» بدل «فيه». وفي التكملة فكالأصل.
(٤) وهذا ما ورد في التهذيب واللسان ، واقتصرا على «عزبته» ولم ترد فيهما «الغربة».
(٥) في إِحدى نسخ القاموس : «ردَّاد» ومثلها في اللسان والتكملة.