بكر الصّديق وتَزوّجها ، وله فيها شِعْرٌ وخبرٌ مشهور.
وأَبو البركات محمّد بن عاسر الأَجدابيّ الجُوديّ ، نسب لخدْمة بدْر الدِّين جُودِي القيمديّ ، أَجاز له الكاشغريّ وطبقتُه ، وهو جدّ العلّامة مُغُلْطاي لأُمّه ، نقلَه الحافظ.
[جهد] : الجَهْدُ ، بالفتح : الطَّاقَةُ والوُسْع ، ويُضَمّ.
والجَهْد ، بالفتح فقط : المَشَقَّة. قال ابن الأَثير : قد تكرَّرَ لفْظ الجَهْد والجُهْد في الحديث ، وهو بالفتح المَشقَّة ، وقيل : المُبالغةُ والغاية. وبالضّمّ : الوُسْعُ والطّاقَةُ ، وقيل :
هما لغتانِ في الوُسْع والطّاقَة ، فأَمّا في المَشقّة والغايةِ فالفتحُ لا غَيرُ ، ويريدُ به في حديث أُمّ مَعْبد (١) في الشَّاةِ : الهُزالَ. ومن المضموم حديثُ الصَّدَقة : «أَيُّ الصَّدَقة أَفضل؟ قال : جُهْدُ المُقِلّ» أَي قَدْرُ ما يَحتمله حالُ القليلِ المالِ. وفي التنزيل (وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلّا جُهْدَهُمْ) (٢) قال الفراءُ : الجُهْد في هذه الآيةِ الطاقَةُ ، تقولُ : هذَا جُهْدي ، أَي طَاقَتي. وقُرِيء (وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلّا جُهْدَهُمْ) وجَهْدَهُم ، بالضّمّ والفتح ، الجُهْد ، بالضّمّ : الطَّاقَة ، والجَهْد ، بالفتح ، من قولك اجهَدْ جَهْدَك في هذا الأَمْرِ ، أَي ابلغْ غايَتَك ، والكلام في هذا المَحلّ طَويلُ الذَّيْلِ ، ولكن اقتصرنا على هذا القَدْرِ لئلَّا يُمَلَّ منه.
وَجَهَدَ ، كمنَعَ ، يَجْهَد جَهْداً : جَدَّ ، كاجْتَهَدَ. وجَهَدَ دَابَّتَه جَهْداً : بَلَغَ جَهْدَهَا ، وحَمَلَ عليها في السَّيْر فوقَ طاقتِها ، كأَجْهَدَهَا. وفي الصّحاح (٣) : جَهَدْته وأَجْهَدْتَه بمعنىً. قال الأَعشى :
فجَالَتْ وَجَالَ لَهَا أَرْبَعٌ |
|
جَهَدْنَ لها مَعَ إِجْهَادِهَا |
وجَهَدَ بزَيْدٍ : امتَحَنَه عن الخَيْر وغيره. وجَهَدَ المَرضُ فُلاناً وكذا التّعَبُ والحُبُّ يَجْهَده جَهْداً : هَزَلَه. ومن المجاز : جَهَدَ اللَّبَنَ فهو مجهودٌ ، أَي أَخْرَجَ زُبْدَه كُلَّه. وفي الأَساس : يقال : سقاهُ لبناً مَجهوداً ، أي منزوعَ الزُّبْد أَو أَكثرُه ماءٌ. يقال : لا تَجْهَد لَبنَك ومَرقَتَك (٤). ومَرَقةٌ مجهودةٌ.
وجَهَدَ الطّعَامَ : اشْتَهَاه ، كأَجْهَدَه والمجهود : المُشتَهَى من الطَّعَام واللَّبَن.
قال الشَّمَّاخ يَصف إِبلاً بالغَزَارة :
تُضْحِي وقد ضَمِنَتْ ضَرّاتُهَا غُرَفاً |
|
من ناصِع الَّلون حُلْوِ الطَّعْمِ مَجهودِ (٥) |
فمَن رَواه هكذا أَراد بالمجهود المُشْتَهَى الّذي يُلَحُّ عليه في شُرْبِهِ لِطِيبِه وحَلَاوتِه ، ومن رواه «حُلْوٍ غيرِ مجهود» فمعناه أَنَّها غِزَارٌ لا يُجهدُهَا الحلَبُ فينهك لَبَنَها. وقال الأَصمعيّ في قوله «غير مجهود» : أَي أَنّه لا يُمْذَق ، لأَنّه كثير. قال الأَصمعيّ : كل لَبنٍ شُدَّ مَذْقُه بالماءِ فهو مَجهود.
وجَهَدَ الطَّعَامَ : أَكثَرَ مِنْ أَكلِهِ ، وغَرْثَانُ جاهدٌ : شَهْوَانُ يَجْهَد الطّعَامَ لا يَترُكُ منه شيئاً (٦) ، وهو مَجاز.
وجَهِدَ عَيْشُه ، كفَرِح : نَكِدَ واشتَدَّ ، وعَيشٌ مَجهود.
وفي الحديث «أَعوذُ باللهِ من جَهْدِ البَلَاءِ ، ودَرْكِ الشّقاءِ ، وسُوءِ القَضَاءِ ، وشَمَاتةِ الأَعداءِ» قيل إِنّها هي الحَالَة الشَّاقَّةُ الّتي تأْتِي على الرَّجل يَخْتَارُ عَليها الموت ، أَو هو كَثْرَةُ العَيالِ والفَقْرُ وقِلَّةُ الشيْءِ.
وجَهْدٌ جاهِدٌ ، مُبالغةٌ ، كما قالوا شِعْرٌ شاعِرٌ ولَيلٌ لائِلٌ.
وفي الحديث «أَنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم نزَلَ بأَرْضٍ جَهَادِ» ، الجَهَادُ ، كسَحَاب : الأَرضُ الصُّلْبَةُ ، وقيل : هي التي لا نَبَاتَ بها ، وقيل : هي المُستَوِيَة ؛ وقيل الغَليظَة. وتُوصَفُ به فيقال : أَرْضٌ جَهَادٌ ، وعن ابنِ شُميل : الجَهَادُ : أَظْهَرُ الأَرضِ وأَسْوَاها ، أَي أَشدُّهَا استواءً ، نَبَتَتْ أَو لم تَنبُت ، ليس قُرْبَه جَبَلٌ ولا أَكمةٌ. والصَّحْرَاءُ جَهَادٌ. وأَنشد :
يَعودُ ثَرَى الأَرضِ الجَهَادَ (٧) ويَنبُت ال |
|
جَهادُ بها والعُودُ رَيَّانُ أَخضَرُ |
وعن أَبي عَمْرٍو : الجَمَادُ والجَهَادُ : الأَرضُ الجَدْبَة التي
__________________
(١) ولفظه في النهاية : شاة خلَّفها الجَهْدُ عن الغنم.
(٢) سورة التوبة الآية ٧٩.
(٣) الأصل واللسان ولم ترد العبارة في الصحاح ، وفي التهذيب رواها عن أبي عبيد.
(٤) عبارة الأساس : سقاه لبناً مجهوداً وهو الذي أخرج زبده ، وقيل : هو الذي أُكثر ماؤه. يقال : لا يجهد ماؤك لبنك ومرقتك.
(٥) رواية الديوان تصبح بالجزم جواباً لشرط سابق ، بدل تضحى ، وغرقاً بالقاف بدل غرفاً. وهي جمع غرقة وهي القليل من اللبن.
(٦) كذا في الأساس.
(٧) في التهذيب : يعود ثرى الأرض الجماد.