وقال النضْر : الجَعَادِيدُ والصَّعَارير (١) شيْءٌ أَصْفَرُ غَليظٌ يابسٌ فيه رَخَاوَةٌ وبَلَلٌ كأَنّه جُبْنٌ ، يَخْرُج من الإِحْلِيل أَوَّلَ ما يَنْفتِحُ باللِّبَإِ مُدحرجاً ، وقيل : يَخرُج اللِّبَأُ أَوّلَ ما يَخرُجُ مُصَمِّغاً (٢) ، وفي التهذيب : الجَعْدَة : ما بين صِمْغَيِ الجَدْيِ من اللِّبإِ عند الوِلادة.
وسَمَّوْا جَعْداً وجُعَيْداً ، وقيل هو الجُعَيد ، باللام.
* ومما يستدرك عليه :
الجَعْد من الرِّجال : المُجتمِعُ بعضُه إِلى بَعض.
والسَّبطُ : الذي ليس بمجتمِع. وقيل : الجَعْدُ : الخَفيفُ من الرِّجال. وناقةٌ جَعْدَةٌ : مُجتمعةُ الخَلْق شديدةٌ. وقَدَمٌ جَعْدةٌ : قصيرةٌ من لُؤْمها ، وهو مَجاز. قال العجاج :
لا عاجِزَ الهَوْءِ ولا جَعْدَ القَدَمْ
وصِلِّيَانٌ جَعْدٌ ، وبُهْمَى جَعْدَةٌ ، بالَغُوا بهم. وال [جَعْدَةُ] (٣) حشيشةٌ تَنْبُتُ على شاطِئ الأَنهار وتَجْعُد. وقيل هي شَجرةٌ خضَراءُ تَنْبُتُ في شِعَاب الجِبَالِ بنَجْد ، وقيل في القِيعَان. وقال أَبو حنيفَةَ : الجَعْدَةُ خَضْرَاءُ وغَبراءُ تَنبُت في الجِبَال ، لها رَعْثةٌ مثْل (٤) رَعْثَةِ الديكِ طيِّبَةُ الرَّيحِ ، تَنبتُ في الرَّبِيع وتَيْبَس في الشِّتاءِ ، وهي من البُقول تُحشَى بها المَرافِقُ. قال الأَزهريّ : الجَعْدَة بقْلةٌ بَرِّيّة لا تَنبُتُ على شُطوط الأَنهارِ ، وليس لهَا رَعْثَةٌ. قال : وقال النَّضْر بن شُمَيل : هي شَجَرةٌ طيِّبةُ الريح خَضراءُ لها قُضُبٌ في أَطْرافها ثمرٌ أَبيضُ تُحْشَى بها الوسائدُ لطِيبِ رِيحها ، إِلى المَرارة ما هي ، وهي جَهِيدةٌ يَصلُح عليها المالُ ، واحدتُها وجَماعَتُها جَعْدةٌ.
وفي حاشية شيخنا : الجَعْدةُ نَبْتةٌ طَيِّبةُ الرائِحةِ تَنبُت في الرَّبيعِ وتَجِفُّ سريعاً. وكذا الذّئب وإِن شرُفَ بالكُنْية فإِنه يَغدِر سَريعاً ولا يَبقَى على حالةٍ واحدةٍ.
وجُعَادَةُ : قبيلةٌ. قال جرير :
فَوَارِسُ أَبْلَوْا في جُعَادَةَ مَصْدَقاً |
|
وأَبكَوْا عُيوناً بالدُّموعِ السَّواجم |
وجَعْدَةُ بنُ خالدِ بن الصِّمّة الجُشَميّ وجَعْدَة بن هانئ الحَضْرميّ ، وجعْدَةُ بن هُبَيْرةَ الأَشجعيّ ، وجَعْدةُ بن هُبَيْرَةَ المخزوميّ : صحابيّون.
وجَعْدَةُ كان له شَعرٌ جعْدٌ فسَمَّاه النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم جَعْدَةَ ، في خَبرٍ لا يَصِحّ. كذا في التجريد.
وجُعَادَة بنُ بِلال الثابتيّ وفَدَ على النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في بني عَكٍّ. أَورده الناشريّ النّسابَة في أَنسابِ البشر ، ولم يذكره الذَّهبيّ ولا ابنُ فَهد.
والجعْد بن دِرْهمٍ مولى سُوَيْد بن غَفلَة ، صاحبُ رأْي أَخَذَ بِه جماعَةٌ بالجزيرة ، وإِليه نُسِبَ مَرْوَان الحِمَار ، فيُقال له الجَعْديّ ، وكان إِذ ذاك والياً بالجزيرة.
وأَما يوسف بن يعقوب بن إِسحاق الجعْديّ فإِلى جَدّه الجَعْد شيخ نيسابوريّ مشهور.
* ومما يستدرك عليه :
[جعفد] : الجَعْفَدَة ، أَهمله الجماعة ، وذَكرَ ابن دِحْية في التّنوير أَنّه مَصدر مَنحوت من قولهم : جعلني الله فِداك.
قال : وقولهم «جَعفَلة» باللام خطأٌ ، ونقله شيخنا.
[جلد] : الجِلْدُ ، بالكسر ، اقتصر عليه جَماهيرُ أَهلِ اللُّغَة والتَّحْرِيك ـ مثل شِبْه وشَبَهٍ ، الأَخيرة عن ابن الأَعرابيّ ، حكَاها ابن السِّكيت عنه. قال : وليست بالمشهورة ، وأَمّا قول عبد مَنَافِ بن رِبْعٍ الهُذَليّ :
إِذَا تَجاوب نَوْحٌ قامتَا معَهُ |
|
ضَرْباً أَليماً بسبْتِ يَلْعَج الجِلِدَا |
فإِنما كسر اللامِ ضَرورَةً ، لأَنّ للشاعر أَن يُحرِّك السّاكنَ في القافِية بحركةِ ما قَبله ، كما قال :
عَلَّمَنا إِخوانُنا بنو عِجِلْ |
|
شُرْبَ النّبيذِ واعْتقالاً بالرِّجِلْ |
وكان ابن الأَعرابيّ يرويه بالفتح ـ المَسْكُ ، بالفتح ، مِن كلِّ حَيَوانِ ، قال شيخنا : ولو قال هو معروف كان أَظهرَ ، ولذلك أَعرضَ الجوهريّ عن شَرْحِه. ج أَجْلادٌ وجُلُودٌ ، والجِلْدةُ أَخصُّ من الجِلْد. وفي المصباح : الجِلد من الحيوان : ظاهِرُ بَشَرتِه. وفي التهذيِب : الجِلْد غِشاءُ جَسَد الحَيوان. ويقال جِلْدةُ العَينِ.
__________________
(١) عن التهذيب واللسان والتكملة ، وبالأصل «الصغارير» بالغاء.
(٢) وهو قول أبي حاتم كما في التهذيب.
(٣) زيادة عن اللسان والتهذيب.
(٤) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : كرعثة الديك.