وأَجْلَادُ الإِنسانِ وتَجاليدُه : جَمَاعةُ شَخْصِهِ ، أَو جِسْمُهُ وبَدَنُه ، لأَنَّ الجِلْد مُحيطٌ بهما. ويقال : فُلانٌ عظيمُ الأَجْلادِ والتَّجالِيدِ. إِذا كان ضَخْماً قَوِيَّ الأَعضاءِ والجِسْم. وجمْع الأَجلادِ أَجالِدُ ، وهي الأَجسامُ والأَشخاص. ويقال : عَظِيمُ الأَجلادِ وضَئيلُ الأَجْلادِ وما أَشبَهَ أَجْلادَه بأَجْلادِ أَبيه ، أَي شَخْصَه وجِسْمَه.
وفي الحديث (١) «رُدُّوا الأَيمانَ على أَجالِدهم» أَي عليهم أَنْفُسِهم.
وفي حديث ابن سِيرِينَ : «كان أَبو مَسعودٍ تُشْبِهُ تَجالِيدُه تَجاليدَ عُمرَ» أَي جِسْمُه جِسْمَه.
وعَظْمٌ مُجَلَّدٌ ، كمُعظَّمٍ : لم يَبْقَ عليه إِلّا الجِلْدُ ، قال :
أَقولُ لحَرْفٍ أَذهبَ السيَّرُ نَحْضَهَا |
|
فلم يَبْقَ منها غيرُ عَظْم مُجلَّدِ |
خِدِي بِي ابْتلَاك اللهُ بالشَّوقِ والهوى |
|
وشَاقَكِ تَحْنانُ الحَمَامِ المغرِّدِ |
وفي التَّهذيب : التَّجْليد للإِبل بمَنْزلة السَّلْخ للشّاءِ ، وتَجْليدُ الجَزُورِ : نَزْعُ جِلْدها ، يقال جَلَّدَ جَزورَه ، وقَلَّمَا يقال سَلَخَ. وعن ابن الأعرابيّ : جَزَزْتَ (٢) الضَّأْنَ ، وحَلَقْت المِعْزَى ، وجَلَّدْت الجَمَلَ ، لا تقول العرب غير ذلك.
وجَلَده يَجْلِدُه جَلْداً ، من حَدِّ ضَرَبَ : ضَربَه بالسَّوْطِ ، وامرأَة جَلِيدٌ وجَليدةٌ ، كلتاهمَا عن اللِّحْيانيّ ، أَي مجلودةٌ من نِسْوَةٍ جَلْدَى وجَلَائدَ. قال ابن سيده : وعندي أَنَّ جلْدَى جمعُ جَليدٍ ، وجَلائدَ جَمعُ جَلِيدة.
وجَلَدَه الحَدَّ جَلْداً ، أَي ضَرَبه ، وأَصابَ جِلْدَهُ ، كقَولك : رأَسَه وبَطَنَه.
ومن المَجاز : جَلَدَه على الأَمْر : أَكْرَهَهُ عليه ، نقَله الصاغانيّ.
ومنه أَيضاً : جلَدَ جاريَتَه : جامَعَها ، يَجلِدهَا جَلْداً.
وجَلَدَت الحَيَّةُ : لَدَغَتْ ، وخَصَّ بعضُهُم به الأَسْوَدَ من الحَيّاتِ ، قالوا : والأَسْودُ يجْلِدُ بذَنَبه.
والجَلَدُ ، محرّكةً أَن يَسْلَخ جِلْدَ البعير أَو غيره من الدّوابّ فيُلْبِسَه غيرَه من الدَّوابِّ ، قال العَجّاج يَصف أَسداً :
كأَنّه في جَلَدٍ مُرَفَّلِ
والجَلَدُ : جِلْدُ البَوِّ يُحشَى ثُمَاماً ويُخَيَّلُ به للنَّاقَة فَتَرأَمُ بذلك على غَيْرِ وَلَدِهَا ، وفي بعض النُّسخ «على وَلَد غيرها» ومثله في اللِّسان ، وفي عبارة بعضهم (٣) : الجَلَدُ : أَن يُسْلَخ جِلْدُ الحُوَارِ ثمّ يُحْشَى ثُمَاماً أَو غَيْره من الشَّجر ، وتُعطَف عليه أُمُّه فتَرْأَمه. أَو جِلْدُ حُوارٍ يُسْلخ ويُلْبَسُ حُوَاراً آخرَ لتَرْأَمَه أُمُّ المَسْلُوخة. وعبارة الصّحاح : لتَشُمَّه أُمُّ المسلوخ فتَرْأَمَه. وجَلَّد البَوَّ : الجِلْدَ.
والجَلَدُ أَيضاً : الأَرْضُ الصُّلْبَة ـ منه حديثُ سُراقَةَ «وحلّ بي فَرسِي وإِني لَفِي جَلَدٍ من الأَرض» ـ المُسْتَوِيةُ المَتْنِ الغليظةُ ، وكذلك الأَجْلَدُ ، وجمْع الجَلَدِ أَجلادٌ وجَمع الأَجْلَاد أَجَالِدُ. والجَلَد : الشَّاةُ يموتُ ولدُها حِينَ تضَعُهُ كالجَلَدةِ ، محرَّكةً فيهما ، قال أَبو حنيفة : أَرْضٌ جَلدٌ ، بفتح اللام ، وجَلَدَةٌ (٤) ، بالهاءِ. وقال مرّةً : هي الأَجالِدُ.
وقال اللَّيث : هذه أَرضٌ جَلْدةٌ وجَلَدَت ومَكان جلَدٌ (٥).
والجميع الجَلدَات. وشاةٌ جَلَدَةٌ ، جمْعها جِلَادٌ وجَلَدَاتٌ.
والجَلَد : الكبَارُ من الإِبِل التي لا صغارَ فيها ، الواحدة بهاءِ. والجَلَدُ من الغَنمِ والإِبلِ : ما لا أَوْلاد لها ولا أَلْبانَ ، كأَنّه اسمُ جمع.
قال محمد بن المكرّم : قوله لا أَولادَ لها ، الظاهر منه أَن غرضَه لا أَولادَ لها صِغار تَدرّ عليها ولا تَدخُل (٦) في ذلك الأَولادُ الكِبَارُ. وقال الفراءُ الجلَدُ من الإِبل : التي لا أَولاد معها ، فتَصبِرُ على الحرِّ والبَرْد. قال الأَزهَرِيّ : الجَلَدُ : الّتي لا أَلبانَ لها وقد وَلَّى عنها أَوْلادُها. ويَدخُل في الجَلَدِ بَناتُ اللَّبُون فما فَوْقَهَا من السِّنّ ، ويُجمع الجَلَدُ أَجْلاداً وأَجاليدَ (٧) ، ويَدخُل فيها المَخاضُ والعشَارُ والحِيَالُ ، فإِذا وَضعَت أَولادهَا زالَ عنها اسمُ الجَلَدِ وقيل [لها] (٨) : العِشَارُ واللِّقَاحُ.
__________________
(١) اللسان والتهذيب : «وفي حديث القسامة ...».
(٢) عن التهذيب ، وبالأصل : أجرزت ، وفي اللسان : أحرزت. ونبه على رواية اللسان بهامش المطبوعة المصرية.
(٣) وهي عبارة التهذيب.
(٤) ضبطت في اللسان باسكان اللام.
(٥) عبارة اللسان : الليث : هذه أرض جَلْدَةٌ ومكانُ جَلَدَةٌ ومكانٌ جَلَدٌ.
(٦) اللسان : يدخل.
(٧) في اللسان بالرفع فيهما ، وما أثبت يوافق ضبط التهذيب.
(٨) زيادة عن التهذيب واللسان.