متصرَّفَاتٌ ومذاهبُ ، أَلَا تَرَاهُم قالوا : «أَعَزُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ» ، حَيْث كانت عَزيزةً لتَرفْرُفِ النَّعامةِ عليها وحَضْنِها ، وأَذلُّ من بَيْضَةِ البَلَدِ ، لتَرْكِهَا إِيّاهَا وحَضْنِ (١) أُخرْى.
وشَيْبَانُ بن فَرُّوخٍ مَحدِّثٌ مَشهورٌ خَرَّجَ له الأَئمَّةُ ، وذَكَرَه الحافظُ في التقريب. وعَمْرُو بن خالِد بن فَرّوخٍ الحَرّانيّ التّميميّ ، والدُ أَبي عُلَاثةَ ، من رِجال الصَّحيحَيْن.
[فردخ] : المُفَرْدَخُ ، كمُسَرْهَد : الضَّخْمُ النّاعِمُ. هذه المادّة لم يَذْكُرْهَا ابن منظور ولا غيره ، وأَنا أَخاف أَن يكون مصحَّفاً من مُفَرْضَخ ، بالضادِ المعجمة ، لاتّحاد المعنَى ، فليُنظرْ.
[فرسخ] : الفَرْسَخُ ، ذَكرَه الجوهريُّ في كتابه ولم يَذكُر له معنًى ، لأَنّه قال : الفَرْسَخُ واحدُ الفَراسِخ فارسيٌّ معرّبٌ.
وقد يقال إِنّه لم يَثْبُتْ عندهُ ما ذكرَه المصنّف من المعاني ، فلا يُؤاخَذ به. وهو السُّكُون ، ذكرَه غيرُ واحدٍ من أَئمّةِ الغَرِيب. والفَرْسَخ السَّاعَةُ من النَّهَار ، قالت الكِلَابيّة : فَراسِخُ اللَّيْلِ والنَّهارِ : ساعاتُهما وأَوْقاتُهما. وقال خالدُ بنُ جَنْبَة : هؤلاءِ قَومٌ لا يَعرفُون مَواقيتَ الدَّهْر وفَراسِخَ الأَيّام ، قال : حَيْثُ يأْخُذُ اللَّيْلُ مِن النَّهار. والفَرْسَخُ من المسافَةِ المعلومةِ في الأَرض مأْخُوذٌ منه. ويُوجد في نَسخ المصباح : الفَرْسَخةُ : السَّعَةُ ، ومنه أُخِذ فَرسَخُ الطَّرِيقِ.
والصَّواب أَنَّ الّذي بمعنَى السَّعَة هو الفَرْشَخَة ، بالشِّين المعجمة ، وهي التي تليها.
والفَرْسَخ : الرَّاحَة. ومنه أُخِذَ فَرْسَخُ الطَّرِيقِ كما قيل ، وهو ثَلاثَةُ أَمْيَالٍ هاشِمِيّة ، أَو ستّة ، أَو اثنا عَشَرَ أَلفَ ذِرَاعٍ ، أَو عَشَرَةُ آلافِ ذِراع ، سُمِّيَ بذلك لأَنّ صاحِبَه. إِذا مَشَى قعَدَ واسْتَرَاح ، من ذلك ، كأَنّه سكَنَ والفَرْسَخ : الفُرْجَةُ ، هكذا بضَمِّ الفاءِ والجيم بعد الرّاءِ في سائر النُّسْخ. ويقال لِ شَيءٍ لا فَرْجَة فِيهِ : فرْسَخٌ ، هكذا ضُبِطَ ، كأَنّه على السَّلْبِ ، وهو ضِدٌّ. وقولهم انتظَرتُك فَرْسَخاً ، أَي الطَّويل من الزَّمَانِ ، أَي من اللّيل أَو من النهار ، وكأَنّ الفَرْسَخَ أُخِذ من هذا ، والفرسخ الفَيْنَة ، وفي نُسخة : بَرازِخُ بينَ السُّكُون والحَرَكَةِ. وعن ابن شميل : الفَرْسَخُ : الشَّيْءُ الدائمُ الكثيرُ الّذي لا ينْقَطِعُ ، وهي كُلِّيَّة عنده.
والتَّفَرْسُخُ ، هكذا في النُّسخ عندنا ، وفي بعض الأُمّهَات : والفَرْسَخ (٢). والافْرِنْساخُ : انكِسَارُ البَرْدِ ، وقال بعضُ العرب : أَعْصَبَت (٣) السّمَاءُ أَيّاماً بعَيْنٍ ما فيها فَرْسَخ ، أَي ليس فيها فُرْجَةٌ ولا إِقلاعٌ ، كالفَرْسَخَةِ. والافْرِنْسَاخُ : انْفِرَاجُ الهَمِّ وانكِسَارُ الحُمَّى ، يقال : فَرْسَخَ عنّي المَرَضُ وافْرَنْسَخَ ، أَي تباعَدَ ، وكذلك تَفَرْسَخَت عنه الحُمَّى وغيرُهَا من الأَمراضِ.
وسَرَاوِيلُ مُفْرسَخَةٌ : واسعةٌ من الفَرسَخة ، وهي السَّعَة ، على ما في المصباح.
[فرشخ] : الفَرْشَخَةُ ، بالشين المعجمة : السَّعَةُ. هذه المادة ساقِطَة من اللسان وغيرِه من كُتب الغَرِيب ، وإِنما ذَكَرُوا مَعَانِيَهَا في المهملة. قال أَبو زيادٍ ما مُطِرَ النّاسُ من مَطَرٍ بين نَوْأَين إِلَّا كانَ بينهما فَرْسَخٌ : قال : والفَرْسَخُ انكسار البَرْدِ. وإِذا احْتَبَسَ المَطَرُ اشتَدَّ البَرْدُ وإِذَا ، وفي نُسخَة.
فإِذا مُطِرَ النّاسُ كانَ للْبَرْدِ بعدَ ذلك فَرْشَخٌ ، هكذا بالشين المعجمة : والصواب أَنّه فَرْسَخ ، بالسّين المهملة ، أَي سُكُونٌ ، من قولكَ فَرْسَخَ عنِّي المَرضُ إِذا تَبَاعَدَ.
[فرضخ] : الفِرْضِخُ ، بالكسر ، من أَسماءِ العَقْرَب كالشَّوْشَب وتَمْرَةَ.
ورَجُلٌ فِرْضَاخٌ : ضَخْمٌ عَرِيضٌ غليظ كثيرُ اللَّحْمِ ، أَو طَوِيلٌ ، وهي بهاءٍ لَحيمةٌ عَريضةٌ. وامْرأَةٌ فِرْضَاخَةٌ وفِرْضَاخِيَّة والياءُ للمبالَغة : ضَخمةٌ عَرِيضَةُ الثَّدْيَيْنِ (٤).
ورَجُلٌ مُفَرْضَخٌ ، كمُسَرْهَدٍ ضَخْمٌ ضَعِيفٌ ناعمٌ.
* ومما يستدرك عليه :
فَرسٌ فِرْضَاخَة ، وقَدمٌ فِرْضَاخَةٌ وفِرْضَاخ. والفِرْضاخُ : النَّخْلَةُ الفَتِيَّة. وقيل : ضَرْبٌ من الشَّجر.
[فرفخ] : الفَرْفَخ ، والفَرْفَخَة : البَقْلة الحمقاءُ ، ولا تَنْبُت بنَجْد ، وتُسمَّى الرِّجُلَةَ ، قال أَبو حَنيفةَ : مُعَرّبٌ فارسيّته پَرْپَهَنْ ، أَي بالفتح ، معناه عَريضُ الجَنَاح ، فإِن «پَرْ» هو
__________________
(١) الأساس : وحضنها.
(٢) وهي عبارة اللسان. وفي التكملة : والفرسخة والتفرسخ : انكسار البرد.
(٣) كذا بالأصل واللسان ، وفي التكملة : «أغضنت» وهو أصح ، يقال : وغضَّنت السماء ، وأغضنت السما إِغضاناً : أ : دام مطرها (عن التهذيب : فرسخ).
(٤) في القاموس : عَظِيمَةُ الثَّدْيَيْنِ.