ومعنَى شِعر الدَّهناءِ أَنَّ النِّساءَ كُنَّ يَتَخَمَّنَ في أَصابع أَرْجُلهن ، فتَصِفُ هذه أَنّه إِذا شالَ بِرِجْلَيْهَا سَقطَتْ خَواتِيمها في كُمِّها (١) ؛ وإِنّما تَمنَّت شِدَّةَ الجِماعِ.
والفَتَخُ ، مُحَرَّكةً : استِرْخَاءُ المفَاصِل ولِينُهَا وعِرَضُهَا ، وقيل : هو اللِّينُ في المَفاصل وغيرِها ، فَتِخَ فَتَخاً ، وهو أَفتَخُ أَو الفَتَخُ : عِرَضُ الكَفِّ والقَدَمِ وطُولُهما. ومنه : أَسَدٌ أَفْتَخُ : عريضُ الكَفِّ. ورَجلٌ أَفتخُ بيِّنُ الفَتخِ ، إِذا كان عَرِيضَ الكَفِّ والقَدَمِ مع الليِّن. قال الشاعر :
فُتْخُ الشَّمَائلِ في أَيْمانِهمْ رَوَحُ
والفَتَخُ شِبْهُ الطَّرَقِ ، محرّكَةً في الإِبلِ. والفَتَخِ : كُلُّ جُلْجُلٍ ، كهُدْهُد ، هكذَا ضُبطَ في سائر النُّسخ الموجودة عندنا (٢) ، والّذي في اللِّسان : «كلّ خَلْخَالٍ» لا يَجْرُسُ ، أَي لا يُصَوِّت.
وفَتَخَ الرَّجلُ أَصابعَهُ فَتْخاً وفَتَّخَهَا تَفتيخاً : عَرَّضَهَا وأَرخَاهَا ، وقيل ، فَتَخَ أَصابعَ رِجْلَيْه في جُلُوسه ، ثَنَاهَا ولَيَّنها. قالَ أَبو منصور : يَثنِيهما إِلى ظاهرِ (٣) القَدَم لا إِلى باطِنها. وفي الحديث «أَنّه كان إِذا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْه عن جَنْبَيْه وفَتَخَ أَصَابِعَ رِجْلَيْه». قال يحيَى بن سعيد : الفَتْخ أَن يَصْنَع هكذا ، ونَصَبَ أَصابعَه ثمَ غمزَ مَوْضِعَ المَفَاصِلِ منها إِلى باطِن الرَّاحَة وثَنَاهَا إِلى بَاطِنِ الرِّجْل ، يعني أَنّه كان يَفْعَل ذلك بأَصَابع رِجْلَيْهِ في السجودِ. قال الأَصمعيّ : وأَصْلُ الفَتْخ (٤) : اللِّينُ.
والفَتْخَاءُ شيْءٌ مُربَّعٌ شِبْهُ مِلْبَنٍ من خَشَب يَقعُدُ عليه مُشْتَارُ ـ اسم فاعلٍ من اشتارَ ـ العَسَلِ ثم يَمُدُّ [يده] (٥) من فوق حتّى يَبلُغَ مَوِضعَ العَسَلِ.
والفَتْخَاءُ مِنَ العِقْبَانِ ، بالكسر ، جمع عُقَابٍ : اللَّيِّنَةُ الجَنَاحِ لأَنّهَا إِذا انحَطَّت كسَرتْ جَنَاحَيها وغَمَزتْهما ، وهذا لا يكون إِلّا مَن اللِّين. وقال شيخُنَا. وفي أَكثرَ المصنّفات اللُّغَويّة أَنّ الفَتْخاءَ المُسترخِيَةُ الجَنَاحَينِ مُطْلَقاً من الطُّيورِ ، ثم أُطِلقَت على العِقْبَانِ ، كأَنَّهَا صِفةٌ لازمةٌ لها ، فصارَتْ من أَسمائها. ولذلكَ زعمَ قَومٌ أَن إِطلاقها عليها مَجاز. وأَنشد :
كأَنِّي بفَتْخَاءِ الجَنَاحينِ لِقْوَةٍ |
|
دَفُوفٍ من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالي (٦) |
ويقال : نَاقةٌ فَتْخَاءُ الأَخْلافِ ، إِذا ارْتَفَعَتْ أَخْلَافُهَا قِبَلَ بَطْنِهَا ، وهو ذَمٌّ ، وفي المَرْأَةِ والضَّرْعِ مَدْحٌ وعبارة الِّلسان تُعطِي (٧) أَنّه في المرأَة مَدْحٌ أَيضاً ، فليُنظَر.
وفِتَاخٌ ، كَكِتَابٍ ، اسم ع.
وفُتُوخُ الأَسَدِ ، بالضّمّ : مَفَاصِلُ مَخَالِبِه ، هكذا في النُّسخ ، والّذي في اللسان : الفَتَخُ عِرَضُ مَخالبِ الأَسدِوليِنُ مَفاصِلها وأَفْتَخَ الرَّجُلُ : ارْتَخَى ، وأَعْيَا وانْبَهَرَ.
والأَفاتِيخُ من الفُقُوع هَنَوَاتٌ ، وفي بعض الأُصول. هَنات تَخْرُجُ أَوّلاً ، وفي بعض الأُصول : في أَوّله (٨) ، فتُظَنّ كَمْأَةً ، وفي بعض الأُصول : فيَحسبها النّاسُ كَمْأَةً حَتَّى تُستَخْرَجَ فتُعْرَفَ ، حكاه أبو حنيفةَ ، ولم يَذكر للأَفَاتِيخ واحداً.
ورَجُلٌ ، وفي الأساس : وظَبْيٌ أَفْتَخُ الطَّرْفِ : فاتِرُه (٩).
وفُتَيْخٌ كَزُبَيْرٍ : ع. وفي اللِّسان : فُتَيْخٌ وفَتَّاخٌ : دَحْلَانِ بأَطْرَاف الدّهْنَاءِ مما يَلِي اليمامةَ ، عن الهَجريّ.
* ومما يستدرك عليه :
الفَتْخُ والفَتْخَة : باطِنُ ما بينَ العَضُدِ والذّراعِ. والفَتَخُ في الرِّجْلَيْن طُولُ العَظْمِ وقِلّةُ اللَّحْمِ.
__________________
(١) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : خواتمها في كميها.
(٢) ومثله في التهذيب.
(٣) الأصل واللسان وفي التهذيب : ظهر.
(٤) ضبطت في المطبوعة الكويتية بالتحريك ، وما ضبطناه عن التهذيب واللسان.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) البيت لامرئ القيس من قصيدة مطلعها :
ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي |
|
وهل يعمن من كان في العصر الخالي |
وروايته في ديوانه :
صيود ... شمال
وفي اللسان (دفف) أعقبه بقوله : ويروى شملال دون ياء.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله تعطي الخ في هذا التعبير نظر فإِن عبارته صريحة في أنه مدح في المرأة ، وعبارة اللسان : وناقة فتخاء الأخلاف ارتفعت أخلافها قبل بطنها وكذلك المرأة وهو فيها مدح ، وفي الرجل ذم ، فلعل الصواب أن يقول : تعطى أنه في الناقة الخ».
(٨) وهي عبارة اللسان.
(٩) وشاهده كما في اللسان والتكملة قول الأعشى :
فهي تتلو رخص الظلوف ضئيلا