فصل الظاءِ
المشالة مع الخاءِ المعجمة
هذا الفصْل مكتوبٌ في سائر النسخ بالحُمرة ، لكونه من مستدركاته.
[ظمخ] : الظِّمَخُ كعِنَب : شَجَرَةٌ على صُورَة الدُّلْب (١) يُقطَع منها خَشَبُ القَصّارِينَ التي تُدفَنُ وهي العِرْنُ (٢) أَيضاً ، الواحدة عِرْنَة ، والسَّفْعُ طَلْعُهُ وهو أَيضاً شَجَرة التِّينِ ، في لغة طَيىءٍ ، الواحدة بهاءٍ ، أَو الظِّمْخ ، بسكونِ الميم ، ككِسْرَةٍ وكِسَرٍ هكذا نقلَه الأَزهري عن أَبي عَمرو ، وقد تسكَّن الميم في الجمعِ ، كتِينَةٍ وتِينٍ. ـ ويقال إِنَّ الظِّمْخ هو شَجرُ السَّمَّاقِ ، ويقال فيه الظَّنخ بالنون ، والزِّمخ بالزاي ، والطنخ بالطاءِ المهملة ، وقد تقدّمت الإِشارة إِلى كل واحدٍ منها.
فصل العين
المهملة مع الخاءِ المعجمة
هذا الفصلُ أَيضاً ساقطٌ من الصّحاح ، كالّذي تقدّم ، وليس فيه من مُهمَّات الكلامِ ما يحتاج إِلى عقد فصل.
[عهعخ] : العُهْعُخُ بالضّم ، وقيل كِدْرهَم وقِيلَ كجُنْدَب كما في حواشِي المطوَّل. قال الأَزهَرِيّ : قال الخليل بن أَحمد : سَمِعْنَا كلمةً شنعاءَ لا تجوز في التأْليف سُئلِ أَعرابِيٌّ عن ناقَتِه فقال : تركْتها تَرعَى العُهْعخَ. قال وسأَلْنَا الثِّقَات من علمائهم فأنكروا أَنْ يكون هذا الاسمُ من كلام العرب. قال : وقال الفَذُّ منهم : هي شَجَرَةٌ يُتَدَاوَى بها وبوَرَقِها ، وفي كلام الأَكثر أَنّه نبتٌ وأَنكرَهَا بَعْضُهُم وقال : إِنَّمَا هو الخُعْخُعُ ، بضمّ فسكون العين ، وقد أُنكِرَ ذلك أَيضاً لاجتماع حُروف الحَلْق فيه ، وهي لا تكاد تَجتمع في كلمةِ.
وقيل الهَاءُ والخَاءُ لا يَجْتمعانِ. ووقَعَ في كُتُبِ البَيَانيِّينَ كشَرْح الخلخاليّ والتَّفتازَانيّ كلاهما على التَّلْخِيص : العُهْخُعُ ، بتقديم الخَاءِ على العين آخِر الكلمةِ ، وفي بعض الحواشي بتقديم الهاءِ على العين أَوّل الكلمة وهو غَلَطٌ.
وأَنكر كثير من أَئمّة اللُّغَة العربية هذه الكلمة بجميع لُغَاتها وقالوا كلُّها كلماتُ مُعاياةٍ ليس لها معنًى. وسيأْتي في حرف العين إِن شاءَ الله تعالى.
فصل الفاءِ
مع الخاءِ المعجمة
[فتخ] : الفَتْخَة ، بفتح فسكون ويُحَرَّكُ ، ذكرهما غيُر واحدٍ من أَئمّة الغريبِ ، فلا اعتدادَ بإِنكار شيخنا على اللُّغة الأُولى : خاتَمٌ كبِيرٌ يكونُ في اليَدِ والرِّجْلِ بفصٍّ وغير فَصّ ، وقيل : هي الخاتَمُ أَيًّا كانَ. أَو حَلْقَةٌ مِنْ فِضَّةٍ تُلْبِس في الإِصبع كالخَاتَمِ وقيل : الفَتخَة حَلْقَة من فِضّة لا فَصَّ فيها ، فإِذا كان فيها فَصٌّ فهي الخاتَم. وكانت نِسَاءُ الجاهليّة يتّخذْنها في عَشْرهِنَّ. ج فَتَخٌ ، بالتحريك (٣) ، وفُتُوخٌ ، بالضّمّ ، وفَتَخَاتٌ ، محرّكَةً وذُكِر في جَمْعهِ فِتَاخٌ.
قال الشاعر :
تَسْقُطُ منه فَتَخِي في كُمِّي (٤)
قال ابنَ برّيّ : هذا الشِّعرُ للدَّهناءِ بنت مِسْحَل زَوج العَجّاج ، وكانت رَفْعَتْه إِلى المُغيرة بن شُعبةَ فقالت له : أَصلَحَك الله ، إِنّي منه بجُمْع ، أَي لم يَفتضَّني ، فقال العجَّاجُ :
الله يَعلم يا مُغيرةُ أَنّني |
|
قد دُسْتُهَا دَوْسَ الحِصَانِ المُرْسَلِ |
وأَخذْتُها أَخذَ المُقصِّبِ شاتَه |
|
عَجْلَانَ يَذبَحُها لقومٍ نُزَّلِ |
فقالت الدَّهناءُ :
والله لا تَخْدَعُني بشَمِّ |
|
ولا بتَقْبِيلٍ ولا بِضَمِّ |
إِلّا بِزَعْزَاعٍ (٥) يُسلِّي هَمِّي |
|
تَسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي |
قال : وحقيقةُ الفَتْخَة أَن تكون في أَصابِع الرِّجلَين.
__________________
(١) الدلب شجر الصنار بكسر الصاد وفتح النون مشددتين واحدته دلبة.
(٢) العرن : حكى ابن بري عن ابن خالويه : «العرنة الخشبة المدفونة في الأرض التي يدق عليها القصار. وأما التي يدق بها فاسمها المثجنة والكدن (اللسان : عرن).
(٣) ضبطت الكلمة في بعض الأحاديث «فتخ» بكسر ففتح ، وأنكره اللسان.
(٤) في التهذيب : يسقط.
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «بزغزاغ».