قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ٤ ]

    212/487
    *

    قال الأَزهَريّ : وأَنشدنا أَبو عَمْرٍو في مَضَح ، لبكْرِ بن زَيدٍ القُشيريّ :

    لا تَمضَحنْ عِرْضِي فإِنِّي ماضِحُ

    عِرْضَك إِنْ شاتَمْتَني وقادحُ

    يريدُ أَنّه يُهلِك مَن شاتَمه ويَفعلُ به ما يُؤدِّي إِلى عَطَبهِ ، كالقَادِح في الشَّجَرَةِ (١).

    وقال شُجاعٌ : مَضَحَ عنه ونَضَحَ : ذَبَّ ودَفَعَ.

    وفي نوادر الأَعراب : مَضَحتِ الإِبلُ ونَضَحَت ورَفَضت ، إِذا انتَشَرَتْ. ومَضَحَتِ المزَادَةُ : رَشَحَتْ ، كنَضَحَت.

    ومَضَحَت الشَّمْسُ ونَضَحَت ، إِذا انتَشَرَ شُعَاعُها على الأَرْض.

    [مضرح] : المَضْرَحُ والمَضْرَحِيّ ، والأخير أكثر : الصَّقْرُ الطَّوِيلُ الجَنَاحِ. وفي الكفاية : المَضْرَحِيّ : النَّسْر ، وقال أَبو عُبيدٍ : الأَجدَلُ والمَضْرحيّ والصَّقْرُ والقُطَامِيّ واحدٌ.

    وقد مَرّ للمصنّف في ضَرح فراجِعْه. وإِنّمَا أَعاده هنا نظراً إِلى أَصالة الميمِ في قول بعض أَهل اللُّغَةِ ، وتقدّم لنا الكلام هناك.

    [مطح] : مَطَحَه كمنَعَه : ضَرَبَه بيَدِه ، يَمْطَحه مَطْحاً ، وربما كُنيَ به عن النِّكاح.

    ومَطَحَ المرأَةَ : جَامَعَهَا. قال الأَزهَريّ : أَمّا الضَّرْبُ باليد مَبسوطَةً فهو البَطْح. قال : وما أَعرِف المَطْح ، إِلّا أَن تكون الباءُ أُبدِلت ميماً.

    وامتَطَحَ الوَادِي : ارتَفَعَ وكَثُرَ ماؤُه وسالَ سَيْلَا عريضاً ، كتَبطَحَ وتَمطَّحَ.

    [ملح] : المِلْح ، بالكسر ، م أَي معروف ، وهو ما يُطيَّب به الطَّعَامُ : وقد يُذكّر ، والتَّأْنِيث فيه أَكثَرُ ، كذا في العُبَاب.

    وتصغيره مُلَيْحَة. وقال الفَيّوميّ : جمعها مِلاحٌ كشِعْب وشعاب.

    ومن المجاز المِلْح : الرَّضَاعُ وقد رُوِي فيه الفَتْحُ أَيضاً ، كذا في المحكم ، ونقله في اللّسَان ، وقد مَلَحَت فُلانةُ لفُلانٍ ، إِذا أَرْضَعَت [له] (٢) ، تَمْلَح وتَمْلُح. وقال أَبو الطَّمَحَان ، وكانَتْ له إِبِلٌ يَسْقِي قَوْماً من أَلبانها ثم إِنّهم أَغاروا عليها فأَخذُوها :

    وإِنّي لأَرجُو مِلْحَها في بُطونِكمْ

    وما بَسَطَتْ مِنْ جِلْدِ أَشعَثَ أَغْبَرَا (٣)

    وذلك أَنّه كَان نَزل عليه قَومٌ فَأَخذُوا إِبلَه فقال : أَرجو أَن تَرَعَوْا ما شَرِبْتم من أَلبان هذه الإِبل ، وما بَسَطَتْ منْ جُلُودِ قَومٍ كأَنَّ جلُودَهم قد يَبِست فسَمِنُوا منها.

    وفي حديث وَفْدِ هَوَازِنَ «أَنَّهم كلَّموا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سَبْيِ عشائرِهم فقال خَطيبُهم : إِنّا لو كُنّا مَلَحْنا للحارِث بن أَبي شَمِرٍ أَو للنُّعمان بن المنذرِ ثم نَزَل مَنزِلَك هذا منّا لحَفِظَ ذلك لنا وأَنت خيرُ المكْفُولِين ، فاحْفَظُ ذلك.

    قال الأَصمعيّ في قوله مَلَحْنَا ، أَي أَرْضَعْنا لهما. وإِنَّمَا قال الهَوَازِنّي ذلك لأَنّ رَسُولَ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان مُسْتَرْضَعاً فيهم ، أَرْضَعَتْه حَليمةُ السَّعدِيّة.

    والمِلْح : العِلْم. والْمِلْح أَيضاً العُلَمَاءُ ، هكذا في اللِّسان وذكَرَهما ابن خالوَيه في كتابه الجامِعِ للمشترك ، والقَزّازُ في كتابه الجامع.

    ومن المجاز : المِلْح الحُسْنُ ، من المَلَاحَة ، وقد مَلُح يَملُح مُلُوحةً ومَلاحةً ومِلْحاً ، أَي حَسُن. ذكرَه صاحب المُوعب واللَّبْليّ في شرح الفصيح ، والقَزّاز في الجامع.

    ومن المجاز : مَلَحَ القِدْرَ إِذا جَعَلَ فيها شيئاً من مِلْح ، وهو الشَّحْمُ. وفي التهذيب عن أَبي عَمرٍو (٤) : أَمْلَحْت القِدْرَ ، بِالأَلف ، إِذا جَعلْتَ فيها شيئاً من شَحْمٍ.

    والمِلْح أَيضاً : السِّمَنُ القليل ، وضبطَه شيخنا بفتْح السين وسكون الميم ، وجعلَه مع ما قبله عطْف تفسيرٍ ثمّ

    __________________

    (١) القادح عيب يصيب الشجرة في ساقها.

    (٢) زيادة عن الأساس.

    (٣) قال ابن بري صوابه أغبر بالخفض والقصيدة مخفوضة الروي. قال : ورأيت في حواشي نسخ الصحاح أن ابن الاعرابي أنشد هذا البيت في نوادره :

    وما بسطت من جلد أشعثَ مقترِ

    وهو ما أشار إِليه الصاغاني في التكملة أَيضاً قال : والقافية مكسورة .. وقيل البيت :

    أمالوا ذراها واستحلوا حرامها

    على كل حي منهم حبسُ أشهرِ

    (٤) كذا بالأصل واللسان ، وفي التهذيب : أبو عبيد عن أبي زيد : أملحت القدر ...