ومن المجاز : نَاقَةٌ طَفّاحَةُ (١) القوائِم ، أَي سَريعتُها.
وقال ابن أَحْمرَ :
طَفّاحةُ الرِّجْلَيْنِ مَيْلعَةٌ (٢) |
|
سُرُحُ المِلاطِ بعيدةُ القَدْرِ |
وفي التّهذيب في ترجمة طحف : وفي الحديث : «من قال كذا وكذا غُفِرَ له وإِنْ كان عليه طِفَاحُ الأَرضِ ذُنُوباً» ، بالكسر ، أَي مِلْؤُها ، أَي أَن تمتلِئَ حتّى تَطْفَح ، أَي تفِيض. قيل : ومنه أُخِذَ طُفَاحَة القِدْرِ.
ومن المَجَاز : طفَحَتْ ـ كمَنَعَ ـ بالولَد وَلَدَتْه لتِمَامٍ.
وفي الأَساس : فاضَتْ وأَكْثَرَتْ. وطَفَحَت الرِّيحُ القُطْنَة ونَحْوَهَا ، إِذا سَطَعَتْ بها ؛ كذا نصُّ الصّحاح.
ويقال : اطْفَحْ عنّي ، أَي اذْهَبْ.
والطَّافِحَةُ : اليَابِسَةُ ، ومنه قولهم : رُكْبَةٌ طافِحَةٌ : للّتي لا يَقْدِر صاحِبُهَا أَن يَقْبِضَها.
* ومما يستدرك عليه :
عن الأَصمعيّ : الطّافِح : الّذِي يَعْدُو : وقد طَفَحَ يَطْفَح : إِذا عَدَا. وقال المُتَنَخِّل يَصف المُنْهزِمين :
كانُوا نَعائِمَ حَفّانٍ مُنفَّرَةً |
|
مُعْطَ الحُلوقِ إِذا ما أُدْرِكُوا طَفَحُوا |
أَي ذَهَبُوا في الأَرْضِ يَعْدُون.
وإِطْفِيحُ ، كإِزْمِيل : قَرْيَة بمصْر.
[طلح] : الطَّلْح بفتح فسكون : شَجَرٌ عِظَامٌ ، حِجَازِيّة ، جَناتُها كجَنَاةِ السَّمُرَةِ ، ولها شَوْكٌ أَحْجَنُ ، ومَنابِتُهَا بُطُونُ الأَوْدِيَةِ ، وهي أَعْظَمُ العِضَاهِ شَوْكاً ، وأَصْلَبُهَا عُوداً ، وأَجْوَدُهَا صَمْغاً. وقال الأَزهريّ : قال اللّيث : الطَّلْحُ : شَجَرُ أُمِّ غَيْلَانَ ، ووَصَفَه بهذه الصِّفةِ ، وقال : قال ابن شُميل : الطَّلْح : شَجرةٌ طَوِيلةٌ ، لها ظِلُّ يَسْتَظِلُّ بها النَّاسُ والإِبلُ ، ووَرَقُها قليلٌ ، ولها أَغصانٌ طِوالٌ عِظَامٌ ، ولها شَوْكٌ كثيرٌ من سُلّاءِ النَّخْل (٣) ، ولها ساقٌ عَظيمة لا تَلتقِي عليه يَدا (٤) الرَّجُل ، وهي أُمّ غَيْلانَ ، تَنْبُتُ في الجَبَل ، الواحِدَة طَلْحَةٌ. وقال أَبو حَنِيفَةَ : الطَّلْحُ : أَعظَمُ العِضَاهِ ، وأَكْثَرُه وَرَقاً ، وأَشدُّه خُضْرَةً ، وله شَوْكٌ ضِخَامٌ طِوَالٌ ، وشَوْكُه من أَقلِّ الشَّوْكِ أَذًى ، وليس لشَوْكته حَرَارةٌ في الرِّجْل ، وله بَرَمَةٌ طَيِّبَةُ الرِّيحِ ، وليس في العِضَاهِ أَكثرُ صَمغاً منه ولا أَضْخم ، ولا يَنبُتُ إِلّا في أَرض غَلِيظَةٍ شَدِيدةٍ خِصْبة. واحدتها طَلْحَةً. وبها سُمِّيَ الرَّجلُ ، كالطِّلَاح ، ككِتَابٍ ، قال :
إِنّي زعيمٌ يا نُويْ |
|
قةُ إِنْ نجوْتِ من الزَّواحْ (٥) |
أَنْ تَهْبطينَ بِلَادَ قو |
|
مٍ يَرْتَعون مِن الطِّلاحْ |
ويقال : إِن الطِّلَاحَ : جمْعُ طَلْحةٍ. قال ابن سيده : جمْعُها عند سيبويه طُلُوحٌ ، كصَخْرَةٍ وصُخورٍ ، وطِلَاحٌ ، شَبَّهوه بقَصْعَة وقِصاعٍ ، ويُجْمَع الطَّلْح على أَطْلاح.
وإِبلٌ طُلاحِيّةٌ ، بالكسر ويُضَمّ ، على غير قِياسٍ ، كما في الصّحَاح إِذا كانت تَرْعاهَا أَي الطِّلَاح (٦). ووجدْت في هامِش الصّحاح ما نَصُّه : طُلَاحِيّة ، لغة في طِلَاحِيّة ، ولا يَنبغي أَن تكون نِسْبَةً إِلى طِلَاح جمْعاً كما قال ، لأَن الجمعَ إِذا نُسب إِليه رُدَّ إِلى الوَاحِدِ إِلّا أَن يُسمَّى به شيءٌ فاعْلَمْه. وإِبلٌ طَلِحةٌ ، كفَرِحة ، وطَلَاحى مثل حبَاجى ـ كما في الصّحاح ـ إِذا كانتْ تَشْتَكِي بُطُونَها منها ، أَي من أَكْلِ الطِّلَاحِ. وقد طَلِحَت ، بالكسر طَلَحاً. وأَنكرَ أَبو سعيد : إِبلٌ طَلاحَى ، إِذا أَكَلَت الطَّلْحَ. قال : والطَّلَاحى : هي الكَالَّة المُعْيِيَة. قال : ولا يُمْرِض الطَّلْحُ الإِبلَ ، لأَنّ رَعْي الطَّلْحِ ناجعٌ فيها.
وأَرْضٌ طَلِحةٌ ، كفَرِحة : كَثيرتُها ، على النَّسب. وتأْنيثُ الضمير هنا وفيما سبقَ باعتبارِ أَنّها شَجرةٌ ، أَو اسمُ جِنْسٍ جمْعيّ ، ويجوز فيه الوَجهانِ ؛ قاله شيخنا.
وفي المحكم : الطَّلْح : لغة في الطَّلْع بالعين. ذكره ابن السِّكيت في الإِبدال ، وهو في الصّحاح. وقوله تعالى :
__________________
(١) في التهذيب واللسان ضبط قلم بضم الطاء ، وضمت الطاء عندهما في الشاهد أَيضاً.
(٢) بالأصل «مبلغة» وما أثبت عن اللسان والتكملة والتهذيب ؛ وأشار بهامش المطبوعة المصرية إِلى رواية اللسان.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : من سلاء النخل ، كذا باللسان أَيضاً ، ولعله : مثل سلاء النخل».
(٤) في المطبوعة الكويتية «يدُ الرجل» خطأ.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله إِني زعيم ، أَنشده في زوح : إِني سليم ، ولعل ما هنا أظهر بدليل البيت بعده».
(٦) في اللسان : ترعى الطَّلْح.