هي أَبْعَدُ القيَاسِ مَوْقِعَ سَهْم. قال : تقول : طَرُوحٌ مَرُوح ، تُعْجِلُ الظَّبيَ أَن يَرُوح ، وأَنشد :
وسِتِّينَ سَهْماً صِيغَةً يَثْرَبِيَّةً |
|
وقَوْساً طَرُوحَ النَّبْلِ غَيرَ لَبَاثِ |
والطَّرُوحُ من النَّخْلِ : الطَّويلةُ العَرَاجِينِ. وقيل : نَخْلَةٌ طرُوحُ : بَعِيدَةُ الأَعْلَى من الأَسْفَلِ ، والجَمْع طُرُحٌ ، بضمّتين. ومن المجاز : الطَّرُوحُ : الرَّجُلُ الّذِي إِذا جَامَعَ (١) أَحْبَلَ. ومن ذلك قول أَعرابيّة : إِنّ زَوْجي لَطَروحٌ ؛ رواه الأَزهريّ عن اللِّحيانيّ.
ومن المجاز : طَرَّحَ الشَّيْءَ تَطْريحاً : طَوَّلَه. وقيل : رَفَعَه وأَعْلَاه. وخَضَّ بعضُهم به البنَاءَ ، فقال : طَرَّحَ بنَاءَه تَطْريحاً ، إِذا طَوَّلَه جِداًّ ، قال الجوهريّ : كطَرْمَحَه ، والميم زائدة.
وسَنَامٌ إِطْرِيحٌ بالكسر : طَويلٌ مائلٌ في أَحَد شِقَّيْه. ومنه قَولُ تِلك الأَعْرابيَّةِ شَجَرةُ أَبِي الإِسْليح ، رَغْوة وصَرِيح ، وسَنامٌ إِطْريح. حكاه أَبو حَنيفَةَ ، وهو الّذي ذَهَبَ طَرْحاً ، بسكون الرّاءِ ، ولم يُفسِّرْه ، وأَظنُّه طَرَحاً ، أَي بُعْداً ، لأَنه إِذا طالَ تَباعَدَ أَعْلَاه من مَرْكزِه ؛ كذا في اللّسان.
ومن المجاز : طَرْفٌ مِطْرَحٌ كمِنْبر : بَعيدُ النَّظَر ، كطَرِيح (٢) واطْرَحْ : انْظُرْ ، من ذلك (٣).
ومن المجاز أَيضاً : رُمْحٌ مِطْرَحٌ كمِنْبَر : بَعِيدٌ طَوِيلٌ. وفَحْلٌ مِطْرَحٌ : بَعِيدُ مَوْقِعِ الماءِ من ، وفي نسخة (٤) : في الرَّحِم.
وطَرِحَ الرَّجُلُ كفَرِحَ : ساءَ خُلُقُه ، عن ابن الأَعرابيّ. وطَرِحَ ، إِذا تَنَعَّمَ تَنَعُّماً واسِعاً.
ورَأَيْت عليه طَرْحَةً مَلِيحةً. الطَّرْحَةُ : الطَّيْلَسانُ.
والتَّطْرِيح : بُعْدُ قَدْرِ الفَرِس [في الأرض] (٥) إِذا عَدَا.
يقال : مَشَى مُتَطَرِّحاً ، أَي متساقِطاً كمَشْيِ ذي الكَلَال والضَّعْف.
وسَمَّوْا طَرَاحاً ، كسَحَاب هكذا عندنا ، وفي أُخْرَى : كشدَّاد ومَطْرُوحاً ، ومُطَرَّحاً كمُعَظَّم ، وطُرَيْحاً كزُبَيْر.
ويقال : سَيْرٌ طُرَاحيٌّ ، بالضّمّ أَي بعيدٌ. وقيل : شَدِيدٌ. وأَنشد الأَصمعيّ (٦) لمُزاحمٍ العُقَيليّ :
بسَيْرٍ طُرَاحِيٍّ تَرَى من نَجَائه |
|
جُلُودَ المَهارَى بالنَّدَى الجَوْنِ تَنْبعُ |
ومن المجاز : مُطَارَحَةُ الكلامِ : وهو م ، أَي معروفٌ. يقال : طَرَحَ عليه المسأَلَةَ ، إِذا أَلْقَاهَا ، قال ابن سيده : وأُراه مُوَلَّداً.
والأُطْرُوحَة : المسأَلة تَطْرَحُها.
وطَرْحانُ ، بالفتح : ع قُرْبَ الصَّيْمَرَة ، بنواحِي البَصرةِ.
* ومما يستدرك عليه :
طَرَحَ له الوِسادَةَ : أَلْقاها ، وطَرَحُوا لهم المَطَارِحَ : المَفَارِشَ ، الواحد مِطْرَحٌ كمِفْرَش. ومن المَجَاز : ما طَرَحَكَ إِلى هذه البلاد ، وما طَرَحَك هذا المَطْرَحَ : ما أَوْقَعَكَ فيما أَنت فيه.
وتَطارَحُوا : أَلقَى بعضُهم المَسائلَ على بَعْضِ.
وطَرَحَتْ به النَّوَى كُلَّ مَطْرَحٍ ، إِذا نَأَتْ بِه. وطَرَحَ به الدَّهْرُ كلَّ مَطْرَحٍ : إِذا نَأَى (٧) عن أَهْلِه وعَشيرتِه.
واطَّرِحْ هذا الحَديثَ.
وقَوْلٌ مُطَّرَحٌ : لا يُلتفَت إِليه.
وإِبل مَطارِحُ (٨) : سِراعٌ.
وأَصابه زَمَنٌ طَرُوحٌ : يَرْمِي بأَهْله المَرامِيَ.
[طرشح] : الطَّرْشَحَة : الاسْتِرْخاءُ. وضَربَه حتّى
__________________
(١) في الأساس : «نكح». وفي التهذيب واللسان والتكملة فكالأصل.
(٢) في اللسان : وطرف مطرح : بعيد النظر ، وفي الأساس : وطرف طروح ومطرح : بعيد النظر.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «واطرح : انظر ، عبارة الأساس : واطرح بعينك : انظر».
(٤) وهي رواية اللسان والتكملة.
(٥) زيادة عن اللسان ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله بعد قدر. كذا في اللسان أيضاً وليحرر».
(٦) في اللسان : وأنشد الأَزهري لمزاحم العقيلي» وفي التهذيب : «وقال مزاحم» العقيلي».
(٧) التهذيب : نأى به.
(٨) في الأساس : وإِبل مطاريح ، وشاهده قول أمية بن أبي عائذ الهذلي :
مطاريح بالوعث مر الحشو |
|
ر هاجرن رماهة زيزفونا |