[سورة البلد]
١ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) : أي : وأنت مستحل الحرمة ، فيكون واو (وَأَنْتَ) واو الحال (١) ، وهذا قبل الهجرة ، ثم استأنف وأقسم بقوله : (وَوالِدٍ). أي : آدم ، (وَما وَلَدَ) : ذريته (٢).
وقيل (٣) : إنه إثبات القسم ، والمعنى : وأنت حلال تصنع ما تشاء ، كما روي أنه أحلّ له يوم الفتح (٤).
وقيل (٥) : (حِلٌ) : حالّ ، أي : ساكن.
٤ (فِي كَبَدٍ) : في شدائد (٦) لو وكلناه إلى نفسه فيها لهلك.
__________________
(١) قال أبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ٤٧٤ : «والإشارة لهذا البلد إلى مكة ، (وَأَنْتَ حِلٌ) جملة حالية تفيد تعظيم المقسم به ، أي : فأنت مقيم به ، وهذا هو الظاهر».
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٣٠ / ١٩٥ ، ١٩٦) عن مجاهد ، وقتادة ، وأبي صالح ، والضحاك.
وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨ / ٤٢٥ ، وزاد نسبته إلى سفيان الثوري ، وسعيد بن جبير ، والسّدّي ، والحسن البصري ، وخصيف ، وشرحبيل بن سعد وغيرهم ثم قال : «وهذا الذي ذهب إليه مجاهد وأصحابه حسن قوي ؛ لأنه تعالى لما أقسم بأم القرى وهي المساكن أقسم بعده بالساكن ، وهو آدم أبو البشر وولده» ، وتوقف الطبري في القول بتخصيص هذه الآية بآدم وذريته ، فقال : «والصواب من القول في ذلك ما قاله الذين قالوا : إن الله أقسم بكل والد وولده ، لأن الله عم كل ذلك ، ولا برهان يجب التسليم له بخصوصه ، فهو على عمومه كما عمه».
(٣) وهو أصح الوجوه عند الماوردي في تفسيره : ٤ / ٤٥٦.
وانظر معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٣٢٧ ، وزاد المسير : ٩ / ١٢٦ ، وتفسير القرطبي : ٢٠ / ٥٩.
(٤) ينظر صحيح البخاري : ١ / ٣٥ ، كتاب العلم ، باب «ليبلغ العلم الشاهد الغائب» ، وصحيح مسلم : ٢ / ٩٨٨ ، كتاب الحج ، باب «تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها».
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ٤٥٦ ، والفخر الرازي في تفسيره : ٣١ / ١٨٠.
(٦) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٩٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٥٢٨ ، وتفسير