وهذا على أَنّ النون أَصليّة. وقد ذَكَرَه غيرُ واحدٍ من الأَئمة في عفج على أَنَّ النّونَ زائدةٌ.
[عنهج] : العُنَاهِجُ ، كعُلابِطٍ : الطَّويلُ السّريعُ (١) من الإِبل ، لغة في العُمَاهِج ، وقد تقدّم آنفاً.
[عوج] : عَوِجَ كفَرِحَ يَعْوَجُ والاسم العِوَجُ كِعنَبٍ على القيَاس ، وقد صَرح به أئمّةُ الصّرف. أَو يُقَال في كلّ (٢) مُنْتَصِبٍ كان قائماً فمالَ ، كالحَائط والعَصَا والرُّمْحِ : فيه عَوَجٌ ، مُحَرَّكَةً ، ويقال شَجَرَتُك فيها عَوَجٌ شَديدٌ. قال الأَزهَريّ : وهذا لا يجوز فيه وفي أَمثاله إِلّا العَوَج وفي الصّحاح : قال ابن السِّكِّيت : وكلّ ما [كان] (٣) يَنْتصِب كالحائط والعُود قيل : فيه عِوَجٌ ، بالفتح. وما كان في نَحْو الأَرضِ والدِّين (٤) : فيه عِوَجٌ كعِنَبٍ. وعاجَ يَعوجُ : إِذا عَطَفَ. والعِوَجُ في الأَرض : أَن لا تَستوَى. وفي التنزيل (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) (٥). قال ابن الأَثير وقد تكرّر ذكرُ (٦) العوَج في الحديث اسماً وفعْلاً ومصدراً وفاعلاً ومفعولاً وهو بفتح العين مختصٌّ بكلِّ شخصٍ مَرْئِيٍّ كالأَجسام ، وبالكسر ، بما ليس بمَرْئِيٍّ كالرَّأْي والقَوْل والدين (٧). وقيل الكسر يقال فيهما معاً ، والأَوّل أَكثرُ. ومنهالحديث : «حَتّى يقيم به المِلَّةَ العَوْجَاءَ» ، يعني مِلَّةَ إِبراهيمَ على نَبِّينا وعليه الصَّلاةُ والسلام ، الّتي غَيَّرتْهَا العربُ عن استقامتها. والعِوَجُ بالكسر : في الدِّين. تقول : في دينه عوَجٌ ، وفيما كان التَّعْويجُ يكثرُ ، مثلُ الأَرض والمَعَاش (٨).
وفي التنزيل (الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً. قَيِّماً) (٩) قال الفرّاءُ : معناه : الحمدُ لله الذي أَنزل على عبده الكتاب قَيِّماً ولم يَجْعَلْ له عِوَجاً ، وفيه تأَخيرٌ أُريدَ بن التّقْديمُ.
وعِوَجُ الطّريقِ وعَوَجُه : زَيْغُه. وعِوَجُ الدِّينِ والخُلُقِ : فَسادُه وَمَيْلُه ، على المَثَل.
والفِعْلُ من كُلّ ذلك : عَوِجَ عَوَجاً وعِوَجاً.
قال الأَصمعيّ : يقال : هذا شيءٌ مُعْوَجٌّ ، وقد اعْوَجَّ اعْوجَاجاً ، على افْعَلَّ افْعِلالاً. ولا يقال : مُعَوَّجٌ ، على مُفَعَّلٍ ، إِلّا لعُودٍ أَو شيْءٍ رُكِّب (١٠) فيه العاجُ.
وعَوَّجْتُه : عَطَفْتُه ، فتَعَوَّجَ : انْعَطَفَ. قال الأَزهريّ :
وغيره [يُجيز] (١١) عَوَّجْتُ الشيْءَ تَعْوِيجاً فتَعَوَّجَ : إِذا حَنَيْته ، وهو ضِدّ قَوَّمْته ، فأَمّا إِذا انْحنَى من ذاته فيقال : اعْوَجّ اعْوجَاجاً. يقال عَصاً مُعْوَجّةٌ ، ولا تقلْ : مِعْوَجَّة ، بكسر الميم ؛ ومثله في الصّحاح.
والأَعْوَجُ لكلّ مَرْئِيّ ، والأُنثى عَوْجاءُ ، والجماعَة عُوجٌ.
ورجل أَعْوَجُ بَيِّنُ العَوَجِ : وهو السَّيِّئُ الخُلُقِ.
وأَعْوَجُ بلا لامٍ : فَرَسٌ سابقٌ رُكِبَ صَغيراً فاعْوجَّتْ قَوائمُه. والأَعْوَجِيَّة منسوبةٌ إِليه. قال الأَزْهَريّ والأَعْوَجِيّة منسوبةٌ إِلى فَحْل كان يقال له أَعْوجُ ، يقال : هذا الحِصَانُ من بَنَاتِ أَعْوَجَ. وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : «رَكِبَ أَعْوَجيًّا» : أَي فرساً منسوباً إِلى أَعْوَجَ ، [و] (١٢) هو فَحْلٌ كريمٌ تُنْسَب الخَيْلُ الكرَامُ إِليه. وأَما قوله :
أَحْوَى من العُوجِ وَقَاحُ الحافرِ
فإِنه أَرادَ : من وَلَدِ أَعْوَجَ ، وكَسَّرَ أَعْوَجَ تكسيرَ الصِّفات ، لأَن أَصلَه الصِّفَةُ. وفي الصّحاح : أَعْوَجُ : اسمُ فرسٍ كان لبني هِلَال بن عامرٍ تُنْسَب إِليه الأَعْوَجِيّات ، وبَنات أَعْوَجَ وبنات عُوجٍ (١٣). قال أَبو عُبيدَة : كان أَعْوَجُ لكِنْدَةَ ، فأَخَذَتْهُ بنو سُلَيمٍ في بعضِ أَيّامهم ، ثم صار إِلي بني هِلالٍ ، وليس في العرب فَحْلٌ أَشْهَر ولا أَكثر منه نَسْلاً أَو صار إِليهم ـ أَي إِلى بني هلال ـ من بني آكِلَ المُرَارِ. وهذا
__________________
(١) كلمة السريع وضعت في المطبوعة المصرية ضمن قوسين على أنها في القاموس وليست فيه.
(٢) كلمة «كل» هي من كلام القاموس في إحدى نسخ القاموس.
(٣) زيادة عن الصحاح.
(٤) عبارة الصحاح : ما كان في أرضٍ أو دينٍ أو معاشٍ.
(٥) سورة طه الآية ١٠٧.
(٦) عن النهاية ، وبالأصل : اسم.
(٧) كذا بالأصل ، ولم ترد كلمة والدين في النهاية ، والقول الآتي يؤيد خذفها «فيهما» تعود على الرأي والقول. وسيعود إلى «الدين» بشكل مستقل.
(٨) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وفيما كان الخ كذا في اللسان أيضاً. وعبارة الجوهري : والعوج بالكسر ما كان في أرض أو دين أو معاش».
(٩) سورة الكهف الآية ١ و٢.
(١٠) الأصل والتهذيب ، وفي اللسان : يركب.
(١١) زيادة عن التهذيب ، يريد بغيره أي غير الأصمعي.
(١٢) زيادة عن النهاية واللسان.
(١٣) «وبنات عوج» ليست في الصحاح.