والشَّرْجَةُ : د ، بساحلِ اليَمَنِ قال شيخنا : إِطلاقُه يَقتضِي الفَتْحَ ، وضَبطها العارِفُون بالتّحريك. قلت المعروف المشهور على أَلسنتهم بالفَتح ، وهكذا ضبطَه غيرُ واحدٍ (١).
وقد دَخلتُها. وهي في مَسيلِ الوادِي. منها سِراجُ الدّين عبدُ اللّطِيفِ بنُ أَبي بكرِ بنِ أَحمدَ بن عُمَرَ الزَّبِيدِيّ الحَنَفيّ شَيْخُ نُحَاةِ مِصْرَ ، دَرّس النَّحْوَ والفِقْه بمدارِسها ، توفِّيَ سنة ٨٠٢ ، وولَدُ وَلَدِه الشيخُ زَيْنُ الدّينِ أَحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبد اللطيفِ الحنفيّ ، مّمن رَوَى عن السَّخَاوِيّ ، وهو من شُيوخِ الحافظِ وَجيهِ الدينِ عبدِ الرحمنِ بنِ عليّ بن الدَّيْبَعِ الشيبانيّ الزَّبِيديّ ، وله مؤلفَات شَهِيرةٌ.
والشَّرْجَةُ أَيضاً : حُفْرَةٌ تُحْفَر فيُبْسَط فيها جِلْدٌ فتُسْقَى منها الإِبلُ (٢).
وانْشَرَجَ القَوْسُ : انْشَقّ.
والتَّشْرِيج : الخياطَةُ المُتَبَاعِدَة ، ومثله في الصّحاح.
والشَّرِيجانِ : لَوْنَانِ مُخْتلِفانِ من كلّ شيْءٍ. وقال ابن الأَعرابيّ : هما مختلِطان غيرَ السَّواد والبياض.
وفي الصّحاح : وكلُّ لَوْنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ : «فهما شَرْجَانِ».
والشَّرِيجانِ : خَطَّا نِيرَىِ البُرْدِ أَحدهما أَخضَرُ والآخَرُ أَبيضُ أَو أَحمرُ. وقال في صِفَةِ القَطَا :
سَبَقْتُ بِوِرْدِه (٣) فُرّاطَ شِرْبٍ |
|
شَرَائِجَ بينَ كُدْرِيٍّ وجُونِ |
وقال الآخَر :
شَريجانِ من لَونَينِ خِلْطانِ مِنهمَا |
|
سَوَادٌ ومنه واضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ (٤) |
والمُشَارَجَة : المُشَابَهة والمُمَاثَلة. ومنه فَتَياتٌ مُشَارِجَاتٌ : أَي أَتْرابٌ مُتَسَاوِيَاتٌ في السِّنّ.
وشُرِّجَ اللَّحْمُ : خالطَه الشَّحْمُ. وقد شَرَّجَه الكَلأُ. قال أَبو ذُؤَيب يَصِف فَرساً :
قَصَرَ الصَّبُوحَ لهَا فشُرِّجَ لَحْمُهَا |
|
بالنَّيِّ فَهْيَ تَثُوخُ فيها الإِصْبَعُ |
أَي خُلِطَ لَحْمُها بالشَّحْم. وتَشرَّجَ الَّلحمُ بالشَّحمِ : تَدَاخَلَ ، ونصُّ الصّحاحِ وغيره : «تَدَاخَلَا» ، معناه : قَصَرَ اللَّبَنَ على هذه الفَرس التي تَقَدَّمَ ذِكْرُها في بيتٍ قَبُلَه ، وهو :
تَغْدُو به خَوْصاءُ يَقْطَع جَرْيُها |
|
حَلَقَ الرِّحالِة فَهْيَ رِخْوٌ تَمْزَعُ (٥) |
ومعنى شُرِّجَ لحمُهَا : جُعِل فيه لَونانِ من الشَّحْم واللَّحْم. والنَّيّ : الشَّحْم. وقوله : فهي تثوخ فيها الإِصبعُ : أَي لو أَدْخَل أَحدٌ إِصبعَه في لَحْمِهَا لَدَخَلِ لِكثرةِ لحْمِهَا وشَحْمها. والخَوْصَاءُ : غائرةُ العينينِ. وحَلَقُ الرِّحَالةِ : الإِبْزِيمُ. والرِّحالة : سَرْجٌ يُعمَل من جُلودٍ. وتَمْزَعُ : تُسْرِع.
ودَابَّةٌ أَشْرَجُ بَيِّنَة (٦) الشَّرَجِ : إِذا كانت إِحْدَى خُصْيَيْه أَعظمَ من الأُخرَى ، ومثله في الصّحاح. وفي الأَساس : رجلٌ أَشْرَجُ : له خُصْيَةٌ واحدةٌ.
* ومما يستدرك عليه :
عن ابن الأَعرابيّ : شَرِجَ : إِذا سَمِنَ سِمَناً حَسَناً.
وشَرِجَ : إِذا فَهِمَ.
وفي المصباح : الشَّرَجَ ، بفتحتين (٧) : مَجْمَعُ حَلْقَةِ الدُّبُرِ الذي يَنْطَبق.
وقال ابن القَطّاع : الشَّرْج ، كفَلْسٍ : ما بين الدُّبُر
__________________
(١) ومثله في التكملة.
(٢) وفي التهذيب واللسان والتكملة : الشَّرْجة : حفرة تحفر ثم تبسط فيها سفرة ، ويصب الماء عليها فتشربه الإبل. وأنشد في صفة إبل عطاش سقيت :
سَقينا صواديها على متنِ شَرْجَةٍ |
|
أَضاميمَ شتى من حيالٍ ولقَّحِ |
هذا نص التهذيب.
(٣) عن التهذيب والتكملة ، وبالأصل : سقت بوروده.
(٤) بالأصل : «من لون خليطان» وما أثبت عن التهذيب ، وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله من لون الخ كذا في النسخ والذي في التكملة : من لونين خلطان».
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله تغدو ، أنشده الجوهري في مادة رخا ، تعدو بالعين».
(٦) في الصحاح واللسان : «بيّن» والدابة إسم لكل ما دب على الأرض من الحيوان ، وقوله تعالى : «والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ...» أطلق على النوعين الذكر والأنثى ، والعاقل وغيره. والمشهور : التأنيث.
(٧) في المصباح المطبوع : الشَّرْجُ بإسكان الراء ضبط قلم.