[لهث] : اللهْثانُ : العَطْشَانُ ، وهي لَهْثَى.
وقال سَعيدُ بن جُبَيْر ـ في المرأَة اللهْثَى والشّيخِ الكبير ـ «إِنهما يُفْطِرَانِ في رَمضانَ ويُطْعِمانِ».
وبالتَّحْرِيكِ : العَطَشُ ، من المصادر القِيَاسِيَّة ، كاللهَثِ محرَّكةً ، واللهَاثِ ، بالفتح قال شيخنا : وذِكرُ الفتح مستدركٌ.
وفي اللّسَان : اللهَثُ واللُّهَاثُ (١) : حَرُّ العَطَشِ في الجَوْفِ وقد لَهِثَ لَهَاثاً كَسِمعَ سَمَاعاً.
و، يقال : به بُهَاثٌ شديدٌ ، كغُرَابٍ ، وهو حَرُّ العَطَشِ في الجَوْفِ وشِدَّتُه.
ومن المجاز : اللُّهاثُ. شِدَّةُ المَوْتِ ، يقال : هو يُقَاسِي لُهَاثَ المَوْتِ ، أَي شِدَّتَه.
واللُّهَاثُ : النُّقَطُ الحُمْرُ التي في الخُوصِ إِذا شَقَقْتَه ، عن الفَرّاءِ وهو تَتمَّةٌ مِن قوله ، وسيأْتي ، والقِيَاسُ فيه الكسرُ ، كنِقَاطٍ (٢) ، فيكون حينئذ جمعاً لِلُّهْثَةِ.
ولَهَثَ الرَّجلُ والكَلْبُ كمَنَعَ ولَهِثَ يَلْهَثُ فيهما بالكسر ، وكذلك الطّائر لَهْثاً بالفتح ولُهَاثاً بالضّمّ إِذا دَلَعَ ، أَي أَخْرَجَ لسانَه عَطَشاً أَو تَعَباً أَو إِعياءً ، وفي الحديث «أَن امرأَةً بَغِيّاً رأَتْ كلْباً يَلْهَثُ فسَقَتْهُ فغُفِرَ لها».
وفي مُفْرداتِ الرّاغِب : اللهَثُ : ارتِفَاعُ النَّفَسِ من الإِعْيَاءِ (٣) وقيل : لَهَثَ الكلْبُ : أَخرَجَ لسانَه من العَطَشِ ، ولَهِثَ الرّجلُ أَعْيَا ، ومثله في التَوشيح ، كالْتَهَثَ ، وأَنشد الأَصمعيّ :
وإِنْ رَأَى طالِبَ دُنْيَا يَلْتَهِثْ |
|
يَمْلُجُ خِلْفَيْهَا ارْتِغاثَ المُرْتَغِثْ |
واللُّهْثَةُ بالضَّمّ : التَّعَبُ ، عن أَبي عَمرٍو.
واللُّهْثَةُ أَيضاً : العَطَشُ.
واللُّهْثَة أَيضاً : النُّقْطَة الحَمْرَاءُ التي تَراها في الخُوصِ إِذا شَقَقْتَه ، والجمع اللِّهَاثُ بالكسر.
واللُّهَاثِيُّ ، كغُرَابِيٍّ ، من الرجال : الكَثيرُ الخِيلَانِ الحُمْرِ في الوَجْهِ ، مأْخُوذ من اللُّهَاث ، كغُرَابٍ ، وهي النُّقَطُ في الخُوصِ ، وهذا تمامُ قولِ الفَرّاءِ.
واللُّهَّاثُ ، كعُمّالٍ : صانِعُو الخُوصِ ، أَي عامِلُوه مُقْعَداتٍ ، وهي دَاوخِلّ ، بتشديد اللّام (٤) ، واحدتها دَوْخَلَّة ، وهي من الأَوانِي التي تُصْنَع من خُوصِ النَّخِيل ليوضَعَ فيه التَّمْرُ ، وهي الشَّوْغَرَةُ ، وهذا قول أَبي عَمْرٍو.
* ومما يستدرك عليه :
ما جاءَ في الحديث : «في سَكْرَةٍ مُلْهِثَةِ» أَي مُوقِعَه في اللهَثِ.
[ليث] : اللَّيْثُ : القُوَّة والشِّدة ، قيل : ومنه اللَّيْثُ بمعنى الأَسَد ، كاللّائِثِ ، زعم كُراع أَنه مُشتقّ من اللَّوْثِ الذي هو القُوَّة ، قال ابن سِيده : فإِن كان كذلك فالياءُ منقلِبة عن واوٍ ، وقال : وهذا ليس بقويّ ؛ لأَن الياءَ ثابتة في جميع تصارِيفه ، ولذا ذكره المصنّف هنا. قلت : وما زعمه كُراع ذكره السُّهَيليّ في الرَّوْض ، وصَوَّبَه جماعة.
وإِنّه لَبَيِّن اللِّيَاثَةِ.
والجَمْع لُيُوثُ ، ويقال : يَجْمَعُ اللَّيْثَ مَلْيَثَةٌ ، مثل مَسْيَفَةٍ ومَشْيَخَة ، قال الهُذليُّ :
وأَدْرَكَتْ من خُثَيْمٍ ثُمَّ مَلْيَثَةٌ |
|
مِثْلُ الأَسُودِ على أَكْتَافِها اللِّبَدُ |
وقال عَمْرُو بنُ بَحْرٍ : اللَّيْثُ : ضَرْبٌ من العَنَاكِبِ قال : وليس شيءٌ من الدّوابِّ مثله في الحِذْقِ والخَتْلِ وصَوَابِ الوَثْبَةِ ، والتَّسْدِيدِ ، وسُرْعَةِ الخَطْفِ ، والمُدَارَاةِ ، لا الكلْبُ ولا عَنَاقُ الأَرْضِ ولا الفَهْدُ ، ولا شَيْءٌ من ذواتِ الأَرْبع ، وإِذا عاين (٥) الذُّبابَ ساقِطاً لطَأَ بالأَرض ، وسَكّنَ جوَارحَه (٦) ، ثمّ جمعَ نفْسه وأَخّر الوَثْب إِلى وقْتِ الغِرّةِ ، وتري منه شيئاً لم تَرَهُ في فَهدٍ ، وإِنْ كانَ موْصُوفاً بالخَتْلِ للصيْدِ.
وعن الليْثِ ، قال : اللَّيْثُ : العَنكبوتُ ، وقيل : الذي يأْخُذُ الذُّبَابَ وهو أَصغَرُ من العنْكبوتِ.
__________________
(١) الأصل واللسان ، وفي المطبوعة الكويتية «واللهثاث» تحريف.
(٢) وفي التكملة : اللِّهاث بالكسر.
(٣) عبارة الراغب : قال ابن دريد : اللهث يقال للإِعياء وللعطش جميعاً (المفردات ص ٤٧٥).
(٤) في اللسان والتكملة : وهي الدواخلُ بلام خفيفة. ضبط قلم.
(٥) في الحيوان للجاحظ : رأى.
(٦) في الحيوان : أطرافه.