وأَلَثْتُ به مالِي : استَوْدَعْتُه إِيّاه ، إِفعالٌ من اللَّوْثِ بمعنى اللَّوْذِ ، كأَنَّه جعلَه مَحْرُوساً في حِمَايَتِه.
والمُلَيَّثُ ، كمُعَظَّمِ من الرّجال : البَطِيءُ لِسِمَنِهِ.
واللَّيْثُ واللّائِثُ : الأَسدُ ، من اللَّوْثِ وهو القُوَّة ، وسيأْتي ذِكْرُ اللَّيْثِ بعد ذلك.
ولَاثَهُ المطرُ ولَوَّثَه.
ودِيمَةٌ لَوْثَاءُ ، وهي التي تَلُوثُ (١) النَّبَاتَ بعضَه على بَعْضٍ كما تَلُوثُ (٢) التِّبْنَ بالقَتِّ وكذلك التَّلَوُّثُ بالأَمْرِ ، كذا عن اللَّيث.
وقال أَبو منصور : السَّحَابَة اللَّوْثَاءُ : البَطِيئة ، وإِذا كان السَّحَابُ بَطِيئاً كان أَدْوَمَ لِمَطَرِه ، قال الشَّاعر :
من لَفْحِ سارِيَةٍ لَوْثَاءَ تَهْمِيمُ
والذي قالَه اللَّيْث في اللَّوْثَاءِ ليس بصَحِيحٍ ، كذا في اللّسانِ.
وإِن المَجلِسَ ليَجُمَعُ لَوِيثَةً من النَّاسِ أَي لَبِيثَةٌ ، وقد تَقَدَّم في محلّه ، أَي اخْلاطاً من قَبَائِلَ شَتَّى ، وإِعادتُه هنا مع تقدُّم قوله كاللَّوِيثَةِ تَكْرارٌ ، كما هو ظاهر.
* ومما يستدرك عليه :
الأَلْوَث : الأَحْمَقُ ، كالاثْوَلِ ، قال طُفَيْلٌ الغَنَوِيّ :
إِذا ما غَزَا لم يُسقِطِ الخَوْفُ رُمْحَهُ |
|
ولم يَشْهَدِ الهَيْجَا بأَلْوَثَ مُعْصِمِ |
وعن ابن الأَعْرابيّ : اللُّوثُ جمع الأَلْوَث وهو الأَحْمَق الجَبانُ ، وقال ثُمامَةٌ بنُ مخبر (٣) السَّدُوسيّ :
أَلَا رُبَّ مُلتَاثٍ يَجُرُّ كِساءَهُ |
|
نَفَى عَنْهُ وِجْدَانُ الرِّقِينَ العَزايِمَا (٤) |
يقول : رُبَّ أَحمقَ نفَى كَثرةُ مالِه أَن يُحَمَّقَ ، أَراد أَنّه أَحمقُ قد زَيَّنَه مالُه وجعلَه عند عوامّ الناس عاقِلاً.
ولم يُلِثْ ، في قول العجاج ـ يصف شاعِراً غالَبه فغلَبه :
فلمْ يُلِثْ شَيْطَانَهُ تَنَهُّمِي (٥)
أَي لم يُلْبِثْ تَنَهُّمِي إِيّاه ، أَي انْتِهاري.
وفي حديث الأَنْبِذَةِ والأَسقِيَةِ «التي تُلاثُ على أَفواهِهَا» أَي تُشَدُّ وتُرْبَطُ.
وفي الحديث : «أَن امرأَةً من بني إِسرائِيلَ عَمَدَتْ إِلى قَرْنٍ من قُرُونِها فلاثَتْهُ بالدُّهْنِ» أَي أَدارَتْه ، وقيل : خَلَطَتْه ، وفي حديث ابنِ جَزْءٍ : «وَيْلٌ لِلَّوَّاثِينَ الذين يَلُوثُونَ مع (٦) البَقَرِ ، ارفَعْ يا غلامُ ، ضَعْ يا غُلام» قال ابن الأَثير. قال الحَرْبِيّ : أَظُنّه الذين يُدَار عليهم بأَلوانِ الطّعَام ، من اللَّوْث وهو إِدارةُ العمامةِ.
وجاءَ رجل إِلى أَبي بكرٍ رضياللهعنه «فَلَاثَ لَوْثاً من الكَلامِ» (٧) أَي لَوَى كلَامه ، ولم يُبَيّنه ، ولم يَشْرحْه ولم يُصَرِّح به ، يقال : لَاثَ بالشيْءِ يَلُوثُ به ، إِذا أَطافَ به ، وقال ابن قُتيبةَ : أَراد أَنه تَكَلَّم بكلام مَطْوِيّ لم يُبَيِّنْه للاستحياءِ ، حتى خَلا بِهِ.
ولاثَ الرَّجُلُ يَلُوثُ ، أَي دَارَ.
واللِّثَةُ : مَغْرِزُ الأَسنانِ ، من هذا الباب في قول بعضهم ؛ لأَنّ اللَّحْمَ لِيثَ بأُصولِهَا.
ولاثَ الوَبَرَ بالفَلْكَةِ : أَدارَه بها ، قال امرؤ القيس :
إِذا طَعَنْتُ به مالَتْ عِمَامَتُه |
|
كما يُلَاثُ برَأْسِ الفَلْكَةِ الوَبَرُ |
واللُّوثُ : فِرَاخُ النَّحْلِ ، عن أَبي حنيفةَ.
ومن المَجَاز : لَاثَ الضَّبَابُ بالجَبَلِ ، كذا في الأَساس.
__________________
(١) الأصل واللسان ، وضبطت في التهذيب : تُلوِّث ضبط قلم.
(٢) في التهذيب : يلوّث. وفي اللسان فكالأصل.
(٣) الأصل ، وفي اللسان «المخبر» وصوابه «المحبر» بالحاء المهملة وتشديد الباء.
(٤) اللسان : العرائما. وبهامشه : قوله العزائما كذا بالأصل وشرح القاموس ولعله القرائما جمع قرامة بالضم. وأنشده في اللسان صواباً في مادة ورق «العزائما».
(٥) قبله في التهذيب واللسان : وقد أرى دوني من تجهمي أم الربيق والأربق المزنّم
(٦) الأصل واللسان ، وفي النهاية : مثل البقر.
(٧) في النهاية : وفي حديث أبي بكر : أن رجلاً وقف عليه ، فلاث لوثاً كلامٍ في دَهَشٍ.